صحيفة أميركية: خطة ترامب جعلت السلام مستحيلا
واشنطن ــ الرأي الجديد (متابعات + صحف)
قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جعل من تحقيق السلام في الشرق الأوسط احتمالا بعيدا جدا.
وتقول الافتتاحية، إن “الخطة التي كشف عنها يوم الثلاثاء تعد هدية أخرى لحكومة اليمين المتطرف التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد وعد ترامب باعتراف أمريكا بالسيادة الإسرائيلية على وادي الأردن والمستوطنات التي بنيت على أراضي الضفة الغربية، وهو تحول كبير في السياسة الخارجية الأمريكية التي مضى عليها نصف قرن”.
وتشير الصحيفة إلى أن “نتنياهو تعهد فرحا بأنه سيقوم بتطبيق القوانين الإسرائيلية على المناطق التي اعترفت بها الخطة كلها، ورد على الهدية التي قدمها الرئيس بوصفه بأنه(أعظم صديق لإسرائيل ولم يحتل البيت الأبيض شخص مثله)، ويتوقع أن يستخدم ترامب هذا المديح في محاولته للعودة إلى البيت الأبيض، وفي المقابل سيقدم نتنياهو نفسه للناخبين الإسرائيليين في آذار/ مارس بأنه الزعيم الذي استطاع استخراج تنازلات لا يتخيلها أحد من واشنطن، ويأمل الزعيمان بأن يحرفا النظر عن الفضائح التي تلاحقهما، محاكمة ترامب في الكونغرس، واتهامات الفساد الموجهة ضد نتنياهو”.
وترى الافتتاحية أن “موافقة ترامب على ضم المستوطنات هي بمثابة ضربة قوية لمنظور حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومن يدعمون هذا الحل يأملون بأن يتم نسيان بقية الخطة سريعا وإلا ستقدم معالم تجعل من السلام مستحيلا، ولا يمكن للحكومات الأمريكية والإسرائيلية في المستقبل التراجع عنها”.
وتلفت الصحيفة إلى أن “الشروط التي وضعها ترامب للدولة الفلسطينية لا تختلف عن تلك التي كان يروج لها نتنياهو، ولهذا السبب سارع الأخير للمصادقة عليها، فالدولة الفلسطينية المفترضة ستكون ناقصة السيادة في مجال السيطرة على الجو والحدود والمياه والعلاقات الدولية، وستحتفظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية عليها، بما في ذلك حق إرسال قواتها إلى مناطق الفلسطينيين في أي وقت، ولن تطبق قوانين الدولة العربية الجديدة إن وجدت على آلاف المستوطنين الذين سيقيمون في المستوطنات داخل الضفة الغربية، وستحتفظ إسرائيل بالسيادة الكاملة على القدس باستثناء بعض المناطق الخارجة عن السياج الأمني”.
وتبين الافتتاحية أنه “حتى يحصل الفلسطينيون على الدولة فإنه يجب عليهم النجاح في عدد من الامتحانات، منها إنشاء مؤسسات ديمقراطية على الطريقة الغربية، ونزع سلاح الجماعات المسلحة، والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية”.
وتقول الصحيفة: “حتى لو التزمت القيادة الفلسطينية الحالية بهذه الشروط، وهو أمر غير وارد، فإن المعيار لا يمكنه تطبيقه في المستقبل القريب، وقال نتنياهو متفاخرا: (سيحتاجون لوقت طويل ليصلوا إلى بداية الطريق)”.
وتنوه الافتتاحية إلى أن “الشيء الوحيد الذي يجعل من الخطة تحتوي على تنازل من نوع ما هو التعهد بعدم توسيعها في المستقبل، وسيحاول الفلسطينيون من جانبهم تعبئة العرب والأوروبيين ضد الخطة، فلو مضت إسرائيل بخطة الضم فإنها ستتعرض علاقاتها مع الأردن ودول عربية أخرى للخطر”.
وتختم “واشنطن بوست” افتتاحيتها بالقول إن “هذا لا يهم ترامب أو نتنياهو المنشغلين بنجاتهما السياسية على المدى القصير، فالسلام في الشرق الأوسط هو احتمال بعيد، لكن هذين القائدين اللذين تهمهما مصالحهما جعلاه بعيدا جدا”.