(تقرير) صراع “الكبار” من أجل “العقار”.. اللقاح المضادّ لــ “كورونا” في طور اللمسات الأخيرة
تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية
تتسابق الدول الكبرى منذ بضعة أيام، على التوصل إلى لقاح مضادّ لفيروس “كورونا”، وسط تجاذبات بين عدّة بلدان وقيادات سياسية، بينها الولايات المتحدة والصين وألمانيا وفرنسا.
وفيما تأمل الشعوب والحكومات والدول، التوصل إلى هذا الفيروس، يتحدث مراقبون ومحللون، عن ترتيبات لنظام عالمي جديد، يجري التأسيس له في أعقاب هذه الأزمة الصحية والوبائية التي تهزّ العالم اليوم، في حين يتحدث البعض الآخر عن “مؤامرة دولية” ضدّ الإنسانية، ويرى آخرون أنّ الأمر يتعلق بخطة أمريكية صهيونية، يقودها ترامب الذي فجّر هذا الوباء لخدمة أجندته الانتخابية المقبلة في الولايات المتحدة.
هنا بعض تفاصيل الصراع بين هذه الدول..
ألمانيا.. تخضع للإبتزاز
أعلنت شركة “كيورفاك” للتكنولوجيا الحيوية (شركة ألمانية)، عن توصلها إلى لقاح ضد فيروس “كورونا” المستجد منذ عدة أسابيع. وقال المتحدث باسم الشركة، تورستن شولر، “التوصل إلى هذا اللقاح على سلم أولوياتنا منذ شهر جانفي الماضي”، مضيفا أن الشركة واثقة من تقديم اللقاح حتى الصيف المقبل، حيث يمكن اختباره سريريا بعد ذلك”.
وتناقلت وسائل إعلامية عديدة في ألمانيا، الغضب الألماني، بعد تقارير تحدثت عن سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للحصول على صفقة حصرية للقاح لمرض فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
وسارع عدد من المسؤولين الألمان إلى انتقاد سعي الولايات المتحدة لاحتكار الحقوق الحصرية لعقار ضد فيروس كورونا، يتم تطويره حاليا من قبل شركة في ألمانيا.
وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير، الحليف المقرب للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أنّ “ألمانيا ليست للبيع”، وذلك على خلفية الخلاف الذي نشأ بين البلدين بشأن حقوق ملكية لقاح ضد فيروس كورونا.
وذكرت تقارير صحفية في ألمانيا، أن شركة “كيور فاك” نفت أنها تدرس إبرام عقد مع الولايات المتحدة لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، حصريا لأميركا.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة كريستوف هتيش، في تصريحات لصحيفة “مانهايمر مورغن” الألمانية، أنهم يريدون تطوير لقاح “للعالم كله وليس لدول بعينها”.
من جهته، اتهم كريستيان ليندنر، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، ترامب بأنه يريد أن يستغل هذا الموضوع لدعمه في الانتخابات المقبلة، قائلا “من الواضح أن ترامب سيستخدم أي وسيلة متاحة في الحملة الانتخابية”.
الصين تعمل في صمت
وأعلنت السلطات الصينية أمس، نقلا عن وكالة شينخوا الصينية، عن إكمال البحث السريري لدواء “فافيبيرافير”، وهو عقار مضاد للفيروسات أظهر فعالية سريرية جيدة ضد فيروس “كوفيد -19”.
وأفاد “تشانغ شين مين”، مدير المركز الوطني الصيني لتطوير التكنولوجيا الحيوية التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا، إن “عقار (فافيبيرافير)، الذي يعد دواء أنفلونزا، تم اعتماده للاستخدام السريري في اليابان في عام 2014، لم يظهر أي ردود فعل سلبية واضحة في التجربة السريرية”.
الرئيس الأميركي يسابق الزمن
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه سيعلن عن “نبإ مهم للعالم” من الوكالة الفدرالية للأدوية، حول وباء كورونا المستجد.
وكتب الرئيس الأميركي في تغريدة “سأعقد مؤتمرا صحافيا، لمناقشة نبإ مهم جدا من الإدارة الفدرالية للأدوية بشأن الفيروس الصيني”.
والإدارة الفدرالية للغذاء والدواء، هي الهيئة الاتحادية التي تشرف خصوصا على تسويق الأدوية على الأراضي الأميركية.
فرنسا.. تحاول بمخاطر
أعلنت مجموعة “سانوفي” الدوائية الفرنسية الثلاثاء أنها مستعدة لأن تقدم للسلطات الفرنسية ملايين الجرعات من “بلاكنيل”، الدواء المضاد للملاريا الذي تنتجه والذي برهن عن نتائج واعدة في معالجة مرضى بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، مشيرة إلى أن هذه الكمية كافية لمعالجة 300 ألف مريض محتمل.
وحتى اليوم بلغت إصابات فيروس كورونا عالميا حوالي 200 ألف، والوفيات حوالي ثمانية آلاف. أي أن الكمية التي عرضتها الشركة كافية لعلاج المرضى في جميع دول العالم، وهذا إذا افترضنا أن العقار فعلا ناجع.
والاثنين قال البروفسور ديدييه راؤول، مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، إنه أجرى تجربة سريرية أظهرت أن هذا العقار يمكن أن يساهم في القضاء على فيروس كورونا المستجد.
وبحسب الدراسة التي أجراها البروفسور راؤول على 24 مريضا بفيروس كورونا المستجد، فقد اختفى الفيروس من 75% من أجسام هؤلاء بعد ستة أيام على بدء تناولهم العقار.
وكانت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية سيبيث ندياي قالت في وقت سابق إن هذه التجربة السريرية “واعدة” وسيجري المزيد منها على عدد أكبر من المرضى.
غير أن ما يقلق العلماء الفرنسيين، أنّ هذا اللقاح له أعراض سيئة على من سيتعاطونه، وهي أعراض قد تؤدي إلى مضاعفات صحية سلبية على صحة المصابين بــ “كورونا”.
و”بلاكنيل” عقار مكوّن من جزيئات “هيدروكسي كلوروكين” ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل.