طارق الفتيتي يفجّر “قنبلة”: الفخفاخ يغالط الشعب التونسي ويتعامل بــ “احتقار” مع البرلمان.. وسعيّد ينشر غسيلنا للعالم
تونس ــ الرأي الجديد
قال النائب الثاني لرئيس البرلمان، طارق الفتيتي، أن رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، رفض الحضور اليوم الثلاثاء في اجتماع مكتب المجلس ورؤساء الكتل، حول موضوع انتشار فيروس “كورونا” في تونس.
وتابع طارق الفتيتي، في تدوينة له على موقع فيسبوك”، اليوم الثلاثاء، بأن الفخفاخ أعلم البرلمان بغيابه عبر اتصال هاتفي يوم أمس، و”بطريقة فيها الكثير من التعالي واحتقار المجلس ونواب الشعب، والأخطر والأهم عدم الاكتراث بدقة المرحلة لإطلاعنا على الوضعية الحالية في هذه الأزمة، والتشاور من خلال تقديم حلول ومقترحات عملية”.
وأضاف الفتيتي كذلك، بأن رئيس الحكومة قام بــ “مغالطة الشعب” في الاعلان عن الاجراءات الجديدة المتعلقة بانتشار الفيروس، من خلال تأكيده على التشاور مع رئيس مجلس نواب الشعب، وهو أمر “غير صحيح”.
كما اعتبر النائب الثاني لرئيس البرلمان، أن بيان رئاسة الجمهورية حول لقاء قيس سعيد بإلياس الفخفاخ، “نسف تاريخ مؤسسة رئاسة الجمهورية التونسية وعراقتها وبرتوكولها”، متسائلا “كيف تقوم باعلام بقية دول العالم بخصومة داخلية بين السلطة التنفيذبة والتشريعية، أليس هذا شأن داخلي وقد تربينا على عدم نشر غسيلنا، ألن يزيد هذا في استفحال أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية والصحية والمؤسساتية؟ وأي رسالة نبعث بها إلى أصدقائنا في الخارج؟”.
وطالب طارق الفتيتي، كل من قيس سعيد و إلياس الفخفاخ وراشد الغنوشي، بتجاوز الخلافات، والاجتماع “في أقرب الآجال”، للإعلان عن قرارات “جريئة”.
وفي ما يلي نص التدوينة:
إلى السادة:
رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة إلياس الفخفاخ ورئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي باعتبار أن الأول هو رئيس المجلس الأعلى للامن القومي والثاني رئيس الحكومة والسلطة التنفيذية والأخير رئيس السلطة التشريعية
صحيح أن مجلس نواب الشعب هو سلطة تشريعية ورقابية وليس من اختصاصه ولا صلاحياته اتخاذ إجراءات وتدابير لحماية أبناء شعبنا، لكن ليكن في علمكما أن الشعب انتخب نوابه للدفاع عن مصالحه ومشاغله وحمايته من هكذا آفات ومنح الثقة لحكومة تكون مستأمنة على حياة وعيش وأمن مواطنينا.
ولتعلموا كذلك أننا السلطة الاصلية والتي بإمكانها سحب الثقة في أي وقت تراه صالحا، خاصة إذا حادت السلطة التنفيذية عن مسارها الطبيعي، ألا وهو خدمة الوطن والمواطن وحمايته من كل ما من شأنه أن يمس من حياته وأمنه.
صحيح أن الوقت غير مناسب، وصحيح انني خرقت واجب التحفظ، لكن هذا لا يعنيني في الوقت الحاضر أمام الكارثة المحدقة ببلادنا، وفي هذا الإطار سأعلم أبناء شعبنا بأن رئيس الحكومة رفض الحضور اليوم الثلاثاء في اجتماع مكتب المجلس ورؤساء الكتل، وقد أعلمنا بذلك عبر اتصال هاتفي يوم أمس بطريقة فيها كثير من التعالي واحتقار للمجلس ونواب الشعب، والأخطر والاهم عدم الاكتراث بدقة المرحلة، لإطلاعنا على الوضعية الحالية في هذه الأزمة، والتشاور من خلال تقديم حلول ومقترحات عملية.
كذلك للمرة الثانية على التوالي رئيس الحكومة يغالط الشعب، ويقول في خطابه الأول كما في الثاني، “بعد التشاور مع رئيس مجلس نواب الشعب”، وهذا غير صحيح في المرتين.
بخصوص رئيس الجمهورية والفقرة الأخيرة من بيان الرئاسة بعد استقبال رئيس الحكومة، لعمري فقد نسفت تاريخ مؤسسة رئاسة الجمهورية التونسية وعراقتها وبروتوكولها، فكيف تقوم باعلام بقية دول العالم بخصومة داخلية بين السلطة التنفيذبة والتشريعية؟ أليس هذا شأن داخلي وقد تربينا على عدم نشر غسيلنا؟ ألن يزيد هذا في استفحال أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية والصحية والمؤسساتية؟ وأي رسالة نبعث بها إلى أصدقائنا في الخارج؟.
في الأخير أطالبكم أنتم قيس سعيد و إلياس الفخفاخ وراشد الغنوشي بصفتكم رؤساء السلط العليا في الدولة، أن تتجاوزوا خلافاتكم، وان تجتمعوا في أقرب الآجال لتقرروا معا مستقبل هذا الشعب، وتعلنوا عن قرارات جريئة، وتظهروا على الاقل في صورة جماعية مع بعضكم الثلاثة لتعطوا على الأقل بصيص امل يطمن هذا الشعب المسكين.
أقول كلامي هذا و اللهم فأشهد، أنني قد بلغت، وتأكدوا أن بلادنا بعد “الكورونة”، لن تكون كما قبلها، وسيتحمل كل شخص مسؤوليته أمام الله وأمام الجميع.