ماذا علقت دول وقوى وأحزاب عربية على اغتيال سليماني ؟
عواصم ــ الرأي الجديد (وكالات + صحف)
أعلن عدد قليل من الدول والأنظمة العربية، موقفهم من اغتيال قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” الإيراني، دون أن يوجهوا إدانة واضحة للقصف الأمريكي، داعين لوقف التصعيد، واحتواء الموقف، وتغليب الحكمة والحلول السياسية.
يأتي ذلك في الوقت الذي صمتت فيه الكثير من الدول العربية والخليجية حتى الآن، إزاء واقعة اغتيال القائد الإيراني، في قصف أمريكي ببغداد.
السعودية
ففي السعودية نقلت صحيفة الرياض عن “مصدر مسؤول” قوله إن المملكة العربية السعودية “تابعت الأحداث في العراق الشقيق والتي جاءت نتيجة لتصاعد التوترات والأعمال الإرهابية التي شجبتها وحذرت المملكة فيما سبق من تداعياتها”.
وأضاف المصدر:” ومع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل الميليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها، فإن المملكة وفي ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه”.
وختم المصدر “وتؤكد المملكة العربية السعودية على وجوب اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع”.
الخارجية المصرية
وقالت وزارة الخارجية المصرية إنها تتابع بقدر كبير من القلق التطورات المتسارعة للأحداث في العراق، والتي أكدت أنها “تنذر بتصعيد للموقف من الأهمية تجنبه”، داعية لـ “احتواء الموقف، وتفادي أي تصعيد جديد”.
ورأت وزارة الخارجية، في بيان لها، الجمعة، أن “احتواء الموقف يتطلب الوقف الفوري لكافة أنواع التدخلات الإقليمية في شؤون الدول والشعوب العربية، والتي لم تؤد سوى لإذكاء الفرقة والتوتر بين أبنائها التواقين إلى السلام والاستقرار”.
الإمارات
وخلاف الموقف الرسمي الصامت، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أنه “في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة لابد من تغليب الحكمة والاتزان، وتغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد”.
وذكر قرقاش، في تغريدة له على “تويتر”، أن “القضايا التي تواجهها المنطقة مُعقدة ومتراكمة وتعاني من فقدان الثقة بين الأطراف، والتعامل العقلاني يتطلب مقاربة هادئة وخالية من الانفعال”.
وكذلك، التزمت دول مجلس التعاون الخليجي الصمت تجاه اغتيال قائد “فيلق القدس”.
العراق
وحذّر الرئيس العراقي برهم صالح، والمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، من تداعيات قد تنجم عن مقتل سليماني، ودعيا إلى ضبط النفس.
وقال صالح في بيان، له: “إننا ندين هذا العدوان الذي طال قادة أمنيين ينتمون للمؤسسة العسكرية، والذي بلا شك سوف تترتب عليه آثار وتداعيات أمنية في العراق والمنطقة.. حال لم يبادر الحكماء إلى احتواء الآثار المترتبة”.
فيما قال السيستاني، في بيان له تلاه ممثله عبد المهدي الكربلائي، أثناء خطبة الجمعة بمدينة كربلاء جنوبي العراق، إن “الأحداث تتسارع وتتفاقم الأزمات، ويمر البلد بأخطر المنعطفات”.
بينما أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبد المهدي، اغتيال سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، داعيا البرلمان إلى عقد جلسة طارئة لاتخاذ “القرارات التشريعية الضرورية” في إشارة إلى التصويت على إخراج القوات الأمريكية من البلاد.
وقال عبد المهدي في بيان له، “ندين بأقصى درجات الإدانة والاستنكار، إقدام الإدارة الأمريكية على عملية اغتيال الشهيدين، وشخصيات عراقية وإيرانية أخرى”.
النظام السوري
بدوره، أدان النظام السوري الاغتيال، ووصفه بـ”الإجرامي”.
وقال مصدر رسمي في خارجية النظام السوري، إن الاغتيال “يشكل تصعيدا خطيرا للأوضاع في المنطقة”.
وأضاف المصدر أن “هذا العدوان الغادر، يرقى إلى أساليب العصابات الإجرامية، وذلك في سياق سياسات أمريكا الرامية إلى خلق التوترات وتأجيج الصراعات في دول المنطقة، بهدف الهيمنة عليها وتمكين الكيان الصهيوني الغاصب من بسط سيطرته على المنطقة”.
الائتلاف السوري
لكن في المقابل، وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قاسم سليماني، بأنه “مجرم حرب، ارتكب الكثير من المجازر، وهجّر ملايين السوريين”.
وجاء في بيان الائتلاف حول مقتل سليماني: “مقتل قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قاد وشارك في ارتكاب المجازر وتهجير ملايين السوريين؛ يمثل نهاية لواحد من أبرز مجرمي الحرب المسؤولين عن ملف الجرائم في سوريا، وفي المنطقة بشكل عام”.
وأضاف البيان أن “سليماني أدى دورا محوريا في تأزيم الأوضاع في سوريا، وأن خروجه من دائرة التأثير، بمنزلة أمل للسوريين في بداية النهاية للمليشيات الطائفية الإجرامية في بلدهم”.
حزب الله اللبناني
وفي كلمة مقتضبة، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن “القتلة الأمريكيين، لن يستطيعوا أن يحققوا أيا من أهدافهم بجريمتهم الكبيرة هذه”.
وهدّد نصر الله بـ”القصاص العادل”، وقال إنه “سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين”.
وتابع: “نحن الذين بقينا بعده، سنكمل طريقه وسنعمل لنحقق أهدافه، وسنحمل رايته في كل الساحات”.
صمت الجامعة العربية
والتزمت الجامعة العربية الصمت، حتى كتابة التقرير، حيال حادث اغتيال قاسم سليماني. ويأتي صمت الجامعة، بعد عقدها الثلاثاء اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة، بشأن الأزمة الليبية.
فصائل فلسطينية
من جهتها، قالت حركة “حماس” في بيان، إنها “تنعى القائد سليماني، وشهداء الغارة الأمريكية، وتتقدم بالتعزية للشعب العراقي، باستشهاد عدد من أبنائه جراء الغارة الغادرة”.
وتابعت الحركة: “ندين هذه العربدة والجرائم الأمريكية المستمرة في زرع وبث التوتر في المنطقة، خدمة للعدو الصهيوني المجرم”.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، إنها “تنعى قائدا فذا لم يجاره في موقفه وفي جهاده أحد منذ عقود، في فلسطين والمنطقة”.
وأضافت: “لن ترتبك حركة المقاومة ولا محورها في المواجهة، ولن تتردد في مسيرتها نحو أهدافها الكبرى في تحرير فلسطين وبيت المقدس”.
بدوره، قال أبو حمزة، الناطق باسم “سرايا القدس”، الجناح العسكري للحركة، عبر “تويتر”، إن “محور المقاومة لن يهزم ولن ينكسر، وسيزداد تماسكا وقوة في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي”.
ومحور المقاومة، هو الاسم الذي يُطلق على تحالف يضم (إيران، وسوريا، وحزب الله، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي).
كما أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن إدانتها “إقدام الإدارة الأمريكية على اغتيال سليماني والمهندس”، مؤكدة أن “هذا الاغتيال يشكل نقلة نوعية في العدوانية الأمريكية، وفي الحرب التي تخوضها بأشكال مختلفة مع الكيان الصهيوني، ضد شعوب المنطقة وقوى المقاومة فيها”.
جماعة “الحوثي” باليمن
بدورها، أدانت جماعة “الحوثي” في اليمن، اغتيال سليماني، وقالت الجماعة إن “الولايات المتحدة ارتكبت بهذه العدوانية جريمة حرب على كل الأمة، وعلى محور المقاومة وعلى القضية الفلسطينية”.
وقال عبد الملك الحوثي في بيان بثته قناة “المسيرة” الناطقة باسم جماعته، الجمعة: “لقد فاز الشهيد الكبير ورفاقه وأكرمه الله بهذه الشهادة ليتوج بها مسيرته في الجهاد والعمل في سبيل الله تعالى”.
وهاجم الحوثي الولايات المتحدة الامريكية، واصفا إياها بـ”الشيطان الأكبر”، وأضاف: “مثلما كان الشهيد الكبير في ميدان الجهاد والعمل فارسا عظيما من فرسان الأمة ومن حاملي الراية وقائدا فاتحا، فقد كانت شهادته خاتمة مشرفة”.