وسط مشاورات سياسية لحل الأزمة: استمرار الاعتصام في شوارع لبنان
بيروت ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
يواصل المحتجون اللبنانيون اعتصاماتهم اليوم الجمعة 8 نوفمبر، أمام مؤسسات حكومية، متسببين بإغلاقها، وذلك بعد يوم حافل بالاحتجاجات الحاشدة، في حين يجري رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، والرئيس ميشال عون، المشاورات وسط دعوات لإيجاد حل جذري للأزمة.
واعتصم محتجون أمام أحد مداخل مرفأ بيروت وأغلقوه، ونددوا بما وصفوه بالفساد والهدر الذي يشهده المرفأ، وطالبوا بوقف التهرب الضريبي في كل المعابر البرية والبحرية.
كما تجمع عدد من المحتجين أمام مركز مؤسسة الضمان الاجتماعي في منطقة جونيه بمحافظة جبل لبنان، وتجمع آخرون أمام مبنى هيئة إدارة السير والسيارات في الضاحية الشرقية لبيروت.
واعتصم عدد من طلاب المدارس في مناطق متفرقة للتنديد بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وذلك بعدما شهدت بيروت ومدن أخرى كثيرة أمس مظاهرات لطلاب الجامعات والمدارس.
ويصر المحتجون على رحيل الطبقة الحاكمة، ويضغطون عبر قطع الطرقات ومحاصرة المؤسسات الحكومية لتنفيذ مطالبهم، ومنها تسريع عملية تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة، وانتخابات نيابية مبكرة، ومحاسبة جميع الفاسدين في السلطة، ورفع السرية عن حسابات السياسيين المصرفية.
مشاورات
وفي قصر بعبدا ببيروت، التقى الحريري بالرئيس عون، وقال الحريري في كلمة مقتضبة بعد اللقاء إنه جاء للحديث مع الرئيس وسيواصل المشاورات مع باقي الفرقاء، دون أي يدلي بأي تفاصيل عما دار بينهما.
وفي وقت سابق، برر عون التأخر في الاستشارات النيابية، التي على أساسها يجري تكليف رئيس وزراء جديد، برغبته في استكمال ما وصفها بـ”الاتصالات الضرورية”، حيث لم يحدد بعد موعدا لبدء الاستشارات.
وقال رئيس البرلمان، نبيه بري، إنه مصرٌّ كل الإصرار على تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية، حيث استقال الحريري في 29 أكتوبر على وقع الاحتجاجات.
وحذّر نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، ممن سماهم سرَّاق الحراك الشعبي، معتبراً إياهم من جماعة السفارة الأميركية وبعض جماعة الأحزاب الطائفية الذين يريدون أخذ الحراك إلى مكان آخر، بحسب تعبيره.
أما رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، فقال إن حل الأزمة الراهنة في لبنان يتطلب وجود حكومة من المستقلين ومن غير الحزبيين.
وبدوره، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، في تغريدة على تويتر إنه في خضم انتهاك الدستور وفي أوج المخاطر الاقتصادية الاجتماعية وذروة الحراك، يتشاور السياسيون في كيفية تحسين وتجميل التسوية السابقة التي خربت البلاد، على حد قوله.
يذكر أن رئيس الحكومة، سعد الحريري، قدم استقالته نهاية الشهر الماضي، بعد أن فشل في تقديم الاصلاحات الضرورية القادرة على إسكات الشارع اللبناني.