بعد التصعيد العسكري: واشنطن وطهران تتبادلان رسائل التهدئة.. ووعد أمريكي بالتفاوض “دون شروط”
عواصم ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
وعلى صعيد متصل، قدم السيناتور الديمقراطي جيف ميركلي، والجمهوري راند بول، مشروع قرار يؤكد أن ترامب لا يملك تفويضا من الكونغرس للقيام بعمل عسكري ضد طهران.
وقال راند بول، إن ما سمعه خلال الإحاطة حول التطورات مع إيران في مجلس الشيوخ ليس مرضيا، مؤكدا أنه ليس منطقيا استخدام التصريح بشن حرب على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2002 لقتل جنرال إيراني في العراق حاليا، في إشارة إلى سليماني.
وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي أمس، إن المجلس -الذي يهيمن عليه الديمقراطيون- سيصوت اليوم على مشروع قرار يمنع ترامب من خوض حرب ضد إيران.
وأضافت نانسي بيلوسي، أن “مخاوفنا لم تتبدد” رغم المعلومات السرية التي اطلع عليها النواب من مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية بشأن الظروف التي دفعت ترامب لإصدار الأمر باغتيال قائد فيلق القدس.
تفاوض غير مشروط
في السياق، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، إن واشنطن “مستعدة للدخول دون شروط مسبقة في مفاوضات جادة مع إيران لمنع تعريض السلام والأمن الدوليين لمزيد من الخطر أو للحؤول دون حدوث تصعيد من جانب النظام الإيراني”.
وأضافت كيلي كرافت، في رسالة إلى الأمم المتحدة، أن واشنطن مستعدة لاتخاذ إجراء جديد “إذا اقتضت الضرورة” لحماية جنودها ومصالحها، كما بررت قتل سليماني بأنه دفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
تهدئة إيرانية
في المقابل، أكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد أو الحرب مع الولايات المتحدة، معتبرا أن زيادة التوتر ليس في مصلحة أحد.
وأضاف تخت روانجي، أن رد بلاده على مقتل سليماني كان متناسبا مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تقر الحق في الدفاع عن النفس، وأن العملية انتهت، لكنه هدد بأنه في حال تحرك الولايات المتحدة عسكريا ضد إيران فسيكون هناك رد.
كما اعتبر السفير الإيراني، أنه لا مبرر لاستمرار الوجود الأميركي في المنطقة، وأن واشنطن تختلق الذرائع كي تبقى لبيع مزيد من الأسلحة والاستفادة من العلاقات الاقتصادية، مؤكدا أن دول المنطقة قادرة على العيش معا بسلام.
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي، أكد تخت روانجي أن الاتفاق “لا يزال على قيد الحياة”، وأن الخطوات التي اتخذتها إيران تتماشى مع المادة 36 من الاتفاق الذي يسمح بالتراجع عن الالتزامات بشكل جزئي أو كلي لإرساء التوازن، لافتا إلى أن الأوروبيين لم يفوا بوعودهم في تعويض الانسحاب الأميركي من الاتفاق.
كما انتقد المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، عدم منح واشنطن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تأشيرة للمشاركة في اجتماع يعقد اليوم الخميس في مقر الأمم المتحدة، ووصف ذلك بأنه انتهاك لالتزاماتها الدولية، مؤكدا تقديم شكوى للأمين العام للمنظمة ومتابعة الأمر داخل منظومتها.
وكان تخت روانجي، قد أرسل أمس رسالة إلى الأمم المتحدة تؤكد احترام بلاده “الكامل لاستقلال جمهورية العراق وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها”، مضيفا أن استهداف القاعدتين على أرض العراق كان “عملية دقيقة واستهدفت أهدافا عسكرية بطريقة لم تلحق أي أضرار جانبية بالمدنيين”.
وجاء ذلك بعد إعلان الخارجية العراقية أنها ستستدعي السفير الإيراني لدى بغداد للاحتجاج على ما اعتبرته “خرقا للسيادة العراقية”، كما استدعت الخارجية قبل أيام السفير الأميركي للاحتجاج على اغتيال سليماني وضباط عراقيين على أرض العراق.
المصدر : (الجزيرة، وكالات)