محمد بن زايد، حليف إسرائيل.. يلقّب بــ “شيطان العرب”.. هل يلقى مصير القذافي؟
الجزائر ــ الرأي الجديد
بلغ ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد الذي يشتهر بين النشطاء بلقب “شيطان العرب”، يوم الأربعاء الماضي، سنّ 60 عاما (من مواليد العام 1961)، وهو مصنّف على أنه “الحاكم الأكثر كرها” في المنطقة، “نظرا لجرائمه الداخلية والخارجية، والتي تظهر جلية في اليمن وليبيا، وبشكل أقلّ خطورة، في تونس”، وفق ما نشر موقع “الجزائر تايمز” الجزائري.
ويعد ابن زايد، الحاكم الأكثر تداولا في الإعلام، لكن بشكل معاكس تماما، إذ يترافق ذكره دائما، مع الانتهاكات والأطماع وسوء السمعة.
عشرية “زيدية” سوداء
وسلط موقع “إمارات ليكس”، في تقرير له، الضوء على”سيرة ابن زايد السوداء”، إذ لا يخلو صراع إقليمي أو مواجهة عسكرية أو سياسية على مدار العشرة أعوام الماضية تقريبا، إلا ويبرز اسم بن زايد والإمارات فيها، حاضرا بقوة مؤامراتها لتعزيز نفوذها.
وفضح التقرير سياسات ابن زايد وجرائمه داخل الإمارات وخارجها، خصوصا في اليمن وليبيا والعديد من الدول الأخرى، مشددا على أنه حدث في عهده تدهور شديد لسمعة الإمارات خارجيا، بفعل مؤامراته في التوسع والنفوذ.
وبحسب التقرير اضطلع محمد بن زايد بدور إجرامي في قيادة الثورات المضادة للربيع العربي والأزمة الخليجية، فضلا عن تكرار فضائح التجسس والقرصنة.
ونصب بن زايد نفسه ملكا في الإمارات، فهو يعد الحاكم الفعلي والوحيد للدولة، والمقرر بشأن توجهاتها الداخلية والخارجية، ويمسك بمفاتيح السياسة الخارجية في الدولة، وحوله مجموعة صغيرة من المستشارين من مرتزقته.
واستعرض التقرير كيفية إدارة محمد بن زايد للدولة، عبر قبضة حديدية بمساعدة أشقائه..
مستشارون مرتزقة
اختار لمنصب مستشاره للأمن الوطني شقيقه، طحنون بن زايد، الذي درس في الولايات المتحدة، وهو من عشاق الفنون القتالية المتنوعة، ويملك إسطبلا لخيول السباق العربية.
أما ابنه الشيخ خالد بن محمد، فيدير شبكة المراقبة الداخلية الواسعة في البلاد.
ويشغل خالد بن محمد بن زايد، عدة مناصب رسمية، أهمها نائب مستشار الأمن الوطني، ورئيس جهاز أمن الدولة، الذي يتم إعداده للقيام بمهام قيادية رفيعة في المستقبل.
ويبدو أن محمد بن زايد ينتظر ابنه خالد حتى يثبت نفسه، وقد بدأ في تدريبه، إذ عينه جنرالا في وقت قياسي، بعد دراسة في “ساندهيرست” البريطانية، وبدأ حياته المهنية في الأمن القومي للبلاد، وأصبح رئيسا له في فيفري 2016.
وعزز بن زايد حكمه لدولة الإمارات خلال وقت قصير، في تركيز هياكل السلطة وصناعة القرار في أيدي إخوته الخمسة الأشقاء، وهم :
1 ــ عبد الله بن زايد وزير الخارجية..
2 ــ الأمن الوطني السابق، هزاع بن زايد مستشار..
3 ــ خلفه طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني الحالي..
4 ــ منصور بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزراء وحامل المحفظة المالية للأسرة..
5 ــ سيف بن زايد نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية.
ويشير الإماراتيون بغضب إلى أن بن زايد يستفرد في كل شيء، ويقود الدولة وفق رؤية شخصية وذاتية، بعد أن تمرد وجمّد الدستور والمؤسسات الدستورية الوطنية الأخرى، وأضعف بقية السلطات، وأفرغ بقية المكونات.
وبسبب ذلك، أصبح الوضع السياسي والاجتماعي في الإمارات هشا بصورة غير مسبوقة، إلى جانب تعثر اقتصادي ملحوظ، ويتزايد منذ نحو عامين.
ويعد بن زايد من بين الأكثر ثراء في العالم، بثروات تصل قيمتها إلى 1.3 تريليون دولار، وهو مبلغ يفوق ما تمتلكه بعض الدول.
ويقدر صافي ثروة عائلة آل نهيان في الإمارات، بحوالي 150 مليار دولار.
ويدير بن زايد الإمارات فعليا منذ سنوات، على إثر مرض شقيقه خليفة بن زايد.
وهو يتحكم بهيئة أبو ظبي للاستثمار، ثاني أكبر صندوق ثروة في العالم، التي تملك أصولا تقدر بحوالي 773 مليار دولار. كما أنه يتحكم في نسبة 6% من البترول في العالم.
حليف تل أبيب
ومنذ وصوله إلى السلطة أصبح الرجل يمتلك ثقة الولايات المتحدة الأمريكية، ولديه علاقات وثيقة مع روسيا وإسرائيل، كما أنه من أكبر زبائن لوكهيد مارتين الأمريكية، أكبر شركات الصناعات العسكرية في العالم.
ويستفرد بن زايد بالسلطة في الدولة ويعزز قبضته على الشئون السياسية والعسكرية، ممارسا القمع والإقصاء والاعتقالات التعسفية.
خارجيا، يكرس بن زايد سياساته القائمة على الحروب والتدخل الإجرامي لنشر الفوضى والتخريب، وخدمة أطماعه في كسب النفوذ المشبوه، مواليا في ذلك، الدول الغربية وإسرائيل، ومقدما الدولة كوكيل أمني.
يحكم بن زايد كطاغية لا يتعلم من التاريخ، فلو أنه تعلم دروس من سبقوه من الطغاة والمستبدين، ما طغى وظلم وأفسد.
لا يتعظ من التاريخ
لم يتعلم بن زايد شيئاً من التاريخ القريب – ولا البعيد – لأسلافه الذين سقطوا، وداستهم شعوبهم بأقدامها، وذلك كما حدث في مصر وليبيا واليمن والسودان والجزائر والعراق وتونس خلال العقدين الأخيرين.
ما لا يفهمه بن زايد وأمثاله من الطغاة، أن نهاية طغيانهم ليست فقط حتمية، ولكنها أيضا مأساوية، وبقدر استبدادهم وطغيانهم يكون مشهد نهايتهم.
ورغم ذلك، يرتكب بن زايد نفس الأخطاء، التي وقع فيها من سبقه من الطغاة، سواء الذين تم التخلص منهم قتلاً، كما حدث مع لويس السادس عشر آخر ملوك فرنسا، الذي قُطعت رأسه أواخر القرن الثامن عشر.
وكما حدث مع طغاة القرن العشرين، مرورا بأهمهم وهو رئيس رومانيا نيكولاي تشاوشيسكو، الذي تم إعدامه هو وزوجته رمياً بالرصاص في أحد الميادين بالعاصمة بوخارست عقب الثورة الرومانية عام 1989، وانتهاء بمعمر القذافي وعلي عبد الله صالح. أو من أولئك الطغاة الذين جرى خلعهم وسجنهم، كما هي الحال مع حسني مبارك، وزين العابدين بن علي، وغيرهم من جنرالات الانقلابات في بعض بلدان أميركا اللاتينية وأفريقيا والمغرب العربي..
ثالوث “إرهاب الدولة”
ولن يكون ضرباً من الخيال، إذا قلنا إن مصائر من تبقى من طغاة العرب، وعلى رأسهم محمد بن زايد، وحليفيه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، لن تختلف كثيراً عن مصائر من سبقوهم، مثل مبارك وبن علي وصالح والبشير والقذافي، فهؤلاء جميعاً كتبوا نهايتهم بأيديهم، وأصبحوا مكروهين من المحيط إلى الخليج. وأصبح سبّهم ومهاجمتهم، طقساً عادياً يمارسه المحتجون والثوار العرب للحرية والكرامة.
ولن تجد الآن مظاهرة أو احتجاجا في أية عاصمة عربية أو غربية، إلا وهاجم المتظاهرون والمحتجون فيها هؤلاء الطغاة الباقين، واعتبروهم نموذجاً للظلم والاستبداد والفساد والإجرام، الذي دفع – وما يزال – ثمنَه الكثيرون.
المصدر: موقع “الجزائر تايمز” + الرأي الجديد