شخصيات أربكت واشنطن.. من ياماموتو إلى سليماني… مرورا ببن لادن وصدام حسين
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات + مواقع إلكترونية)
على مرّ السنوات والعقود، حاولت واشنطن “التخلّص” من عدد من “الخصوم”، أو ممّن اعتبرتهم أعداء، بالإضافة إلى إرهابيّين أُدرجت أسماؤهم على لوائح الإرهاب العالمية، فنجحت في بعض المحاولات، وفشلت في أخرى.
إذ لم يكن قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، القائد الأوّل على هذا المستوى من الأهمية الذي تقوم الولايات المتحدة، بتصفيته، وهو طبعاً، لن يكون الأخير.
وتقول صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، في تقرير اليوم السبت، إنّ الولايات المتحدة الأميركية ليست غريبة عن الفنون الخبيثة للاغتيالات السياسية، فمن هم أبرز الأعداء الذين حاولت أو نجحت الولايات المتحدة في التخلص منهم؟
إيسوروكو ياماموتو
هو قائد عسكري ياباني، قاد الأسطول الياباني المشترك الذي شنّ الهجوم المفاجئ على القاعدة العسكرية الأميركية في ميناء بيرل هاربر عام 1941.
عام 1943، نفذت الولايات المتحدة عملية أطلقت عليها اسم “عملية الانتقام” لقتل ياماموتو، ونجحت في إسقاط الطائرة التي كانت تقله فوق جزيرة بوغانفيل؛ وقد قارنت “ذا غارديان” في تقريرها بين اغتيالي ياماموتو وسليماني، ونقلت عن مصادر أنّ اغتيال الأخير هو الأخطر منذ ياماموتو.
فيدل كاسترو
اعترفت الولايات المتحدة الأميركية بأنّها نفّذت ما لا يقلّ عن ثماني محاولات اغتيال، طاولت الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، إلا أنّ مسؤولين كوبيّين تحدّثوا بعد وفاته عام 2016 عن نجاته من أكثر من 600 محاولة اغتيال.
حاولت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آيه إيه) اغتيال كاسترو مرّات عدة باستخدام وسائل مختلفة، كان أبرزها دسّ حبوب سامّة وقويّة المفعول في طعامه أو شرابه، إلا أنّه لم يُكتب لأي من هذه المحاولات النجاح، ولم تتمكّن واشنطن من إزاحته عن السلطة.
عبد الكريم قاسم
زعيم الانقلاب في العراق عام 1958، أطاحه “حزب البعث” بزعامة صدام حسين عام 1963. تحدّثت المعلومات عن تورّط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في الانقلاب والتحريض عليه.
خضع قاسم لمحاكمة قصيرة، وأعدم بعدها رمياً بالرصاص.
صدام حسين
كانت الولايات المتحدة تنظر إلى صدام حسين على أنّه طاغية متشدّد، ويمثّل تهديداً لاستقرار الشرق الأوسط. غزت القوات الأميركية العراق عام 2003 بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، في وقت كان صدام حسين يتصدّر القائمة الأميركية للمطلوبين العراقيين.
ألقت القوات الأميركية القبض على حسين في ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، وتمّ التحقيق معه، ومحاكمته، لتتمّ إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والحكم بإعدامه شنقاً، ليتمّ تنفيذ الحكم بحقّه في ديسمبر من عام 2006.
معمر القذافي
كان لمعمر القذافي أعداء أقوياء، على رأسهم الولايات المتحدة الأميركية التي أملت عام 1986، في عهد الرئيس رونالد ريغن، الذي كان يعتبر القذافي أحد أبرز داعمي الجماعات الإرهابية حول العالم، التخلص منه باستهداف طائرات عسكرية مجمعه، إلا أنّه نجا وحكم ليبيا حتّى سقوطه عام 2011، بدعم أميركي، ومقتله.
وتحدّثت مصادر آنذاك عن أنّ واشنطن لم تكن تستهدف القذافي بشخصه، إلا أنّها لم تسعَ إلى حمايته، وكانت تتمنّى لو أنّه قُتل في الهجوم.
أسامة بن لادن
كان زعيم تنظيم “القاعدة”، أسامة بن لادن، لسنوات عدة، على رأس القائمة الأميركية للإرهاب، خصوصاً بعد اعتباره مشتبهاً فيه رئيساً بأحداث 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001.
حاولت الولايات المتحدة تصفيته مرّات عدة، حتّى نجحت بقتله في عملية نفذتها قوات أميركية في باكستان، في مايو/ أيار 2011.
عماد مغنية
شكّل عماد مغنية، القيادي في “حزب الله” اللبناني، والذي ظلّ مطلوباً طيلة أعوام عدة، هدفاً للاستخبارات المركزية الأميركية، لوقوفه وراء عملية تفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983، الذي تسبّب بمقتل عشرات الأميركيين.
وفي عام 2015، تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” ومجلة “نيوزويك” الأميركيتان عن الدور الذي لعبته السي آيه إيه في قتل مغنية بغارة إسرائيلية استهدفته في دمشق في عام 2008.
كيم جونغ أون
على الرغم من محاولات التقارب التي تحصل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، إلا أنّ الزعيم الديكتاتوري الشهير لبيونغ يانغ، كيم جونغ أون، كان لفترات عدّة عدواً لدوداً حاولت واشنطن التخلّص منه.
وفي عام 2017، اتّهمت كوريا الشمالية وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بالتعاون مع كوريا الجنوبية، بمحاولة اغتيال زعيمها خلال مناسبة عامة، باستخدام مواد كيميائية.
أبو بكر البغدادي
اعتُبر زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي أبو بكر البغدادي لسنوات هدفاً رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة، نظراً للتهديد الذي كان يشكّله تنظيمه الذي نفّذ عمليات إرهابية عدّة، واستقطب شباناً إلى صفوفه.
وتمكّنت واشنطن في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2019 من تصفية البغدادي بعملية في منطقة باريشا السورية، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّه فجّر سترة ناسفة كان يرتديها أثناء الهجوم، عندما حُشر في أحد الأنفاق التي عطّلتها القوات الأميركية.
قاسم سليماني
قاسم سليماني هو رجل إيران الأقوى بعد المرشد الأعلى علي خامنئي. قاد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي تولّى تنفيذ سياسات إيران العسكرية الخارجية.
يُعتبر قتل سليماني بغارة جوية أميركية طاولت محيط مطار بغداد الدولي في ثاني يوم من أيام عام 2020 صيداً أميركياً ثميناً، خصوصاً لترامب، قبيل أشهر من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر/ تشرين الثاني؛ ومغامرةً أميركية قد تجرّ منطقة الشرق الأوسط والعالم نحو صراع مفتوح قد تكون نتائجه وخيمة.
وباغتيال سليماني، يكون ترامب قد نفذ، وفق “فرانس برس”، عملية اختار الرؤساء الأميركيون السابقون تجنّبها، وهي القضاء على الشخصية الرئيسة للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط التي كانت تعرقل السياسة الأميركية في المنطقة.
واعتبر الباحث ماكس بوت من مجلس العلاقات الخارجية في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أن العملية جعلت منه أكبر قائد عسكري أجنبي تقتله الولايات المتحدة منذ إسقاط الطائرة التي كانت تقلّ الأميرال إيسوروكو ياماموتو في 1943.
وبين قتل ياماموتو وقتل سليماني تعدّدت الأساليب التي استخدمتها الإدارات الأميركية للتخلّص من أهدافها. وفي هذا السياق، تقول أستاذة القانون الدولي بجامعة نوتر دام ماري إلين أوكونيل، لـ”ذا غارديان” البريطانية، إنّ ظهور الطائرات الأميركية من دون طيار عام 2000 وضع الولايات المتحدة على منحدر قادها نحو الأزمة الحالية.
وتشير الصحيفة إلى أنّ باراك أوباما ورث من جورج بوش استخدام الطائرات من دون طيار لتنفيذ عمليات القتل، إلا أنّه غالباً ما حاول منحها غطاء قانونياً بالبرقيات الداخلية السرية التي كان يرسلها بشأن الأهداف المحدّدة للقتل.
وتقول أوكونيل في هذا السياق إنّ مقتل سليماني يمثّل التحرّك نحو الانحدار باتجاه وضع ينعدم فيه القانون تماماً.