تقرير أميركي يدعو إلى وقف المساعدات العسكرية لمصر والنظر بانتهاكات حقوق الإنسان
الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
دعا تقرير نشره مركزان بحثيّان في واشنطن، الإدارة الأميركية إلى تقليص مساعداتها العسكرية التي تقدمها إلى مصر، والكف عن غض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ووفقا للتقرير الذي نقله موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، فإن الدعم غير المشروط الذي تقدمه واشنطن لمصر قد دفع قادة البلاد للشعور بأنهم الأحق بالتمتع بهذه الصلاحية.
ونشر التقرير الأربعاء الماضي، وهو من إعداد سيث بيندر من مشروع الديمقراطيّة في الشرق الأوسط، ووليام د. هارتونغ من مركز السياسة الدولية.
وحسب هذا التقرير، فإن السيسي يتوقع الاستمرار في التمتع بالمساعدة الأميركية بمستويات عالية، “على الرغم من عدم احترام مصر مصالح الولايات المتحدة واهتماماتها، وبدلا من توظيف هذه المساعدة لتطوير قدرات الجيش والنهوض بمصالح الأمن القومي المشتركة، أساءت الحكومة المصرية استخدام المساعدة للمحسوبية والنفوذ”.
وقد طالب مؤلفو التقرير بخفض المساعدات السنوية لمصر البالغة 1.3 مليار دولار بمقدار 300 مليون دولار، بغية إعادة تكريس الأموال لأهداف إنسانية، والمساعدة في الجهود الدولية لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
كما طالبوا بمزيد من الشفافية فيما يتعلق بكيفية توزيع المساعدة، وشدّدوا على ضرورة وضع “خطوط حمراء” لإيقاف المساعدة بشكل تام، إذا ما استمرت القاهرة في ممارساتها التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل صارخ.
نفوذ كبير
واتهم التقرير الإدارات الأميركية المتعاقبة بالتقليل من شأن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر وإضفاء الطابع المثالي على العلاقة بين القاهرة وواشنطن، مضيفا أن الرئيس دونالد ترامب تبنى “النظام السلطوي” المصري إلى حد أكبر من أسلافه.
ولفت إلى أن السيسي سعى منذ صعوده إلى السلطة إثر انقلاب عام 2013، إلى القضاء على المعارضة السياسية.
وكتب معدّو التقرير أن “نظام السيسي انخرط في نمط منهجي من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، من قتل المتظاهرين السلميين في الشوارع إلى سجن عشرات الآلاف من المعارضين السياسيين، بمن فيهم الصحفيون والأكاديميون والمدافعون عن حقوق الإنسان. كما ضيقت حكومة السيسي الخناق على نشاط المنظمات غير الحكومية المستقلة، وألغت الصحافة الحرة والمستقلة، وساهمت في تأجيج التوترات بين المسلمين والمسيحيين”.
وفقا للتقرير، فقد لجأت مصر في السنوات الأخيرة إلى روسيا وفرنسا لإبرام صفقات أسلحة جديدة، ولكن بعد عقود من الاعتماد على المعدات الأميركية، سيواجه الجيش المصري صعوبة في العمل دون دعم أميركي، “مما يجعل المصريين تحت رحمة الولايات المتحدة”، بحسب وصف التقرير.
غير فعّال
وأوضح التقرير أن المساعدات الأميركية فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، ألا وهي مساعدة مصر في جهودها لمكافحة الإرهاب وتأمين الحدود، فضلا عن الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء.
وأضاف أن “الحملة المصرية على المسلحين غير فعالة، حيث يواصل الإرهابيون شن هجمات قاتلة ضد أهداف عسكرية ومدنية، كما أن الخسائر البشرية الهائلة أدت إلى نفور المجتمعات المحلية وتطرف أعداد كبيرة من الأفراد، الذين وقع تجنيدهم فيما بعد من قبل إحدى الجماعات الإرهابية الـ12 الناشطة في تلك المنطقة”.
ونقل التقرير عن عضو الكونغرس توم مالينوفسكي، أحد كبار منتقدي القاهرة في واشنطن، قوله إن الجيش المصري “غير كفؤ في مجابهة الكوارث على الإطلاق”.
وقال توم مالينوفسكي، أنه “رغم الخدمات التي تحصل عليها مصر من البيت الأبيض، فإنها في المقابل لا تقدم لنا أي شيء على أرض الواقع، هذا ليس الوضع الذي نقايض فيه حقوق الإنسان مقابل أمر من شأنه أن يخدم المصلحة الوطنية الأميركية، مصر لا تساهم بأي شكل من الأشكال في تحقيق أهداف السلام والأمن”.
علاوة على ذلك، أشار التقرير إلى أن المساعدة المقدمة إلى القاهرة لا تمنح واشنطن نفوذا على سياسات السيسي، بل إن مصر متهمة بتقويض المصالح الأميركية في المنطقة، حيث استشهد كاتبا التقرير في هذا الشأن بدعم القاهرة للجنرال الليبي خليفة حفتر، والتقارب مع الرئيس السوري بشار الأسد، والتعاون العسكري مع موسكو.
المصدر : “ميدل إيست آي”