تقرير “ناشيونال إنترست”: وفاة زعيم كوريا الشمالية تهدد بحرب عالمية
عواصم ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
يراقب المحللون المهتمون بشأن كوريا الشمالية التقارير الإخبارية التي تفيد بأن زعيم البلاد “كيم جونغ أون” قد مات، أو أنه في “خطر شديد”، ربما بعد إجراء طبي فاشل.
وتتزايد التكهنات حول ترتيبات من يخلفه، وينصب التركيز الأكبر على أخت “كيم”، “كيم يو أونغ”، لتكون الوريث المنطقي الظاهر، على أمل انتقال سلس للسلطة.
لكن هذه النتيجة غير مضمونة، وسيتوقف الكثير على كيفية استجابة الفصائل المختلفة لوفاة “كيم جونغ أون”، وما إذا كانت الأطراف التي تسعى إلى فرصة للإطاحة بحكم العائلة ستجد في هذه اللحظة فرصة للعمل.
وفي هذه الحالة، يستعرض أستاذ العلاقات الدولية “فان جاكسون” السيناريو الأسوأ، حيث يرى إمكانية حدوث صراع خطير على السلطة داخل كوريا الشمالية يتصاعد إلى صدام عسكري بين الولايات المتحدة والصين إذا أصبحت كوريا الشمالية غير مستقرة.
ويشير إلى احتمال حدوث اضطرابات داخلية، أو حتى حرب أهلية، وهو ما قد يؤثر على قضية أمن الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.
كيم جونغ أون لا يمكنه الوقوف أو المشي
وإذا انهار النظام، فقد تضطر القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية والجيش الكوري الجنوبي إلى التدخل شمال المنطقة منزوعة السلاح لتأمين هذه الأسلحة النووية. ويمكن أن يؤدي تحرك الولايات المتحدة إلى رد فعل من بكين بسهولة.
يمكن للصين أن تتحرك جنوب نهر “يالو” على الحدود مع كوريا الشمالية لمنع الاضطرابات الداخلية وبالتالي تجنب موجات من اللاجئين الكوريين الشماليين، الذين ربما يحملون فيروس “كوفيد-19”.
ويبقى أن نرى كيف يمكن أن ترد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على توجه قوات جيش التحرير الشعبي نحو خط العرض 38؟
وسوف تتعامل بكين مع تطورات الأوضاع، باعتبارها تأتي في سياق أوسع من تصاعد المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين.
ويبدو أن الصين عازمة بالفعل على استغلال نقاط الضعف الأمريكية بعد “كوفيد-19″، لذا قد تعزز أي اضطرابات داخل كوريا الشمالية خطر نشوب صراع أوسع.
وفي ما وراء شبه الجزيرة، تختبر القوات البحرية لجيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) بشكل حازم عزم الولايات المتحدة، حيث أغرقت سفينة صيد فيتنامية، وأغلقت رادار التحكم في الحريق على سفينة تابعة للبحرية الفلبينية في بحر الصين الجنوبي.
المرأة القاسية التي قد تحكم كوريا الشمالية
وتعمل القوات البحرية الأمريكية والأسترالية والصينية بالقرب من بعضها البعض حول المناطق المتنازع عليها، وقد تؤدي احتمالية حدوث صدام إلى اتساع نطاق الصراع بسرعة كبيرة.
وقال الكاتب الأمريكي “بيتر جينينجز” إن تصاعد نشاط الصين يأتي بسبب تراجع استعداد الولايات المتحدة العسكري الناشئ عن جائحة الفيروس التاجي.
وسلط الضوء على انتهاكات الصين المتزايدة ضد تايوان، واحتمال أن تفرض بكين حصارا عسكريا عليها لأنها تشعر أن الولايات المتحدة تتجه نحو الداخل وقد تكون غير قادرة على الرد.
ومن شأن تسارع الوضع المزعزع للاستقرار في شبه الجزيرة الكورية أن يزيد من هذه المخاطر.
وفي مواجهة عدم الاستقرار في كوريا الشمالية، ومع خطر الصراع البحري في بحر الصين الجنوبي، قد ترى بكين أن الوقت قد حان للعمل بشكل حاسم.
ويعد السيناريو المقترح أعلاه بالتأكيد أسوأ الحالات، وليس بالضرورة أمرا حتميا، لكن غياب عملية خلافة واضحة عندما يموت “كيم جونغ أون” يعزز من مخاطر لا تقتصر على المملكة المعزولة.
ومثل اغتيال الأرشيدوق “فرانز فرديناند” في سراييفو عام 1914، قد يكون موت “كيم جونغ أون” هو الشرارة التي تشعل حريقا مدمرا يشمل العالم بأسره.