سلسلة “دنيا أخرى” تثير استنكار الأشخاص ذوي الإعاقة.. فهل تعتذر قناة “الحوار التونسي” ؟
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
استنكرت المنظمة التونسية للدفاع عن الأشخاص ذوي الإعاقة، ما ورد في الحلقة الأولى من السلسلة الهزلية، “دنيا أخرى”، التي تبثّ على قناة “الحوار التونسي”، وطالبت إدارة القناة بالاعتذار الفوري.
وأوضحت المنظمة في بيان لها، صدر اليوم السبت، أنّ هذه الحلقة تضمنت مشهدا يشير إلى أنّ “سبب الإعاقة هو لعنة إلاهية”، مشيرة إلى أنّ هذا النوع من الرسائل “يكرس مفهوما خاطئا للإعاقة الذهنية، وينشر صورة هزلية وساخرة من الأشخاص ذوي الإعاقة”.
واعتبرت ذلك من قبيل الخرق للقوانين المنظمة لحرية الإعلام وللأخلاقيات المهنية، بما يتضمنه من انتهاك لحقوق الإنسان، ومسا من الكرامة الإنسانية الكامنة والمتأصلة”، وفق نص البيان.
وطالبت المنظمة، قناة الحوار التونسي “باعتذار رسمي”، على ما تضمنه هذا المقطع من تعابير مهينة للأشخاص ذوي الإعاقة بصفة عامة، وذوي الإعاقة الذهنية بصفة خاصة.
وأكدت على أن “حرية التعبير وحرية اختيار مضامين الإعلام”، واعتماد النمط الساخر والهزلي، لا يعني بأي حال من الأحوال انتهاك حقوق الإنسان أو المس من كرامتهم أو اعتماد صور نمطية وتميزية لمجموعات معينة.
ونددت المنظمة بشدّة، بعض التعليقات والتفاعلات من المواطنين، الذين يعتبرون أن هذه المقاطع الهزلية “عادية”، وهي مادة مضحكة وطريفة، متجاهلين الآلام التي تتركها هذه الصور النمطية والمهينة، للأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم.
وتوجهت المنظمة التونسية للدفاع عن الأشخاص ذوي الإعاقة، بثلاث دعوات إلى الهايكا ونقابة الصحفيين ولجنة أخلاقيات المهنة بالدعوات التالية:
● دعوة الهايكا للتثبت من المقطع المذكور واتخاذ القرارات الضرورية مع تذكير وسائل الإعلام بواجباتها القانونية ومسؤولياتها الأخلاقية تجاه قضية الأشخاص ذوي الإعاقة.
● دعوة لجنة الأخلاقيات بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين للاجتماع والتداول في ما ورد في هذا المقطع واتخاذ الإجراءات اللازمة من جهة، والعمل على مزيد توعية وتحسيس المؤسسات الإعلامية، بضرورة الاهتمام بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في البرامج والنشرات والالتزام بعدم المس من كرامتهم.
● دعوة نقابة الفنانين التونسيين للاجتماع والتداول في ما ورد في هذا المقطع واتخاذ الإجراءات اللازمة من جهة والعمل على مزيد توعية الممثلين والفنانين بضرورة احترام كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة وعدم استعمال وضعية الإعاقة كوسيلة هزلية مبتذلة..