مشاكل السعودية تتجه بها نحو حل أزمة الخليج بوساطة كويتية وعراقية
الرأي الجديد (مواقع إلكترونية + وكالات)
أكدت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة، أن وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، الذي زار الدوحة، أمس الأحد، لبضع ساعات، حرص على “تنشيط المبادرة الكويتية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الخليجية”، وذلك ضمن مساعي أمير دولة الكويت، لحل الأزمة الخليجية التي نتجت عن حصار السعودية والإمارات والبحرين لدولة قطر.
ضغوط أميركية مكثفة
وكانت أنباء تحدثت عن ضغوط أمريكية متصاعدة على السعودية والإمارات، لرفع حصارها عن قطر، والمضي باتجاه المصالحة الخليجية.
وبحسب خبير بريطاني في الشؤون الخليجية، كان تحدّث لموقع عربي، فإن السعودية تعيش في مأزق غير مسبوق بسبب وضعها الاقتصادي المتردي، نتيجة لانخفاض أسعار النفط، وتورطها في مستنقع الحرب في اليمن، وأزماتها الداخلية المتلاحقة، وهو المأزق الذي يجعل الرياض ترى في الضغط الأمريكي فرصة لحل المشكلة مع قطر.
وأضاف الخبير الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بأن المأزق الذي تمر فيه السعودية يدفعها لتصفير جميع مشاكلها الإقليمية، وليس فقط مشكلة الحصار على قطر.
وفي هذا الإطار، أفادت مصادر عليمة، أن ولي العهد محمد بن سلمان، طلب من رئيس الوزراء العراقي الجديد، مصطفى الكاظمي، وساطة بغداد لتهدئة الأوضاع بين السعودية وإيران، في الاتصال الهاتفي الذي أجري بينهما الجمعة، بعد حصول الكاظمي على ثقة البرلمان رئيسا للحكومة العراقية الجديدة.
وقد ألمح بيان رئاسة الحكومة العراقية حول الاتصال لهذا الطلب، حيث قال البيان إن ابن سلمان أكد للكاظمي أن “للعراق دورا أساسيا في تقريب وجهات النظر بالمنطقة”.
ويتوقع مراقبون، أن يؤدي الضغط الأمريكي على الرياض، إلى حصول تهدئة في الساحة الليبية، بحيث يتخلى اللواء المنشق حفتر عن مساعيه لدخول العاصمة طرابلس، مقابل الوصول إلى حل توافقي يحافظ على وجود سياسي لحلفاء الأمارات في ليبيا.
السعودية تستشعر الخطر
ويبدو أن السعودية بدأت تستشعر الخطر من تغيير مفاجئ في السياسة الأمريكية تجاهها، خصوصا بعد قرار إدارة ترامب، سحب بطاريات باتريوت من أراضيها، وسحب جنود أمريكيين من الخليج، بسبب اقتناع واشنطن أن إيران لم تعد تشكل خطرا على الأمن القومي الأمريكي، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وجاء القرار الأمريكي بعد أسابيع من ضغوط أمريكية غير مسبوقة على الرياض، لتقليل إنتاج النفط، بهدف منع انهيار أسعار الخام الأمريكي، فيما نشرت وسائل إعلام أمريكية تسريبات حول مكالمة صاخبة، وجه فيها ترامب تحذيرات شديدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أدت إلى قراره الاتفاق مع روسيا ومنظمة أوبيك، لتخفيض تاريخي في إنتاج النفط.
وقالت وكالة رويترز، إن المكالمة فاجأت محمد بن سلمان، لدرجة أنه طلب من معاونيه مغادرة الغرفة، عندما هدده ترامب بسحب القوات الأمريكية من الخليج، والامتناع عن حماية السعودية.
وبحسب الخبير البريطاني، فإن هذه التهديدات والضغوط غير المسبوقة وضعت الرياض في مأزق كبير، ما قد يدفع ابن سلمان للسعي لحل “كافة الأزمات التي صنعها بالشرق الأوسط، من حصار قطر، إلى حرب اليمن، إلى التصعيد مع إيران، إلى دعم اعتداءات اللواء حفتر في ليبيا”.
المصدر: (الرأي الجديد + العربي21 + وكالات)