بعد سيطرة “الوفاق” على قاعدة “الوطية”… ما الخطوة المقبلة؟ مسؤولون وخبراء ليبيون يتحدثون
الرأي الجديد (متابعات)
تعد سيطرة قوات حكومة الوفاق على قاعدة “الوطية” خطوة مفصلية، ومهمة في المعركة ضد مشروع اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الانقلاب على الشرعية في ليبيا، وفق ما أكده مسؤولون وخبراء ليبيون..
وأكد المتحدث باسم عملية “بركان الغضب” مصطفى المجعي أن حفتر يخسر غرفة عمليات رئيسية ومواقع إستراتيجية مهمة جديدة في غرب ليبيا بسقوط قاعدة الوطية الجوية في يد قوات حكومة الوفاق.
وقال المجعي في تصريح إعلامي: “فقدان حفتر وحلفائه قاعدة الوطية يحرمهم السيطرة الجوية التي وفرت لهم سابقا تفوقا جويا للطيران في مدن الغرب الليبي”.
وأفاد بأن امتلاك قوات حكومة الوفاق السيطرة على الوطية يمنح القاعدة مهمة للطيران الحربي للانطلاق من القاعدة بعيدا عن صواريخ ومدفعية حفتر، كما يحدث لقاعدة معيتيقة بطرابلس، إضافة إلى إمكانية تسخير قاعدة الوطية لمراقبة الحدود البرية والبحرية.
وأوضح المجعي أن الرسالة المهمة من انتصار اليوم في الوطية نرسلها للإمارات، ومفادها “أن ليبيا أكبر من حفتر ومليشياته، وأكبر من أوهام أبو ظبي، ولن تكون بلادنا ممرا لمشروع الانقلاب على الدولة والعودة لحكم العسكر”.
تحييد وهروب
من جهته، اعتبر الخبير العسكري عادل عبد الكافي أن سلاح الجو بحكومة الوفاق استطاع تحييد قاعدة الوطية الجوية، بعد ضربات مكثفة على القاعدة وعلى طرق إمدادها المكشوفة لسلاح الجو، إلى أن أصبحت لا تستطيع تقديم أي دعم جوي وبري لعصابات حفتر في المنقطة الغربية.
وتابع “بالسيطرة على قاعدة الوطية، تسقط أهم أوراق مشروع حفتر في المنقطة الغربية وهروب مليشياته من مدن الساحل الغربي والوطية، مؤشر إيجابي يعطي رسالة واضحة لباقي عصابات حفتر، بضرورة الهروب فورا قبل الوقوع في الأسر أو الموت”.
ويرى عبد الكافي، أن “المهمة القادمة هي تحرير ترهونة، معقل مليشيات ومرتزقة حفتر في المنطقة الغربية، نظرا لأهميتها الإستراتيجية بقربها من طرابلس، وكونها تضم غرفة العمليات الرئيسية وأماكن وجود المرتزقة الروس والأفارقة”.
وأشار عبد الكافي إلى “أن السيطرة على ترهونة تمثل انتصارا كبيرا عسكريا وسياسيا، ومفتاحا لسقوط محاور جنوب طرابلس دفعة واحدة، إضافة إلى أنها خطوة مهمة لإفشال مشروع دول محور الشر الداعم لحفتر في أنحاء ليبيا”.
سيطرة تامة
في غضون ذلك، اعتبر الضابط في الجيش الليبي بحكومة الوفاق عادل الزنتاني، أن التحكم في قاعدة الوطية الجوية، يمكّن قوات حكومة الوفاق من السيطرة على كامل أجواء المنطقة الغربية، ومناطق الجبل الغربي، وإبعاد أي خطر داهم عليها.
وذكر أنه “بالسيطرة على الوطية، يمكن رصد ومتابعة وضرب جميع خطوط الإمداد لمليشيات حفتر، القادمة من قاعدة الجفرة العسكرية، وقاعدة تمنهنت الجوية جنوب ليبيا”.
وحسب الزنتاني، فإن قاعدة الوطية خطوة إستراتيجية مهمة لمراقبة الحدود التونسية الليبية، واستهداف أي عمليات تهريب تقوم بها مجموعات خارج نطاق القانون، إضافة إلى أن كبر مساحة القاعدة يمكن من اتخاذها غرفة عمليات رئيسية لسلاح الجو الليبي”.
وأشار الزنتاني إلى أن قوات حكومة الوفاق الوطني يجب أن تنهي المعركة في محاور وسط جنوب طرابلس لإنهاء مشروع حفتر بالكامل في المنطقة الغربية، وتهيئة الوضع لانهيار قواته في ترهونة وقاعدتي الجفرة وسرت.
البرلمان يرحب
بدوره، رحب مجلس النواب الليبي في طرابلس، بتحرير قاعة الوطية الجوية من هيمنة ما وصفها “بالعصابات التي يقودها حفتر”، بدعم من قوى خارجية معادية.
وأضاف مجلس النواب في بيان “نهيب بقوات الجيش الليبي الاستمرار في تحرير أرجاء الوطن من المعتدين والتعجيل بعودة النازحين إلى مساكنهم واستعادة السيطرة على جميع التراب الليبي”.
وكانت قوات حكومة الوفاق سيطرت على قاعدة الوطية الجوية التي كانت تستخدمها قوات حفتر للهجوم على المدن الغربية، ومن بينها العاصمة طرابلس.
وتحصلت قوات حكومة الوفاق الوطني على كميات كبيرة من الذخيرة الخفيفة والثقيلة والأسلحة والمعدات الحربية والطائرات التي تركتها قوات حفتر قبل فرارها من قاعدة الوطية الجوية.
وكثف سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق خلال الأيام الماضية، ضرباته الجوية على قاعدة الوطية، باستهداف منظومتي دفاع جوي بانتسير روسيتي الصنع، وشاحنات وقود وذخيرة وآليات مسلحة، وإسقاط طائرة “وينق لونق” مسيرة دعمت بها الإمارات قوات حفتر.
وتقع قاعدة الوطية الجوية – المعروفة سابقا بقاعدة عقبة بن نافع – على بعد 140 كيلومترا جنوب غرب طرابلس، قرب منطقتي الجميل والعسة (غرب ليبيا).
منطقة حساسة
وتعد قاعدة الوطية الجوية من أكبر القواعد الجوية في ليبيا، حيث تضم مخازن أسلحة ومحطة وقود، ومهبط للطيران ومدينة سكنية وطائرات حربية وطائرات إماراتية مسيرة، كانت قوات حفتر تستخدمها في شن الهجمات على المدنيين في طرابلس.
وتتسم قاعدة الوطية بموقع إستراتيجي ببعدها عن المدن، وصعوبة الوصول إليها لتضاريسها الوعرة، حيث إن الطيران الحربي والمسير الذي يخرج من القاعدة يغطي كامل المناطق الغربية لليبيا.
وتبلغ مساحة قاعدة الوطية نحو ألف كيلومتر مربع، وتستوعب نحو سبعة آلاف عسكري، إضافة إلى أن القاعدة كانت تستخدم من قبل النظام السابق بوصفها قاعدة لسرب الطيران الحربي ميراج.
وتحصنت العناصر الفارة من مدن الساحل الغربي ومسلحون من التيار المدخلي من شرق وغرب ليبيا وبعض المرتزقة في القاعدة الجوية الإستراتيجية.
المصدر : الجزيرة نت