في خطوة لافتة: “النقد الدولي” يُهدد بحرمان تونس من قرض بنحو 1.2 مليار دولار
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
لم يستبعد ممثل صندوق النقد الدولي، المقيم بتونس، جيروم فاشي، إمكانية عدم صرف الصندوق المبلغ المتبقي من قرض الـ 2.9 مليار دولار، الذي منحه لتونس والمقدر بـ 1.2 مليار دولار.
وأوضح فاشي في حوار صادر بموقع “البورصة” اليوم الأربعاء، أن “الصندوق منح لتونس إلى حدود شهر جوان الماضي 1.6 مليار دولار، وأن موافقته على تسريح بقية القرض، تبقى دائما رهينة استجابة السلطات التونسية لبرنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية الهيكلية، التي أوصى بها ووضعها كشرط للسماح لها بالحصول على تمويلات منه، مشددا على أن عدم تسريح بقية المبلغ المذكور، كان نتيجة “تعطل تقدم برنامج الإصلاحات الاقتصادية بالسرعة المطلوبة”.
وأضاف أن الاجتماع الذي جمع وفدا عن الصندوق بممثلين عن تونس في شهري جويلية وأكتوبر الماضيين، سمح بالتعرف على الوضعية الاقتصادية بالبلاد، مؤكدا أنه “إلى حدّ الآن لم تتم تفاهمات للإعداد لاجتماع جديد، وأن ممثلي الصندوق ينتظرون مباشرة الحكومة الجديدة مهامها، للنظر في مختلف السياسات التي يمكن الاتفاق عليها”..
وعبّر فاشي عن انشغال صندوق النقد الدولي بـ “تضخم كتلة أجور الوظيفة العمومية وكذلك بنسبة الدعم المرصود لقطاع المحروقات، معتبرا أن ذلك يمنع تونس من امتلاك ما سمّاه “تمويلات المستقبل”، مشددا على أهمية “اتخاذ الحكومة إجراءات ملموسة” في هذا الشأن.
من جهة أخرى لفت المسئول إلى ضرورة إجراء إصلاحات في المؤسسات العمومية، مؤكدا على أن “إصلاح المؤسسات العمومية بتونس، ليس مشكلة مالية عمومية فقط، وإنما يمس كل اقتصاد البلاد، باعتبار أنه يضر بتنافسيته في مجملها، بالنظر إلى أنه يتعلق بقطاعات لها تأثير هام على النشاط الاقتصادي بتونس مثل النقل والمحروقات”..