في التحليل السياسي / بقلم صالح عطية (فيسبوك)
تونس ــ الرأي الجديد
كنت صرحت في أحد بلاتوهات قناة نسمة، قبل شهرين كاملين، أنّ الحكومة القادمة ستكون مؤلفة من حركة النهضة، وحزب قلب تونس، وبعض المستقلين، وأثار التصريح غضب أطراف في “قلب تونس” قبل غيرهم، لأنه أفسد على بعض الفاعلين السياسيين صلبه، بعض “المقالب السياسية”..
لم يكن الأمر يحتاج إلى عبقرية كبيرة لكي نتتهي إلى هذا الاستنتاج بصورة مبكرة..
فالراغب في فهم مجريات المشهد السياسي، عليه أن يدرك ثلاثة أمور على الأقل، قبل أن يبدأ بالتحليل أو الوساطة السياسية مهما كان مصدرها:
1 ــ العقول السياسية التي تدير المرحلة التي نحن بصددها، وهي عقول لا تطمئنّ كثيرا للهوامش المعارضة وللتحالفات الهشّة..
2 ــ العائلات المتنفذة في تونس، التي لن تدع الحكومة تتشكل على نحو رعواني لا مصلحة لها فيها..
والتقاء العقل السياسي الذي نتحدث عنه مع هذه العائلات، جزء من المشهد، بل هو جزء أساسي لا غنى عنه..
3 ــ دور المحيط الخارجي، وبخاصة الإقليمي والدولي، الذي تعنيه تونس، ومصالحه في تونس، هذا المحيط، يريد أطرافا سياسية ضامنة للمسار وبالتالي لمصالحه، ولا أعتقد أن “التيار الديمقراطي” أو “حركة الشعب”، أو بعض “المستقلين” يمكن أن يشكلوا ضمانة لهذه الأطراف الخارجية، ومنها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والولايات المتحدة، والمؤسسات المالية الإقليمية..
التحليل السياسي ليس مجرد أمنيات، وتطلعات بأن تتشكل حكومة سياسية أو قوية أو ثورية أو غير ذلك، علينا أن نعتمد ما يدور في العقل السياسي لمن يديرون المرحلة الراهنة… وجميعنا يعرف من هي الشخصيات التي تقود هذه المرحلة..