عدنان منصر: حكومة “الفخفاخ” ستضع حدا للتوافق الذي نسجته “النهضة” مع المنظومة القديمة
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
قال الناشط السياسي، عدنان منصر، أن الحكومة الجديدة، “ستضع حدا للتوافق الذي نسجته النهضة مع المنظومة القديمة”، والذي “كان توافقا لا مصلحة فيه للناس، ولا للثورة، ولا للعدالة، ولا للأخلاق”، وفق قوله.
وكتب عدنان منصر، في تدوينة على صفحته الرسمية “فيسبوك”، اليوم الجمعة، “البعض مستاء، من أن الفخفاخ سيكون مجرد وزير أول لدى قيس سعيد، وليس رئيس حكومة. هؤلاء، هل كان يضيرهم فعلا أن بعض المرشحين الآخرين للتكليف كانوا مجرد مشاريع وزراء ومنفذي تعليمات ؟ القضية ليست هنا. هذه مجرد تعمية سخيفة، لأن نفس المستائين كانوا يودون لو أن رئيس الحكومة يكون وزيرا أول لرئيس البرلمان”.
وأضاف منصر، “لن يكون الفخفاخ وزيرا أول، مثلما لم يكن الشاهد وزيرا أول، وقبله الصيد أيضا. لا الفخفاخ بإمعة، ولا الرئيس بمستبد. وإذا وثق المستاؤون خمس سنوات بالراحل قايد السبسي، وبالصيد والشاهد، فإن النزاهة تقتضي منهم أن يبدوا ثقة أكبر بقيس وإلياس، أو أن يصمتوا قليلا على الأقل. فإذا لم يكن هذا ولا ذاك، فليبحثوا عن أفكار جديدة”.
وفي ما يلي نص التدوينة:
البعض مستاء، من أن الفخفاخ سيكون مجرد وزير أول لدى قيس سعيد، وليس رئيس حكومة. هؤلاء، هل كان يضيرهم فعلا أن بعض المرشحين الآخرين للتكليف كانوا مجرد مشاريع وزراء ومنفذي تعليمات ؟ القضية ليست هنا. هذه مجرد تعمية سخيفة، لأن نفس المستائين كانوا يودون لو أن رئيس الحكومة يكون وزيرا أول لرئيس البرلمان.
هذه حكومة للفعل، تضع حدا للتوافق الذي نسجته النهضة مع المنظومة القديمة، وقد كان توافقا لا مصلحة فيه للناس، ولا للثورة، ولا للعدالة، ولا للأخلاق. التوافق الحقيقي هو مع الناس في مواجهة مصاعبهم، وفي اتجاه أحلامهم. لن يكون الفخفاخ وزيرا أول، مثلما لم يكن الشاهد وزيرا أول، وقبله الصيد أيضا. لا الفخفاخ بإمعة، ولا الرئيس بمستبد. وإذا وثق المستاؤون خمس سنوات بالراحل قايد السبسي، وبالصيد والشاهد، فإن النزاهة تقتضي منهم أن يبدوا ثقة أكبر بقيس وإلياس، أو أن يصمتوا قليلا على الأقل. فإذا لم يكن هذا ولا ذاك، فليبحثوا عن أفكار جديدة.
حكومة حول قيس سعيد لن تكون في كل الحالات أتعس من حكومة حول الرئيس الراحل. حكومة كتلة الدور الثاني من الرئاسيات تعني، أكثر من ذلك، حكومة أخلاقية، لأن التصويت لقيس سعيد آنذاك لم يكن سياسيا فقط بل كان أيضا وبالخصوص أخلاقيا. بقى أن حكومة الدور الثاني، يفترض أن تنشأ ليس حول من دعا للتصويت اضطرارا، ركوبا على الموجة، وتخفيفا من لطمة التشريعية، بل حول من يؤمن فعلا بأن فسحة التوافق قد انتهت، وأن على من يريد الدخول في المرحلة الجديدة، أن يراجع أولوياته. النهضة هنا بالذات، عليها أن تختار الجهة التي تقف فيها. لكن قيادتها الرسمية ستجد ذلك أمرا صعبا وهي التي اختارت ووثقت اختيارها منذ سنوات، وزادت في تأكيد طيلة الأشهر الأخيرة وحتى يوم أمس. لكن الوقت لم يفت نهائيا…
قرأت لفيلسوف أن استثناء قلب تونس من الحكومة يعني استفرادا بالنهضة، ومقدمة لإقصائها بعد ذلك. ما يقوله الفيلسوف هنا هو أن على النهضة أن تكون للنهاية مع قلب تونس في مواجهة الثنائي قيس- إلياس، “خاصة وأن ولاء أحدهم فرنسي، وولاء الثاني إيراني”. نسي الفيلسوف أن يقول لنا، والحال هذه، ما هو ولاء النهضة؟ وما هو ولاء قلب تونس، وما هو ولاؤه هو ! لم يُدخل النهضة المأزق الذي هي فيه الآن سوى أمثال هؤلاء… لنمر ! سآخذ العبارة في اتجاه آخر: أليس موجعا أن تجد قيادة النهضة، مرة أخرى، وعلى عكس انتظارات أبنائها، نفسها مع قلب تونس، ضد كل شيء واعد وصادق وجميل ؟؟.