لا تنوي دعم الحلّ السياسي… الإمارات “تكافح” من أجل إنقاذ حفتر
الرأي الجديد (متابعات)
تسعى دولة الإمارات لإنقاذ أوضاع حليفها، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي عوّلت عليه في تنفيذ مشروعها في ليبيا، في وقت لا تزال قوات حكومة “الوفاق”، تستهدف مواقع حفتر في مختلف المناطق.
ولا تبدو أبو ظبي على وفاق تام مع السياسة الروسية في ليبيا، خصوصاً وأن الدور الروسي فيها مختلف ومعقد، بحسب الكاتب السياسي الليبي علي أبو زيد. ويشرح أبو زيد رأيه بالقول إن “موسكو تنظر إلى حفتر كحليف مرحلي، يساعدها في إعادة وجوه النظام السابق للواجهة”، لافتاً إلى وجود مؤشرات واضحة، إلى تعويل سياسي روسي على إعادة النظام للواجهة، خصوصاً سيف الإسلام القذافي، مستدلاً بدعمها للقنوات الفضائية المحسوبة على نظام القذافي، وشرائها حصصاً فيها.
موسكو … وحفتر
وأشار أبو زيد، في تصريح إعلامي، إلى نجاح موسكو في تحالف بين حفتر وقيادات من النظام السابق، ويرى في التقارب الروسي مع تركيا، دليلاً على عدم رهان موسكو على حفتر. وأضاف أن موسكو نجحت في عقد مقاربة مع تركيا لـ “منع الأوروبيين من الانفراد بالملف الليبي، وقد نجح الاثنان في هذا الأمر إلى حدّ بعيد، وكانت من نتائجه محاولة الأوروبيين استدراك الموقف بعقد مؤتمر برلين الذين لم تطبق مخرجاته على أرض الواقع إلى الآن”..
وفي آخر المستجدات الميدانية، قال المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية “بركان الغضب” عبد المالك المدني، إن المدفعية الثقيلة استهدفت، فجر اليوم الثلاثاء، أحد مراصد مليشيات حفتر في منطقة الوشكة، غرب سرت، مؤكداً تدميره بالكامل. وأضاف، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن سلاح الجو واصل عملياته الاستطلاعية والقتالية في أجواء غرب البلاد، مشيراً إلى أن ضرباته دمرت، ليل أمس الإثنين، شاحنة وقود لمليشيات حفتر بمنطقة الشويرف، الواقعة على خطوط الإمداد الواصلة بين قاعدة الجفرة وجنوب طرابلس، بالإضافة لاستهداف آليات مسلحة بمحيط وداخل قاعدة الوطية الجوية، جنوب غربي طرابلس.
في غضون ذلك، كشفت مصادر برلمانية مقربة من رئيس مجلس النواب المجتمع بطبرق عقيلة صالح، عن فشل جهود المصالحة التي تقودها دولة الإمارات بينه وبين حفتر، بعد إصرار صالح على المضي في تفعيل مبادرته السياسية التي أعلن عنها نهاية أفريل المنصرم بين الأوساط الليبية، معتزماً لقاء أكبر قدر من وفود المناطق والقبائل لحشد الدعم لمبادرته التي أكدت المصادر نفسها، أنها لقيت أيضاً تشجيعاً مصرياً وروسياً.
الخماسي.. وحكومة الوفاق
وبالتزامن مع جهود الإمارات المحلية، من أجل إنقاذ ما تبقى من مشروعها في ليبيا بعد تزايد ملامح فشل دور حفتر، خصوصاً مع قرب سقوط آخر معاقله في غرب البلاد، يرى الباحث السياسي الليبي سعيد الجواشي، أنها دفعت الدول المتوسطية لإصدار بيانها الخماسي من القاهرة، أمس الاثنين، كمحاولة لعرقلة الدعم التركي لقوات حكومة “الوفاق” التي شارفت على اقتلاع وجود قوات حليفها حفتر من الغرب الليبي.
وركز البيان الخماسي، الذي وقعت عليه مصر وفرنسا واليونان وقبرص وانضمت إليه الإمارات، على الاعتراض على مذكرتي التفاهم الأمنية والبحرية بين حكومة الوفاق والحكومة التركية، معتبراً أن المذكرتين وسيلة للتدخل التركي في ليبيا الذي يمثل “تهديداً لاستقرار دول جوار ليبيا في أفريقيا وكذلك في أوروبا”.
من جانبها، انتقدت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق البيان، معتبرة أنه تضمن “مغالطات وتجاوزات بحق الدولة الليبية وسيادتها الوطنية”، معربة عن استغرابها لانضمام دولة الإمارات إلى هذا البيان الخاص بشرق المتوسط “وهي ليست دولة متوسطية، ما يوحي بأهداف ومآرب أخرى”.
المصدر: موقع “العربي الجديد”