ولدت من أرحام “حزب العدالة والتنمية”.. أحزاب جديدة في تركيا: هل تعيد صياغة خريطة المشهد السياسي ؟
إسطنبول ــ الرأي الجديد / ناجد النابلسي
تتجه الأنظار في المرحلة المقبلة إلى تركيا، حيث تجري عملية إنشاء أحزاب جديدة، وسط توقعات بتأثيرها على خريطة التحالفات بالبلاد.
وذكرت وسائل إعلام تركية، أن رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، يستعد منتصف الشهر الجاري للإعلان عن حزبه الجديد.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان، المستقيل من الحزب الحاكم، اقترابه من وضع اللمسات الأخيرة لتأسيس حزبه.
أوغلو وباباجان
وقال الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، إن داود أوغلو يواصل اجتماعاته مع أعضاء المجلس التأسيسي لحزبه، ومن المتوقع أن يقدم طلبا رسميا إلى وزارة الداخلية التركية، في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، فيما سيتضح شعار واسم الحزب الجديد الأسبوع الجاري.
وأضاف سيلفي في مقال على صحيفة “حرييت”، عن احتمالية إعلان باباجان عن حزبه نهاية الشهر الجاري، أو في جانفي المقبل.
ولفت إلى أن داود أوغلو، يسعى للتوافق مع باباجان، على الرغم من رفض الأخير التوحد معه في حزب واحد، كاشفا أنّ المشاورات داخل الإطار التأسيسي لحزب داود أوغلو الجديد، تجري حول أي تحالف سينضم إليه.
واستبعد الكاتب أن ينضم الحزب الجديد إلى “تحالف الأمة”، فيما تجري نقاشات أيضا بعدم الانضمام لـ “تحالف الشعب”، لافتا إلى أنّ هناك توجها يدعو للانضمام لتحالف ثالث جديد، مع “حزب الجيد”، و”حزب السعادة”.
ونقلت صحيفة “يني شاغ” المعارضة، عن مصدر مسؤول بالحزب الحاكم، بأنهم لم يجروا أي محادثات مع أي حزب للانضمام للتحالف بعد، ولكنها مجرد فكرة مطروحة على الطاولة، تهدف لإضافة الزخم في مواجهة تحالف الأمة”.
وأشار المسؤول بالحزب الحاكم، إلى الحديث عن تشكيل باباجان وداود أوغلو وحزب السعادة تحالفا جديدا، وعليه يقود لتشكل تحالفين في مواجهة تحالف الشعب.
صعوبات أمام العدالة والتنمية
من ناحية أخرى، لا يستبعد مراقبون، أن ينتقل عدد لا بأس به من حزب العدالة والتنمية، الذي يقوده أردوغان، إلى حزبي داود أوغلو وباباجان، فيما تتجه الأنظار نحو جذب الشرائح التي تقع خارج المحافظين.
ويرى ملاحظون أتراك، أنّ تشكيل الأحزاب الجديدة، سيؤثر على تحالفي “الشعب” و”الأمة”، في اكتساب أصوت جديدة من الطرفين، في وقت ينكبّ داود أوغلو على وضع لمساته الأخيرة في تشكيل حزبه، لكن باباجان سيتأخر قليلا، ومازال يجري مشاوراته، وقد يبرز حزبه في الأسابيع الأولى من العام المقبل.
واستبعد الكاتب التركي، بايرم أوغلو، وجود أي فروق كبيرة بين حزبي داود أوغلو وباباجان من حيث السياسة والبرامج، مشيرا إلى أنهما سيركزان على أداء النظام السياسي ومبادئ القانون في العلاقات بين المجتمع والدولة، والسياسة الخارجية، والإدارة الاقتصادية.
ومن المؤكد، أنّه مع اقتراب عام 2020، فإن أبرز التطورات الداخلية بالبلاد، هي اللاعبون الجدد، ومدى تأثيرهم على البيئة السياسية داخليا.
فهل تفقد هذه الأحزاب الجديدة، حزب العدالة والتنمية توهجه وهيمنته على المشهد السياسي لنحو 3 عقود في تركيا؟