تونس تعتذر عن حضور “مؤتمر برلين” حول ليبيا.. وتشرح الأسباب
تونس ــ الرأي الجديد / حمدي بالناجح
أعلنت تونس اعتذارها عن المشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا، المقرر تنظيمه بالعاصمة الألمانية، برلين يوم الأحد 19 جانفي الجاري.
وبعد أن رحبت تونس بدعوتها بشكل رسمي من قبل ألمانيا، أعربت عن أسفها لعدم مشاركتها في المؤتمر، بعد “ورود الدعوة بصفة متأخرة”، وعدم مشاركة تونس في المسار التحضيري للمؤتمر، الذي انطلق منذ شهر سبتمبر الماضي، رغم إصرارها على أن تكون في مقدمة الدول المشاركة في أيّ جهد دولي، يُراعي مصالحها ومصالح الشعب الليبي الشقيق.
وأعربت وزارة الخارجية التونسية في بيان لها، عن تمسك تونس الدائم بالسلم والأمن الدوليين، وعن ثنائها لأيّ مسعى من أجل تحقيق هذا الهدف، معبرة عن تقديرها العالي، للجهود التي بذلتها المستشارة الألمانية.
واعتبارا لحرصها الثابت على أن يكون دورها فاعلا، كقوة اقتراح إلى جانب كلّ الدول الأخرى الساعية من أجل السلم والأمن في إطار الشرعية الدولية، فإنّه يتعذّر عليها المشاركة في هذا المؤتمر.
وأوردت الخارجية التونسية في بيان لها منذ قليل، جملة من المسوغات التي توضح الموقف التونسي، من خلال الفقرات التالية:
“التزمت تونس منذ اندلاع الأزمة في ليبيا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد الشقيق، وحرصت دائما على التدخل بالحسنى، لتشجيع الحوار بين مختلف الأطراف الليبية وهي لا تزال تتمسك بهذا التوجه.
لم تُغيّر تونس من ثوابت موقفها المبدئي تجاه الأزمة الليبية، والقائم على التمسك بالشرعية الدولية والوقوف على نفس المسافة من كافة الفرقاء الليبيين وضرورة إيجاد حلّ سياسي نابع من الإرادة الحرة لليبيين أنفسهم، بعيدا عن التدخلات الخارجية التي أضرت بالشعب الليبي منذ 2015، وذلك بالرغم من أنّ تونس من أكثر الدّول تضرّرا من تأزم الأوضاع في ليبيا.
وأثبتت الأحداث في 2011، أنّ تونس كانت المقصد الرئيسي للأشقاء الليبيين والملاذ لآلاف النازحين من الجنسيات الأخرى، وبالتالي فإنّ زعزعة الأوضاع في ليبيا، تعتبر مسألة أمن قومي بالنسبة إلى تونس، وسيظلّ الشعب الليبي دوما مرحبا به تحت أيّ ظرف في بلدهم تونس، من منطلق الأخوة والجيرة والتاريخ المشترك.
مع مراعاتها لمبادئ القانون الدولي الإنساني، قد تضطرّ تونس إلى اتخاذ كافة الإجراءات الحدودية الاستثنائية المناسبة، لتأمين حدودها وحماية أمنها القومي أمام أيّ تصعيد محتمل للأزمة في ليبيا.
إنّ قرار تونس بعدم التمكّن من الاستجابة للدعوة الألمانية للمشاركة في هذا المؤتمر خاصة وأنّ لها مصلحة مباشرة في إحلال الأمن والسلم في ليبيا الشقيقة، علاوة على كونها عضوا غير دائم في مجلس الأمن، ورئيسة الدورة الحالية للجامعة العربية، سوف لن يُثنيها عن مواصلة مساعيها الحثيثة والمتواصلة، للمساهمة في إحلال السلام في ليبيا، وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأشقاء الليبيين”..