دبلوماسيون: ضغوط أميركية وراء إقالة مندوب تونس في مجلس الأمن
تونس ــ الرأي الجديد
كشفت مصادر دبلوماسية أممية، أن قرار تونس إعفاء مندوبها بمجلس الأمن الدولي منصف البعتي، جاء بعد ضغوط أميركية على تونس بسبب مشروع قرار وزعه البعتي ومندوب إندونيسيا بالمجلس رفضا لخطة السلام الأميركية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة، أنه تم وضع حد لمهام البعتي بسبب موقفه من مشروع قرار فلسطيني يدين خطة السلام الأميركية.
وأضاف المصدر، أن مندوب تونس، “ذهب أبعد مما أرادت السلطات التونسية في ملف الشرق الأوسط، وقدم دعما كبيرا للفلسطينيين يهدد بإفساد العلاقات بين تونس والولايات المتحدة”.
وأشارت الوكالة، إلى أن تونس استدعت مندوبها الأممي على نحو مفاجئ، ولم يشارك أول أمس الخميس في اجتماع لمجلس الأمن حضره عراب خطتها للسلام جاريد كوشنر.
الرواية الرسمية
بالمقابل، قالت وزارة الخارجية، أن قرار إعفاء السفير يعود لاعتبارات مهنية بحتة، تتعلق بضعف الأداء وغياب التنسيق والتفاعل مع الوزارة.
وأضافت الوزارة في بيان لها، أن عضوية تونس غير الدائمة بمجلس الأمن تقتضي التشاور الدائم والتنسيق المسبق مع الوزارة، بما ينسجم مع المواقف المبدئية ويحفظ مصالح البلاد.
ثلاثة دبلوماسيين
ونقلت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، عن ثلاثة دبلوماسيين أن تونس أعفت مندوبها بشكل مفاجئ بعدما قاد تحركات دبلوماسية لتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن، يعتبر خطة إدارة ترامب لسلام الشرق الأوسط انتهاكا للقانون الدولي.
وكشف اثنان من الدبلوماسيين المذكورين للمجلة الأميركية، أن الرئيس التونسي، قيس سعيّد، أقال منصف البعتي، الذي لم يمض على توليه المنصب سوى خمسة أشهر، عقب شكوى من واشنطن.
وأضافت “فورين بوليسي”، أن قرار قيس سعيّد “محاولة منه لتفادي ضربة كبيرة في علاقة بلاده مع الولايات المتحدة في بداية فترته الرئاسية”.
وذكر دبلوماسي في الأمم المتحدة للمجلة، أن مندوب تونس بمجلس الأمن شارك صباح الخميس في اجتماع للمجلس، وقال للحاضرين إنه سيرجع لتونس قبل نهاية اليوم نفسه، وأشار الدبلوماسي الأممي إلى أن الجميع أصيب بالصدمة لأن البعتي كان من أكثر الدبلوماسيين الذين يحظوا بالاحترام داخل المنظمة الدولية وداخل حكومته.
بدوره، أعرب مندوب بلجيكا الأممي مارك بكستين، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن هذا الشهر، عن صدمته الشديدة إزاء إعفاء البعتي من مهامه.
وتأتي هذه التطورات في سياق حراك دبلوماسي كبير داخل أروقة الأمم المتحدة، استعدادا لاجتماع لمجلس الأمن سيشارك فيه الرئيس الفلسطيني، والذي يتوقع أن يدين خطة السلام الأميركية ويقدم بديلا عنها.
وأشارت “فورين بوليسي” إلى أنه من المرتقب أن يرافق عباس في زيارته لنيويورك الرئيس الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، الذي عبر عن اعتراضه على خطة السلام الأميركية التي أيدتها تل أبيب.
يُشار إلى أن ترامب أعلن في 28 جانفي الماضي خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتضمنت إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق تتحكم فيها إسرائيل، وعاصمتها تقام على أجزاء من القدس الشرقية، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل.
المصدر : (الجزيرة نت، وكالات، فورين بوليسي)