سباق عالمي لإيجاد لقاح وأدوية لفيروس “كوروناّ”
عواصم ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
ما تزال الشركات الكبرى للأدوية ومؤسسات البحوث والتطوير في المراحل الأولية لعملية التطوير، وهو ما يرجع إلى التكلفة المادية الضخمة وحسابات الربحية لدى بعض الشركات، والاحتياج إلى إجراء تجارب واختبارات متعددة قبل طرحه للتداول، فضلًا عن الحاجة للتعاون بين الدول بهدف تطوير اللقاح والتصدي لانتشار الفيروس.
جهود دولية ضخمة
تسارعت الجهود الدولية لإيجاد لقاح لفيروس “كورونا” عقب نشر الأكاديميين الصينيين التسلسل الجيني للفيروس في قاعدة بياناتٍ مفتوحةٍ. وعليه، يمكن استعراض بعض الجهود والنماذج الدولية الرامية لإيجاد ذلك اللقاح، بالإضافة إلى بحث إمكانية تطوير أدوية لتخفيف آلام المصابين به، وذلك على النحو التالي:
1 – الصين: بدأت بالفعل تجارب سريرية على عددٍ من الأدوية التي يأتي في مقدمتها تلك المستخدمة في علاج الإيبولا، ونقص المناعة المكتسبة، و”السارس”، والملاريا، لاختبار مدى فعاليتها في علاج مصابي “كورونا”.
2 – الولايات المتحدة: تسعى شركة “مودرنا” الأمريكية لتجنيد 45 متطوعًا تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا لإطلاق تجارب سريرية بحلول نهاية أبريل. وتبحث بعض الشركات المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية في العقاقير المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية والإيبولا. كما تبحث “معاهد الصحة الوطنية الأمريكية” (NIH) بولاية ماريلاند عن سبل تشجيع الجسم البشري على إنتاج أجسامٍ مضادة.. ويتوقع أن يتم الحصول على لقاحٍ قابل للإنتاج خلال 16 أسبوعًا.
ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة بيل وميلندا جيتس واثنتين من المؤسسات الخيرية الكبيرة الأخرى تعهدتا بتقديم 125 مليون دولار للمساعدة في تطوير علاج لفيروس “كورونا”. وفي سياق متصل، صرح نائب الرئيس الأمريكي ومسئول ملف مكافحة الفيروس “مايك بنس”: “نعمل على توسيع الاختبارات للتوصل إلى لقاح لمكافحة فيروس كورونا”. وأكد “بنس” أنهم سيعملون على إتاحة علاجٍ لتخفيف آلام المصابين بحلول الصيف.
3 – إسرائيل: أعلن معهد بحوث (MIGAL) الإسرائيلي عن تطوير لقاح فيروس التهاب الشعب الهوائية الحاد لعلاج فيروس “كورونا”. وقد أثبت اللقاح فعاليته في التجارب السريرية التي أجراها معهد “فولكان” سابقًا. ويستكشف المعهد حاليًّا الشركاء المحتملين لإنتاجه في الأسابيع الثمانية القادمة، والحصول على موافقات السلامة اللازمة لاختباره على البشر.
4 – ألمانيا: تعمل شركة الأدوية الحيوية “كيورفاك إيه جي” و”التحالف من أجل ابتكارات الاستعداد للوباء” معًا، على تطوير لقاحٍ مضادٍ للفيروس. وفي هذا الإطار، قالت وزيرة البحث الألمانية “أنجيا كارليتشك” إنها تتوقع تطوير لقاحٍ مضادٍ لفيروس “كورونا” في غضون أشهر.
5 – اليابان: يعكف علماء يابانيون على إجراء دراساتٍ مكثفةٍ وعاجلةٍ للتغلب على فيروس “كورونا”، باستخدام أجهزة كمبيوتر عملاقة لتحليل بعض الأدوية المتوفرة واستعمالها لمعالجة الإصابات الناجمة عنه. كما تعكف شركة الأدوية اليابانية ((Takeda Pharmaceutical al Co على تطوير دواءٍ جديدٍ مشتقٍ من بلازما دم من تعافوا منه، انطلاقًا من قدرة الأجسام المضادة التي طورها المرضى على تقوية الجهاز المناعي للمرضى الجدد.
6 – بريطانيا: أعلنت شركة (The Native Antigen Company) البريطانية عن بدء الإنتاج التجاري لمضاداتٍ جديدةٍ يمكنها معالجة فيروس “كورونا”. وقد أعلن باحثون من جامعة “إميريال كولدج” في لندن عن بدء التجارب على الفئران، آملين في بلوغ هدفهم بحلول نهاية العام.
7 – أستراليا: يعكف معهد “دوهرتي” في ملبورن على إيجاد علاجٍ للفيروس من خلال بحث ودراسة عينةٍ حيةٍ منه. ومن خلالها، يمكن للباحثين في “مختبر صحة الحيوان الأسترالي” بجيلونج أن يبدأوا في فهم خصائصه، وهي خطوةٌ حاسمةٌ في الجهد العالمي لتطوير لقاح.
وتسعى العديد من شركات الأدوية العالمية بالمثل إلى إيجاد علاج لفيروس “كورونا”، وذلك من خلال: تحفيز إنتاج البروتينات، وتوظيف التقنيات التكنولوجية بالتعاون مع شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية، وتقديم المساعدات المطلوبة بما في ذلك مركبات حقن البروتينات التي تحفز الاستجابة المناعية، وإجراء التجارب السريرية.