من بينها إعادة التجربة السورية: 3 سيناريوهات للحرب في ليبيا.. وهذا المطلوب من “الوفاق”
الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
علق محللون أتراك، على وصول الطائرات الروسية إلى مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مؤكدين أن المعارك في البلد الأفريقي قد تطول.
المرتزقة “فاغنر” واجهة لروسيا
وقال الكاتب التركي، برهان الدين يالتشين، إن روسيا شحنت 14 طائرة إلى ليبيا، وتزعم أن شركة “فاغنر” وراء الأمر، ولكن الحقيقة بطبيعة الحال، أن موسكو تستخدم المرتزقة كواجهة لها في ليبيا، فالمقاتلون على الأرض والقدرات الجوية التي أرسلتها هي لدولة روسيا.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة “صباح”، “بما أن الحرب الأهلية في ليبيا، هي حرب بالوكالة، فمن الأفضل القيام بالأعمال العسكرية من خلال الشركات الخاصة”، مؤكدا أن الروس مصممون على استغلال هذه الميزة على أكمل وجه.
وأشار إلى أن التوسع الروسي جاء بالوقت الذي ضعف فيه اهتمام الولايات المتحدة بالسياسة العالمية، ولاسيما في الشرق الأوسط.
ورجح الكاتب، أن أنقرة بعد سوريا ستواجه روسيا في ليبيا، بعد الانتصارات التي حققتها حكومة السراج، والخسائر التي تكبدتها مليشيا حفتر، ما أدى لتغيير قواعد اللعبة بأكملها في الدولة الأفريقية.
ولفت إلى أنه بعد دخول الطائرات المسيرة التركية في الميدان، والعمليات الاستخباراتية، التي أظهرت أن تركيا كنفوذ لا يمكن لمصر والإمارات كسرها، جعلت روسيا أكثر وضوحا في الساحة الليبية.
تكرار سيناريو سوريا
وأوضح أن روسيا تحاول إعادة السيناريو السوري في ليبيا، بعد تدخلها في المجال الجوي السوري، ما ساهم بإحراز تقدم لنظام الأسد، لذلك ستركز الآن على القوة الجوية.
وشدد على ضرورة أن تكون تركيا متيقظة إزاء التحركات الروسية الأخيرة، منوها إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية لن تقف إلى جانب تركيا بالمعنى الفعلي، مستدلا بالموقف الأمريكي الداعم بالأقوال دون الأفعال لتركيا في سوريا.
وأكد أن المطلوب من تركيا، تحديد الأهداف الاستراتيجية لها في ليبيا، واتخاذ المواقف بناء على ذلك، فعلى الرغم من أن أفضل نتيجة لأنقرة هي سيطرة حكومة السراج على البلاد، فإن ذلك لن يتحقق على المديين القصير والمتوسط، ولا سيما في جغرافية مثل ليبيا.
المطلوب من حكومة “الوفاق”
وأوضح أن المطلوب من حكومة السراج تأمين السيطرة بشكل كامل حتى مدينة سرت في الوقت الحالي، ولتحقيق ذلك، فإن من الأهمية السيطرة على القواعد الجوية وإبرام اتفاقيات مع القبائل هناك، ما قد يسهم في التأثير على مستقبل البلاد.
وأشار إلى أن عملية طويلة الأجل قد بدأت في ليبيا، كما في سوريا، ولا ينبغي الاعتقاد بأن الحل النهائي يمكن التوصل إليه في فترة زمنية قصيرة.
بدوره قال الكاتب التركي، فيصل كورت، إن بالوقت الذي تواصل فيه حكومة الوفاق المدعومة من تركيا التقدم في ليبيا، فقد بدأ حلفاء حفتر بدور ميداني ودبلوماسي في مواجهة ذلك.
وأشار فيصل كورت، إلى التطورات الأخيرة، من المحادثات بين رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتصريحات الفرنسية والأمريكية الأخيرة بشأن أسلحة حفتر، ونقل روسيا لطائرات حربية إلى شرق ليبيا عبر سوريا في الوقت الذي انسحبت فيه مرتزقة “فاغنر” نحو الجنوب.
وأضاف أن التطور اللافت والأهم بالنسبة لتركيا، هو وصول 14 طائرة روسية إلى مليشيات حفتر في قاعدة “الجفرة”، والتحركات الروسية الأخيرة.
ورأى الكاتب، أن المواقف الروسية الأخيرة الجريئة تظهر أن قوة الردع الأمريكية قد تآكلت، وتواصل موسكو سد الثغرات، لدرجة أنها لم تعد تأخذ مواقف الولايات المتحدة بعين الاعتبار.
الخطوة الروسية بعد سقوط “الوطية”
ولفت إلى أن الخطوة الروسية، جاءت بعد سيطرة حكومة الوفاق المدعومة من تركيا على قاعدة الوطية، وتحسبا لاحتمال تزويدها بقوة جوية جديدة، بالإضافة إلى أنه تصعيد روسي يهدف لإكسابها قوة تفاوضية.
وأشار إلى أن نسحاب المرتزقة “فاغنر”، وهي القوة الروسية غير الرسمية، إلى جنوب ليبيا وشرقها يثير التساؤلات.
ونوه الكاتب التركي، إلى أن نشر روسيا لقوتها الجوية بليبيا، يعيد للأذهان استراتيجيتها في سوريا، ولكن إذا اتخذت هذه الخطوة للحفاظ على مصالحها وقوتها التفاوضية في الدولة الأفريقية، فإن من المتوقع أن تستمر الأزمة على المستوى الحالي.
ومع ذلك، فإنه يجب اتخاذ احتمالات أخرى بعين الاعتبار، وبالتحديد، أن موسكو قد تنفذ استراتيجيتها الخاصة بسوريا في ليبيا، ما قد يوقع في البلاد تطورات أخرى، بحسب الكاتب.
وأوضح، أن روسيا التي نفذت ضربة عسكرية كبيرة في سوريا منذ أوت 2015، مكنت الأسد من الوقوف على قدميه، وتدمير سوريا بشكل أكبر، قد تتخذ خطوة مماثلة في ليبيا.
سيناريوهات ثلاثة..
وأضاف أن ليبيا أمام ثلاثة سيناريوهات إذا استخدمت روسيا استراتيجيتها؛ الأول، أن الحرب الأهلية قد تزداد ضراوة وتطول.
أما السيناريو الثاني، فهو أن تتوصل تركيا وروسيا لاتفاق في ليبيا لحل الأزمة في المدى المتوسط، أما الثالث، فأن تقوم الإمارات ومصر بإقناع روسيا، بالتحرك نحو التقسيم.
وأضاف أن المطلوب من حكومة الوفاق الليبية، الإسراع في تقدم أكبر في ليبيا، والسعي لتحشيد قوى دولية أخرى إلى جانبها.
(المصدر: صحيفة “صباح” التركية + موقع “عربي 21”)