أسلوب الفخفاخ بارد.. ضعيف الشخصية رغم ثقل القرارات: محللون فحصوا أداءه الاتصالي
تونس ــ الرأي الجديد / حمدي بالناجح
أثارت كلمة رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ أمس الأول، العديد من التعاليق، بين مرحب وغير راض، وغير مبال..
وتعدّ هذه أول عملية اتصالية مباشرة، يقوم بها رئيس الحكومة لمواجهة شاغل اجتماعي وشعبي واسع وخطير، وهو فيروس “كورونا” الذي بدأ يتفشى بشكل تدريجي في الأوساط الاجتماعية في تونس.
أسلوب بارد وباهت
وقال رضا كزدغلي، المتخصص في تحليل الخطابات السياسية، أنّ الأداء الاتصالي للفخفاخ، “كان موفقا عموما، من خلال اختيار اللغة العامية المفهومة من الجميع”.
ووصف كزدغلي، أسلوبه بــ “البارد والباهت وغير المتفاعل، وغير المؤثر”، قائلا: لم يكن مؤثرا إلى حدّ الدفع نحو الفعل والتبني للقرارات التي أعلنها”، وفق تقديره.
وأوضح أنّ نبرة الرجل، ضعيفة الأثر، وغير متغيرة وفقا لمضمون الكلام ومحتوياته (الصرامة ــ الالتماس ــ التشديد ــ التفسير).
وأشار رضا كزدغلي في تدوينة على فيسبوك، إلى أنّ إلياس الفخفاخ، كان خلال كلمته إلى الشعب التونسي، متعبا ومرهقا وخائفا، متسائلا عن مدى جاهزيته البدنية، وتدربه المسبق لإلقاء الكلمة، خاصة وأنّ مضمونها جاهز منذ 24 ساعة، وفق تعبيره.
قرارات أكبر من حجمه
من جهته، قال العربي التونسي، أنّ إلياس الفخفاخ، عكس في كلمته، ضعف شخصية واضح، من خلال تعزيز كلامه، برئيس الجمهورية، ورئيس مجلس نواب الشعب، بالإضافة إلى مخرجات المجلس الوزاري، ما أفقد قراراته الصبغة السياسية القوية، التي يمليها الظرف الذي يبرر كلمته.
وشدد التونسي، المحلل والجامعي، المتخصص في فنون الخطابات، على أنّ القرارات التي أعلنها الفخفاخ، “كانت أكبر من حجمه”، وفق تعبيره، بمعنى أنّه “بدا أشبه ما يكون بالموظف المكلف بمهمة”، وليس رئيس حكومة، في الوقت الذي تبدو فيه رئاسة الحكومة، موقعا سياسيا من الحجم الثقيل، سيما في نظام برلماني.
وأكد العربي التونسي، أنّ رئيس الحكومة، أظهر شيئا من التوتر، وأعطى الانطباع بأنّ قراراته، ليست محلّ إجماع صلب فريقه الحكومي، ناهيك أنّه لم يذكر وزير الصحة العمومية، عبد اللطيف المكي، مطلقا، ما يفتح المجال للقول بأنّ الرجل على تباين مع وزيره، لذلك تعمّد تجاهله تماما، رغم أنّ ذلك يمكن أن يعلي من شأن رئيس الحكومة، ويقدمه على أنّه رئيس فريق قوي، لكنّه ــ في تقدير محدثنا ــ “ضيّع الفرصة على نفسه، وبيّن أنّه ما يزال رهين التجاذبات والحسابات السياسوية الضيقة”، حسب قوله..