وزير الخارجية السابق أحمد ونيّس لــ “الرأي الجديد”: قرار سعيّد بعدم المشاركة في مؤتمر برلين كان “الرد اللائق” لتونس على ألمانيا
تونس ــ الرأي الجديد / حمدي بالناجح
قال الدبلوماسي ووزير الخارجية السابق، أحمد ونيّس، أن تونس اتخذت الموقف الصحيح برفضها المشاركة في مؤتمر برلين، الذي عقد يوم أمس الأول، معتبرا أن “مشاركتها لم تكن لتغيّر أي شي في الملف الليبي”.
وأوضح أحمد ونيّس، في تصريح خص به “الرأي الجديد”، أن موقف رئاسة الجمهورية وشرحها لأسباب تخلفها عن المؤتمر كان واضحا، من خلال التذكير بعلاقات الصداقة مع ألمانيا، باعتباره حليفا تقليديا لتونس، مذكرا بأنه تمت المصادقة مؤخرا في البرلمان على اتفاقية قرض بأكثر من 200 مليون أورو مع ألمانيا.
وتابع ونيّس، أنه “مادامت تونس قد تلقت الدعوة بصفة متأخرة، فإنه لا ضرورة لحضورها، وهو موقف “في كرامة الجمهورية التونسية”، على حدّ وصفه، معتبرا أنه “الرد اللائق” من قبل تونس.
وذكّر وزير الخارجية السابق، أنه بالرغم من أهمية اللقاءات الدولية بالنسبة لرئيس الجمهورية، إلا أن قيس سعيّد التزام منذ تنصيبه، وفي أحيان كثيرة، بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد، متجنبا الحضور بنفسه في كثير من اللقاءات في إيطاليا وفرنسا، دون وجود أسباب واضحة وراء ذلك.
وأضاف أحمد ونيّس، إن ذلك لا يعطّل الدبلوماسية التونسية، مشيرا إلى أن تونس كانت تعيش “فراغا دبلوماسيا”، لكن الملف الليبي دفع تونس لاتخاذ بعض المواقف، التي اعتبرها “صحيحة في جوهرها ولائقة بمقام الدولة التونسية”.
أما في تقييمه لمخرجات مؤتمر برلين، فقد أكد أحمد ونيّس، أن القرار الوحيد الجديد في الملف الليبي هو الخروج بتشكيل لجنة عسكرية تضم ممثلي خليفة حفتر، وفائز السراج من أجل السهر على تنفيذ الهدنة المعلنة منذ أسبوع تقريبا.
واعتبر ونيّس، أن هذه اللجنة ليست لإحلال السلام، وهي “حل فرعي” للتخفيف من وطأة الحرب، وفق قوله.
وقال وزير الخارجية السابق، أنه من الجانب السياسي، كرّر المؤتمر المبادئ العامة التي أعلنتها جميع الأطراف سابقا، وليس هناك أي آلية جديدة مفروضة تسهر على التأكيد على هذه المبادئ.
يذكر أنّ تونس، اعتذرت عن حضور مؤتمر برلين حول الملف الليبي، بسبب الدعوة المتأخرة التي وصلتها من البلد المنظم، ألمانيا، والتي لا تتيح لها التحضير الجيّد للمؤتمر..