تونس ــ الرأي الجديد
خلفت مباراة ديربي العاصمة تونس بين الترجي والنادي الأفريقي، جدلا واسعا وردودا عدة بسبب إشراك حامل لقب الدوري المحلي ودوري أبطال أفريقيا لكرة القدم في العامين الماضيين ثمانية لاعبين دفعة واحدة بينهم أربعة جزائريين.
وأشرك مدرب الترجي الذي فاز بالمباراة 2-1، أكبر عدد من اللاعبين الأجانب في تاريخ الدوري التونسي ليفتح أبواب الجدل على مصراعيها حول الانعكاسات السلبية على هوية النادي والآثار المحتملة على لاعبيه الصاعدين من أكاديمية الشبان.
وأصبح الترجي التونسي، الذي فرض هيمنته على الكرة التونسية والأفريقية في العامين الماضيين، أول فريق تونسي يضم 7 لاعبين يحملون الجنسية الجزائرية في موسم واحد، وهم عبد القادر بدران وإلياس الشتي وبلال بن ساحة وعبد الرؤوف بن غيث والطيب مزياني ومحمد أمين توغاي وعبد الرحمن مزيان.
واستغل الترجي القانون الجديد الذي يسمح للأندية بتسجيل اللاعبين من دول شمال أفريقيا بصفة محليين وليسوا أجانب، ليفتح أبوابه لعدد قياسي من الجزائريين، مما أثار اتهامات بحرمان اللاعبين الشبان من فرصة المشاركة مع الفريق الأول.
استثمار رياضي ومالي
وبينما رفض اللاعب الجزائري عبد الرؤوف بن غيث، التعليق على الآراء التي تعتبر أن الترجي بطل تونس وأفريقيا 2018 و2019 أضحى ذا هوية جزائرية أكثر منها تونسية، يرى المستشار الفني بنادي الترجي كمال القلصي، أن فريقه استغل القوانين الجديدة التي أقرها الاتحاد التونسي للعبة لاعتماد إستراتيجية كروية هدفها الاستفادة من هؤلاء النجوم الذين لم يكلفوا خزينة النادي الكثير من الأموال، على حد وصفه.
وقال القلصي، “المستوى الفني للاعب الجزائري وانخفاض تكلفة انتدابه وسهولة اندماجه وراء توجهنا إلى الدوري الجزائري لاستقدام اللاعبين ثم الاستثمار ببيعهم لأندية أخرى كما هي الحال مع يوسف البلايلي الذي انتقل للأهلي السعودي بصفقة قياسية”.
غير أن القلصي، يرى بالمقابل أن قانون اعتبار اللاعبين القادمين من شمال أفريقيا محليين لا بد أن يعمم بجميع الدول المجاورة، وأن لا يظل حكرا على الدوري التونسي حتى يجد اللاعبون التونسيون أيضا الفرصة للاحتراف.
وكان الاتحاد التونسي لكرة القدم أقر خلال جمعيته العمومية في ديسمبر 2018، السماح للاعبين من المغرب ومصر والجزائر وليبيا وموريتانيا بالتعاقد مع الأندية التونسية بصفة لاعبين محليين، مما حفّز أندية الدوري الممتاز على الإقبال على التوجه نحو لاعبي شمال أفريقيا لتعزيز صفوفها.
من جهته كشف وكيل أعمال اللاعبين، محرز عويدة، أن المكانة المرموقة للكرة الجزائرية هي السبب الرئيسي وراء إقبال الترجي التونسي على انتداب اللاعبين، كما دفع الوكلاء إلى التوجه أكثر فأكثر للدوري الجزائري الذي يعج باللاعبين القادرين على التألق في تونس.
هوية جزائرية
ورغم تألق محترفي الجزائر في صفوف الترجي، فإن الجدل لم يتوقف حيال “هذا الغزو غير المسبوق” في تاريخ النادي الأعرق بتونس، بل تلقت إدارة النادي انتقادات حادة بدعوى عدم منح الفرصة للاعبين التونسيين، مما قد يشكل خطرا على مستقبل الفريق في الأعوام القادمة.
وذهبت بعض صفحات التواصل الاجتماعي إلى حد الحديث عن أن الترجي أضحى فريقا بهوية جزائرية صرفة بما أن أكثر من نصف تشكيلته تتكون من لاعبين قادمين من الجزائر.
وتبدو تلك المواقف غير موضوعية، بحسب المدرب التونسي حمادي الدو، الذي أشرف في العامين الماضيين على نادي دفاع تاجنانت الجزائري والذي يرى أن نتائج الترجي في المسابقات المحلية والقارية تؤكد أن التوجه الذي اختاره كان صائبا.
ويرجع الدو، أسباب توجه الترجي للدوري الجزائري لانتداب اللاعبين إلى شح السوق المحلية، وعزوف الأندية التونسية عن تكوين اللاعبين، وتراجع الاهتمام بالعمل القاعدي، على حد قوله.
وشهد الدوري التونسي هذا العام حضورا غير مسبوق للاعبين الجزائريين الذين بلغ عددهم 26 لاعبا في 14 ناديا في الدوري الممتاز.