الساعات الأخيرة لاختيار إلياس فخفاخ رئيسا للحكومة
تونس ــ الرأي الجديد / صالح عطية
أعلن رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، مساء اليوم، عن تعيين السيد إلياس فخفاخ، رئيسا جديدا للحكومة، وكلفه بتشكيل فريق حكومي.
ويأتي ذلك بعد نحو عشرة أيام من ترحيل موضوع رئاسة الحكومة إلى رئيس الجمهورية، بعد رفض البرلمان التونسي منح الثقة لحكومة السيد الحبيب الجملي، الذي كلفته حركة النهضة قبل شهرين.
وعلمت “الرأي الجديد”، من مصادر عليمة، أنّ اللحظات الأخيرة من التوقيت الدستوري المخوّل لرئيس الجمهورية، كانت حاسمة، باعتبار دخول “اللوبيات المالية والجهوية على الخطّ، ومحاولة ضغطهم الكبير للتأثير على قرار رئيس الجمهورية، عبر الدفع باتجاه أسماء محددة، كان من أبرزها، عبد الحكيم حمودة، الذي تكفلت أطراف معينة من الأوساط النقابية والاجتماعية وأوساط المال والأعمال، للدفاع عن هذا الخيار، الذي شجعت عليه “الغرف المغلقة” ولوبيات السياسة والمال، وجزء من اليسار الذي يوصف بــ “المعتدل”، وبعض مكونات المنظومة القديمة..
ويبدو أن الرئيس قيس سعيّد، كان حاسما فيما يتعلق بالوزير، فاضل عبد الكافي، بالنظر إلى كونه من المقربين من حزب “قلب تونس”، وهو ما لم يكن الرئيس متحمسا له، بحكم أفق التفكير لديه، الذي كان يميل إلى شخصية قريبة من “العائلة الثورية”..
ويعدّ إلياس فخفاخ، وزير المالية الأسبق، زمن الترويكا، الذي ينحدر من حزب “التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات”، بوصفه حزبا مناضلا ضدّ مرحلة الإستبداد، وهو قريب من استحقاقات الثورة، التي لعب رئيسه، وكتلته في المجلس الوطني التأسيسي، دورا مهما في صياغة الدستور الحالي للبلاد..
واضطلع إلياس فخفاخ بمهمة وزارة المالية في وقت دقيق من مرحلة ما بعد الثورة، فضلا عن حرص حزبه، على العلاقات مع كل الأحزاب، بيمينها ويسارها، بما يجعل فخفاخ، يتوفر على ثقافة توافقية هامة، تحتاجها البلاد في هذا التوقيت الحساس، فضلا عن السياقات الاجتماعية والاقتصادية، التي تتطلبها المرحلة القادمة، ويبدو أنّ فخفاخ، بسيرته الذاتية، التي تتميّز بـ “بروفايل” اقتصادي ومالي، بحكم تخصصه في هذا المجال.
وعلمت “الرأي الجديد” من مصادر قريبة من رئاسة الجمهورية، أنّ لقاءي رئيس الجمهورية مع كل من رئيس حركة النهضة، ورئيس مجلس نواب الشعب، راشد الغنوشي، والأمين العام لاتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، كانا حاسمين للغاية، وهما اللذين حددا الوجهة النهائية لرئيس الجمهورية، باتجاه إلياس فخفاخ..