محللون: لهذه الأسباب غيّر حلف شمال الأطلسي مواقفه من الشأن الليبي
الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
أكد محللون أن قوة تركيا ساهمت في تغيير موقف الناتو في ليبيا لصالح حكومة الوفاق الوطني.
موقف الناتو، جاء بالوقت الذي واصل الجيش الليبي تقدمه في البلاد، وتكبد مليشيا حفتر خسائر فادحة، وبروز الدعم الروسي الميداني له.
وقال الكاتب التركي رشاد أوكر، في مقال على صحيفة “ميلاد”، وترجمته “عربي21″، إنه بالوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين الجيش الليبي ومليشيا حفتر، تظهر للعيان وبوضوح مواقف بعض الدول، على الرغم من تواصل بعضها دعم حفتر بسرية.
وأضاف أن الجميع شعر بقوة تركيا في ليبيا، وفي حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بفضل جهودها الدبلوماسية والعسكرية في الميدان.
إنجازات تركيا وليبيا
وأوضح أنه بفضل تلك الجهود، جاءت تصريحات أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، بأنه لا يمكن وضع حكومة السراج، المعترف بها دوليا، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، في كفة واحدة، وبالوقت الذي أبدى تأييده لتركيا، أكد على ضرورة الامتثال لقرارات الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الناتو يتفهم التزام تركيا التي تتطلع لدور نشط في ليبيا لمسألة أمنها القومي.
وأكد أنه مع تزايد الدول الغربية المساندة لحفتر في الآونة الأخيرة، جاء إعلان الناتو استعداده لدعم حكومة الوفاق، كإحدى ثمار قوة مواقف تركيا في ليبيا، على الرغم من الدعم الفرنسي واليوناني لحفتر.
ورأى أن إنجازات تركيا في ليبيا، وشرق البحر الأبيض المتوسط، ستكون واضحة بالفعل في أرشيف الأحداث.
بدوره، قال الكاتب التركي، نجات أوزدن، في مقال على صحيفة “ميلاد”، وترجمته “عربي21″، إن الناتو كان مسؤولا عن الفوضى في ليبيا، إلى جانب روسيا وفرنسا والإمارات ومصر وإسرائيل والسعودية.
ورأى، أن تغير موقف الناتو، وتأكيده تقديم الدعم لحكومة السراج، جاء بالوقت الذي أظهر فيه الجيش الليبي تفوقا على مليشيا حفتر.
وأكد أنه لا يمكن الوثوق بالناتو، الذي تدخل في 17 آذار/ مارس 2011، عندما اندلعت الاشتباكات بين القذافي ومعارضيه بموافقة ثمانية أعضاء من التحالف من أصل 28، وساهم في زيادة إثارة الفوضى في ذلك الوقت، ومهد البساط لانقلاب حفتر.
وأشار إلى أن موقف الناتو في ذلك الوقت جاء بما يتلاءم مع المصالح الأمريكية التي تتحكم فيه.
نظام عالمي جديد
وأكد انه في ظل النظام العالمي أحادي القطب، تستخدم الولايات المتحدة حلف شمال الأطلسي كقوة مسلحة تنفذ قرارات الأمم المتحدة، وبما أنه يخدم المصالح الأمريكية فقط، فإنه يجعله موضع شك من الآخرين.
ولفت إلى أن ليبيا مهمة لتركيا كالأناضول، ولا بد من بنائها خالية من منظمة حلف شمال الأطلسي، من أجل تحقيق حلم “الوطن الأزرق”، والمطلوب أن تكون تركيا نشطة في هذا المجال أكثر.
من جهته، رأى الأميرال التركي المتقاعد، جيم جوردينيز، أن تصريحات أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرغ، حول استعداد الحلف لتقديم الدعم اللازم لحكومة الوفاق الليبية يعد أحد أهم التطورات في شرق البحر الأبيض المتوسط في الآونة الأخيرة.
وأشار في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” بنسختها التركية، إلى أن عملية “إيريني” التابعة للاتحاد الأوروبي، لمنع تدفق الأسلحة إلى ليبيا من البحر، هدفها غير المعلن إيجاد فرصة لمراقبة تركيا، مستدركا بالوقت ذاته بأنه لا يوجد أي عملية مراقبة للدعم المقدم لحفتر عبر الحدود المصرية.
وأضاف أن موقف الناتو الجديد قد يساهم في دعم قرار حظر الأسلحة بشكل كامل بالبلاد لصالح حكومة الوفاق الليبية.