رحيل فيلسوف “العقلانية الإسلامية”.. “الوسطي” الذي أزعج خصومه دون أن يستعديهم
تونس ــ الرأي الجديد / صالح عطية
تنعى أسرة “الرأي الجديد”، المفكر العربي الإسلامي، الدكتور محمد عمارة، الذي مثّل أحد أبرز الكتاب والمفكرين في عالمنا العربي خلال العقود الأربعة الماضية، على الأقلّ..
وتوفي المفكر الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء، محمد عمارة، مساء الجمعة، عن عمر يناهز 89 عاما، بعد رحلة وجيزة مع المرض.
وكان الراحل عمارة، أثرى عديد النشريات والصحف والمجلات العربية والإسلامية، بشكل مكثف، باحثا وكاتبا وفيلسوفا ومفكرا، في قضايا تتصل مسائل دينية، ومسائل فكرية ولغوية وتاريخية وسياسية وفقهية وسوسيولوجية، مستجدة وتاريخية في المنطقة العربية والإسلامية.
زار محمد عمارة الكثير جميع الدول العربية والأوروبية تقريبا، متنقلا بفكره الوسطي، داعيا إلى التسامح، والشراكة الفكرية والسياسية بين القوميين والإسلاميين..
كان الرجل محسوبا على القوميين الماركسيين في وقت ما، خلال الموجة الماركسية والشيوعية في العالم العربي، في ستينات وسبعينات القرن المنقضي، لكنّه عدّل مواقفه، وتبنّى أطروحات فكرية إسلامية مجددة ومستنيرة.
ومثلما أزعج وهو في الحقل اليساري القومي، أزعج أكثر عندما التحق بالمجال الإسلامي.
تميّز الرجل بقدر عال من العقلانية والواقعية، والقدرة على الجدل، في إطار من الهدوء العلمي والتحليلي، دون تشنّج أو مغالاة، ولكن أيضا، بصوت عال، ودون خجل أو تردد..
رحم الله الفقيد، الذي خسرت الأمة العربية والإسلامية، بوفاته، مفكرا بارزا، ورجلا معطاء في الفكر والثقافة والدين والسياسة وتجيدي التراث الإسلامي في حقله الفكري والسياسي بالخصوص.