بعد ماراطون الاجتماعات: هل تمكن الحبيب الجملي من رسم خريطة طريق المرحلة المقبلة؟
تونس ــ الرأي الجديد / حمدي بالناجح
يواصل رئيس الحكومة المكلف، الحبيب الجملي، مشاوراته حول تشكيل الحكومة، مع الأحزاب السياسية الممثلة في مجلس نواب الشعب، والكتل البرلمانية، والمنظمات الاجتماعية والوطنية، حيث عقد أكثر من 20 لقاء مع هذه الأطراف، منذ بداية الأسبوع الجاري.
ويرى متابعون، أن توسيع رئيس الحكومة المكلف، دائرة المفاوضات والمشاورات مع مختلف الأطراف، أثبت إلى حد الآن أنه يتمتع بهامش من الاستقلالية والحرية، على عكس ما كان يعتبره البعض من أن تعيين الحبيب الجملي، لا يعدو أن يكون إجراء شكليا وأن خيوط اللعبة ستكون بيد حركة النهضة، التي قامت باختياره.
وتزامنا مع ذلك، فقد انطلقت أمس، أولى المشاورات بين فريق الخبراء الذي كلفه الحبيب الجملي، بصياغة برنامج عمل الحكومة القادمة وممثلي حزبي “قلب تونس” و”التيار الديمقراطي”، و”ائتلاف الكرامة”.
وذكر القيادي بحزب “قلب تونس”، حاتم المليكي، أن اللقاء لم يتطرق إلى مسألة المشاركة في الحكومة من عدمها، بل كان ذو صبغة فنية وتمحور حول منهجية إعداد البرنامج والخطوات المستقبلية.
من جهته، أفاد نائب أمين عام “التيار الديمقراطي”، محمد الحامدي، ان اللقاء مثّل فرصة للتداول حول برنامج عمل الحكومة والتفكير في هيكلتها، إلى جانب الإجراءات العاجلة، التي يمكن اتخاذها في آجال متوسطة وبعيدة، وفق ما نقلت جريدة “الشروق”.
أما ممثل “إئتلاف الكرامة”، سيف الدين مخلوف، فقد أوضح أنه سلّم اللجنة نسخة من البرنامج الانتخابي لحزبه، وجملة من التصورات العامة وضررورات المرحلة المقبلة على المستويين السياسي والاقتصادي.
وتأمل الأحزاب والمنظمات المشاركة في المفاوضات، في أن تنجح اللجنة المذكورة لوضع خطة عمل حكومية واقعية وناجعة وتوافقية بين الجميع، تساعد على الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وتنجح في خلق حزام سياسي وبرلماني واسع، يساعد الحكومة المقبلة على تطبيق إصلاحاتها، وتنفيذ وعودها.
ووفق المعلومات التي توصلت إليها “الرأي الجديد”، فإنّ الحبيب الجملي، تمكن من ضبط تصور أولي عن المحيط السياسي، ومنسوب التوافقات الممكنة مع الأطراف السياسية، ومعرفة درجة التباينات التي تشق المشهد الحزبي البرلماني، ونوعية القضايا التي تشغل النخب السياسية..