عبد الكريم الهاروني: “النهضة” تستعد لانتخابات تشريعية سابقة لأوانها
تونس ــ الرأي الجديد
قال رئيس مجلس شورى “حركة النهضة”، عبد الكريم الهاروني، إن الحركة تستعد للانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، في صورة إصرار رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ، على رفض تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال عبد الكريم الهاروني، في مقابلة مع وكالة “الأناضول”، “نحن لا نرغب في الذهاب إلى الانتخابات ولكن لا نخشاها”.
وأضاف الهاروني، “بدأنا الإعداد لهذه الانتخابات، فمجلس الشورى، كلّف المكتب التنفيذي بالإعداد كحزب للانتخابات، وكلف الكتلة (البرلمانية) بتقديم مبادرة تشريعية، تدعو إلى عتبة بـ 5 بالمئة حتى نتجاوز التشتت في البرلمان، الذي صعّب علينا تشكيل حكومة مستقرة تتفرغ لخدمة التونسيين”.
وتابع الهاروني، “إذا فشلنا في تشكيل حكومة بالتوافق ذات حزام برلماني وسياسي واسع، يصبح الحل إجراء الانتخابات المبكرة”.
واعتبر رئيس مجلس الشورى، أن هذا الحل يأتي “في إطار الدستور، وفي إطار التجارب الديمقراطية وخاصة الشبه برلمانية عندما تعجز القوى عن تشكيل الحكومة، الحل هو العودة للانتخابات، وإعادة الأمانة إلى صاحب الأمانة، الذي هو الشعب”.
فقدان الثقة.. وحكومة وحدة وطنية
وعلّل الهاروني، اختيارهم الجديد المتمثل في الدعوة لحكومة وحدة وطنية، بفشل خيارهم الأول الذي ذهبت فيه “النهضة” التزاما بوعودها الانتخابية في تشكيل حكومة على أساس “الثورة ضد الفساد”.
وقال رئيس مجلس الشورى، “تنازلنا عن رئاسة الحكومة، وعلى وزارات السيادة، وعلى مطالب قدمتها أطراف محسوبة على الثورة، من أجل أن نحكم مع بعض، وتكون لنا حكومة قوية، تذهب في إصلاحات وتتخذ قرارات ينتظرها التونسيون لكننا فشلنا”.
وشدّد عبد الكريم الهاروني، “نحن لسنا مستعدين لإعادة نفس التجربة بنفس الأطراف، هذا سيضيع وقتا وجهدا على البلاد، وتكوين حكومة غير مستقرة ولا مستمرة وتسقط في أي لحظة، وستكبر معارضتها”.
وأضاف الهاروني، “اقتنعنا أن قلب تونس، والتيار الديمقراطي، وحركة الشعب، وتحيا تونس، كلها أحزاب معترف بها، وأن كل الكتل الموجودة في البرلمان منتخبة، ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لأن هذا مصلحة وطنية للبلاد، فوضعنا الاقتصادي صعب ووضعنا الإقليمي صعب، وهناك حرب في ليبيا”.
وبيّن عبد الكريم الهاروني، أن “هناك أزمة ثقة مع التيار الديمقراطي وحركة الشعب لأن النهضة، في المشاورات الأولى، التزمت بوعودها الانتخابية وأرادت تشكيل حكومة فيها القوى المحسوبة على الثورة ولم نشرك قلب تونس، ولكن هذه التجربة للأسف فشلت، والنهضة لا تتحمل مسؤولية الفشل لأنها قدمت كلّ التنازلات والأطراف الأخرى لم تكن مسؤولة”.
وتابع الهاروني، “في التجربة الثانية لحكومة التكنوقراط مع الحبيب الجملي، لم نتحالف مع قلب تونس، وإنما طلبنا من كل الكتل تقديم كفاءات نظيفة لخدمة البلاد، ولكن هذه الأطراف تحالفت لإسقاط الحكومة بما في ذلك تحيا تونس، مع قلب تونس، بما في ذلك حركة الشعب مع قلب تونس، وبما في ذلك التيار الديمقراطي مع قلب تونس”.
النهضة جادّة في مطلبها
وقال رئيس مجلس شورى “النهضة”، “نحن لا نزال في مرحلة التفاوض وأكدنا لرئيس الحكومة أن النهضة جادة في مطلبها لتشكيل حكومة وحدة وطنية”.
وأكد عبد الكريم الهاروني، أن “هناك الآن أغلبية في البرلمان، مع مطلب حكومة وحدة وطنية، ولذلك عندما يقول الفخفاخ، إن حكومته وراءها 160 نائبا، أو وراءها 10 أحزاب فإن الأمر يحتاج إلى دليل”.
وأضاف الهاروني، أن “النهضة أبلغت رسالة أخرى للفخفاخ، أن تكون الحكومة حول برنامج وليس مثل تجربة التفاوض الأولى، حيث كنا ندعو الأطراف للحديث حول البرنامج، وهم يدعوننا للحديث حول الحقائب”، مضيفا، “نحن مع الحوار حول البرنامج ولكن لا يمكن أن نمضي على برنامج إلا في إطار حزمة تشمل تركيبة والمسؤوليات فيها وبرنامجها”