هذه أسباب إقصاء تونس من مؤتمر برلين !
تونس ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
استبعدت تونس، رسميا، من حضور مؤتمر برلين المقرر الأحد المقبل، بخصوص الملف الليبي، ولم يصدر أي توضيح رسمي من تونس بخصوص هذا الاستثناء، ما يطرح التساؤلات حول هذا التغييب، أمام دعوة دول على غرار الجزائر والكونغو.
لا حكومة
من جهته، قال الدبلوماسي السابق عبد الله عبيدي، “أعتقد أن استبعاد تونس ناتج لأنها تشاورت في الملف مع مختلف الأطراف، وليس لوجود نقاط خلافية معها، ولقاء برلين سيكون للتفاوض مع الفرقاء الليبيين”.
وعن دعوة دول جارة لتونس واستبعادها، قال عبد الله عبيدي، “الحدود بين تونس وليبيا ممسوكة جيدا، ولا خوف عليها، ولكن مع الكونغو والجزائر الأمر مختلف، وهناك تخوفات كبيرة، والدليل على ذلك أنه عند سقوط نظام معمر القذافي، فإن الوضع الحدودي بين تونس وليبيا كان آمنا واستقبلت لاجئين”.
وتحدث الدبلوماسي السابق العبيدي، عن “حقيقة لا يمكن إنكارها” بحسب قوله، أنه “لا يمكن أي تغيير في موازين القوى، فلا حجم حقيقيا لها، وهناك أيضا غياب لحكومة رسمية في تونس، ووزير خارجية معتمد”.
غياب الدبلوماسية
بدوره، قال المحلل والكاتب كمال الشارني، “تقريبا منذ وفاة الراحل الباجي قائد السبسي، هناك خمود في الدبلوماسية التونسية، ما يسمى بالفراغ والغياب، ولم نقدم أي مبادرة في أي ملف بالشؤون الخارجية”.
وأوضح كمال الشارني، أنه “من حيث المبدأ تمت دعوة تونس، ولكن لم نجب بإيجابية، ولم نتحرك، وهو ضعف وغياب للقرار في الدبلوماسية التونسية”.
واستبعد الشارني، فرضية غياب حكومة رسمية في تونس ووزير خارجية بأنها وراء استثناء تونس، ولكنه رأى أن غياب دور الدبلوماسية التونسية في الملف الليبي هو السبب، معللا ذلك بأن “الوزير هو الحلقة الأخيرة ونهاية القرار الذي يصنع أو يحدد بمختصين في وزارة الخارجية”.
وشدد المحلل السياسي، على أن فرنسا وألمانيا وإيطاليا عرضت على تونس أن تكون جزءا من القرار والحل، ولكن تونس لم تكن متحمسة، وليس لها عزيمة على ذلك، وهو تأكيد لغياب الدولة”.
حياد تونس
أما المختص في الشأن الليبي، مصطفى عبد الكبير، فقد أكد أن “استبعاد تونس يعود إلى عدد من الأسباب، منها ضعف الأداء السياسي والدبلوماسي لتونس في هذا الملف، إلى جانب أن رئيس الجمهورية قيس سعيد ليس له الخبرة في ذلك، ولا علاقات دولية له على فرض موقف تونس، بالإضافة إلى غياب وزير خارجية ليكون ذراعه، واستبعاد خميس الجهناوي (إقالته)”، معتبرا أنها كانت “خطأ فادحا”.
وتابع مصطفى عبد الكبير، “رئيس الجمهورية قيس سعيد في عزلة، وغير قادر على التواصل مع الأطراف الدولية، مع عدم قدرة تونس على فرض نقاط القوة في الملف الليبي، والحال أن تونس أكبر دولة في العمق الليبي”.
وتحدث عبد الكبير، عن أن “تونس لم تستطع فرض قوتها، والحال أنها الدولة الأولى التي لها القدرة على قبول مختلف الفرقاء في ليبيا، إضافة إلى أن تونس عضو في مجلس الأمن في الدورة الجديدة، ولكنها لم تستطع فرض نفسها أو أن تدافع عن وجودها”.
وأفاد المختص في الشأن الليبي، بأنه بالإمكان الحديث أيضا عن أن “التزام تونس الحياد، وعدم اصطفافها مع أي محور ليبي غربي أو شرقي هو ضعف، ومع وجود صراع مصالح، فهناك دول تدفع نحو تغييب تونس، مثل مصر والجزائر، وليس من مصلحتهم أن تكون تونس نقطة قوة في ظل صراعات اقتصادية”.
المصدر: (عربي 21)