شركات الإنترنت والمؤسسات التكنولوجية تنتعش بسبب فيروس “كورونا”
عواصم ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية ــ وكالات)
مع بقاء الملايين حول العالم بصورة إجبارية داخل منازلهم، ازداد الطلب العالمي والضغط على شبكات الإنترنت، وكذا زادت بصورة كبيرة طلبات المتابعة والاشتراك على مواقع المحتوى الترفيهي التي تقدمها شركات التكنولوجيا العالمية عبر الإنترنت.
ووسط انهيار الأسواق المالية واقتراب الاقتصاد العالمي من الركود، نشطت بعض شركات قطاع التكنولوجيا وصناعة المرئيات المنزلية والخدمات الإلكترونية، للتكيف مع الوضع الحالي، في ظل ظروف استثنائية غير مسبوقة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، زادت طاقة شبكات الإنترنت في العالم على نحو غير مسبوق، بفعل بقاء عدد كبير من الأشخاص في منازلهم ومزاولة أعمالها عن بعد.
وأجبر انتشار الفيروس دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر التجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.
إجراءات الشركات التكنولوجية
وقامت كبرى الشركات العالمية مثل “يوتيوب” و”نتفلكيس” و”فيس بوك” و”ديزني” و”أمازون” و”أبل تي في”، بتخفيض جودة الفيديوهات المعروضة على منصاتها للمستخدمين في أوروبا، بعد طلب الاتحاد الأوروبي خفض الجودة للحفاظ على سلاسة المحتوى، بهدف تخفيف الضغط على الإنترنت، مع تصاعد وتيرة المطالب ببقاء المواطنين بالمنازل.
وفي قرار مماثل، قامت “يوتيوب” التابعة لشركة “جوجل” العالمية، بخفض جودة عرض المحتوى على منصتها في أوروبا خلال الفترة القادمة، لتقليل استهلاك البيانات والحفاظ على سلاسة الشبكة، وذلك حتى يتسنى لجميع الناس، الحصول على فرصة الوصول لشبكة الإنترنت بشكل سهل، مع تصاعد أزمة فيروس كورونا حول العالم.
وتؤثر عدة عوامل على حجم البيانات المستخدمة عند بث مقطع فيديو عبر الإنترنت، منها دقة الفيديو العالية مثلا بجودة HD أو 4K، التي تستهلك بيانات أكبر من الفيديوهات ذات الدقة القياسية.
وشهدت منصات البث التدفقي عبر العالم زيادة بنسبة 20 بالمائة خلال الفترة الأخيرة، مع إغلاق غير مسبوق لصالات السينما حول العالم للحد من انتشار كورونا.
تغير أنماط الحياة
ويقول خبراء، إن الفترة العصيبة الحالية ستغير بعض أنماط الحياة، خصوصا التأقلم أكثر مع التكنولوجيا، واستيعاب التعامل بها في قطاعات أوسع.
وأصبحت وسائل الترفيه، هي الملجأ لشعوب العالم، التي اضطرت للمكوث في بيوتها بسبب الخشية من انتشار الفيروس.
ويضيف هؤلاء الخبراء، أنّ “الأزمة الحالية أخطر وأوسع انتشارا بكثير من الأزمة المالية العالمية لسنة 2008، وستستغرق بعض الوقت ليتعافى الاقتصاد العالمي منها”.
ويعتقد على نطاق واسع اليوم، أنّ الأزمة الراهنة، ستؤسس لمبادرات العمل والتعليم عن بعد، فضلا عن الابتعاد عن وسائل الترفيه التقليدية، لحين شعور الناس بالثقة مرة أخرى حتى بعد اكتشاف عقار للمرض”.
يذكر أنّه حتى صباح اليوم، الأربعاء، أصاب كورونا أكثر من 423 ألف شخص بالعالم، توفي منهم ما يزيد على 18 ألفا، فيما تعافى أكثر من 109 آلاف.