“لوبوان” الفرنسية: هكذا تسعى الإمارات لبسط نفوذها على المغرب العربي
عواصم ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية، أن التحفظ الدبلوماسي لم يعد مطلوبا هذه الأيام في بلد ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، الذي يحاول إعادة “استقرار قائم على السلطوية” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي مقال بقلم بينوا دلماس، قالت المجلة أن بن زايد قد حزم أمره ليسيطر على شمال أفريقيا، وذلك في إطار برنامج فكري يعمل كثورة مضادة منطلقها دول الخليج، وهو برنامج قد بلغ تأثيره المتنامي على وقع الأحداث الليبية، معظم العواصم الأوروبية.
وأشار الكاتب إلى ما اعتبره تخليا عن التحفظ الدبلوماسي عندما جلس سفير الإمارات في تونس إلى جانب مرشحة من المتعصبين للرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، قبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية.
تخريب التحولات الديمقراطية
وأضاف بينوا دلماس، أن الإمارات لم تعد تهتم بالخطب البلاغية بل تتصرف مباشرة، وهي ترسم مسارها من الخليج إلى المغرب الأقصى، وينقل الكاتب عن الباحث في العلوم السياسية سيباستيان بوسوا قوله، إن “مجموعة محمد بن زايد، في سياق الفشل العام للربيع العربي ما عدا الحالة التونسية، ترى بضرورة عودة القادة المطمئنين وتخريب بعض التحولات الديمقراطية، على شاكلة الانقلاب في مصر”.
ويضيف الباحث أن هذه الدولة الصغيرة الغنية التي كان يسكنها صيادو اللؤلؤ، قد أصبحت إمارة نفطية بفضل اكتشاف الذهب الأسود، وتسلمت القيادة في العالم العربي، وهي بالنسبة له تجسد رؤية “استعادة الاستقرار الأمني بتنصيب حكم البيادق وخنق كل بديل ديمقراطي”.
ورغم عمره البالغ 78 عاما، يواصل حفتر الموالي السابق للقذافي والذي مر بعد ذلك بوكالة المخابرات المركزية الأميركية، حملته منذ 4 أفريل 2019 لغزو العاصمة الليبية بمصرفها المركزي ومقر شركة النفط فيها حيث العملة الصعبة، فمن الراعي الرسمي لكل هذا؟ يتساءل الكاتب، ليرد إنها أبو ظبي، حيث يريد برنامج بن زايد سحق الحكومة الرسمية “المقربة من جماعة الإخوان المسلمين” بأي ثمن رغم أن الأمم المتحدة هي التي أنشأتها.