هل يعدّ رئيس البرلمان لــ “طبخة” سياسية أم إنّ لقاءاته بقيادات المنظمات الوطنية “بروتوكولي”؟
تونس ــ الرأي الجديد / حمدي بالناجح
أجرى رئيس مجلس نواب الشعب، راشد الغنوشي، خلال الايام القليلة الماضية، لقاءات عديدة بثلة من مسؤولي المنظمات والجمعيات الحقوقية الوطنية، تناول خلالها قضايا ومشاغل قطاعية وحقوقية واجتماعية متعددة، وفق البلاغات التي أصدرها مكتب إعلام البرلمان.
اجتماعات مكثفة
وكان الغنوشي التقى خلال الفترة الماضية، عدة بسفراء، على غرار سفير سلطنة عمان بتونس، وسفراء كل من قطر وتركيا والسعودية وإيطاليا وغيرهم.
وفي لقائه برئيس جمعية القضاة التونسيين، أنس الحمايدي، أكد رئيس البرلمان على أن تكون العدالة “ناجزة”، مشيرا إلى أهمية ضمان استقلالية القضاء وتكريس الفصل بين السلط، وضمان ظروف العمل المناسبة في جميع أركان المرفق القضائي.
ولفت راشد الغنوشي، إلى استعداد المجلس للاستماع إلى مقترحات جمعية القضاة ومختلف هياكل القطاع وممثليه، فيما قدّم الحمايدي مقترحات الجمعية لاستكمال البناء القانوني الأساسي للقضاة وإعادة تنظيم القضاء العدلي والإداري والمالي.
وخلال اجتماعه برئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، سمير ماجول، شدّد رئيس البرلمان، على أهمية دفع محركات الاقتصاد الوطني وخلق الثروة ودفع الاستثمار الخاص بهدف إحداث فرص شغل جديدة لفائدة الشباب وحاملي الشهائد العليا.
وأشار الغنوشي، إلى أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لإنعاش الاقتصاد الوطني وتحريره “من خلال إيجاد الحلول التشريعية اللازمة”.
بدوره قدّم سمير ماجول مقترحات منظمة الأعراف، فيما يتعلّق بمشروع قانون المالية لسنة 2020، الذي من المنتظر أن يصادق عليه البرلمان بداية الأسبوع المقبل.
وشدد رئيس البرلمان، خلال لقائه برئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، شوقي الطبيب، حرص المؤسسة البرلمانية على دعم الحرب على الفساد، ودفع الجهود المبذولة لاجتثاثه من منابعه، ومكافحة جميع أشكاله.
واستقبل راشد الغنوشي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، حيث تناول معه الوضع العام في البلاد، والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها، ومقترحات المنظمة الشغيلة بشأن مشروع قانون المالية لسنة 2020.من جهته، أطلع رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، عبد المجيد الزار، راشد الغنوشي، على مشاغل قطاع الفلاحة والصيد البحري والصعوبات التي يواجهها الفلاحون والبحّارة، وخصوصا معضلة المديونية، مقدما تصوّرات اتحاد الفلاحين للنهوض بالقطاعات.
وأكّد رئيس المجلس، ضرورة العمل على إيجاد حلول هيكلية لمشاكل القطاع الفلاحي، “بما يسهم في خلق الثروة ودفع التنمية وانعاش الاقتصاد الوطني”.
ماذا تخفي اللقاءات ؟
وتتزامن لقاءات رئيس البرلمان راشد الغنوشي، مع استعداد رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي، للإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة والأحزاب المشاركة خلال الأيام القليلة القادمة.
ويرى مراقبون أن راشد الغنوشي يسعى في هذه المرحلة إلى تحسس مواقف المنظمات ومختلف الفاعلين الاجتماعيين من الحكومة الجديدة، خاصة بعد الجدل الذي أثير حول رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي، بشأن مدى استقلاليته، ووقوفه على نفس المسافة من جميع المكونات السياسية.
لكنّ عديد المراقبين، يطرحون تساؤلات حول مآلات هذه اللقاءات، وما إذا كانت ندرج ضمن “طبخة سياسية” يحرص الغنوشي على إنضاجها، ولا يعرف إلى الآن اتجاهها أو مضمونها. وهل أنّ رئيس حركة النهضة، بدأ يمهد لتشكيل حزام سياسي واجتماعي وبرلماني للحكومة المقبلة، التي يتوقع أن يعلن عنها الجملي في غضون الأسبوع الجاري، وفق ما تم الإعلان عنه بشكل رسمي؟
لكن ملاحظين آخرين، يصفون هذه اللقاءات بــ “البروتوكولية”، وهي تتنزل في سياق “تطبيع” وضعه الجديد، كرئيس للبرلمان وليس بصفته الحزبية..