استمرار الاحتجاجات في لبنان … ومطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وانتخابات مبكرة
بيروت ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
احتشد آلاف المتظاهرين مساء أمس في بيروت ومدن لبنانية عدة تلبية لدعوة التظاهر فيما سمي بيوم “أحد الوحدة”، مجددين مطالبتهم برحيل الطبقة السياسية كلها، كما دعوا إلى الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تمهد لإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
وجاءت تلك المظاهرات بعد ساعات من مظاهرة لمؤيدي الرئيس اللبناني ميشال عون، في محيط القصر الرئاسي تعبيرا عن دعمهم لمواقفه.
وتجمعت أعداد كبيرة من اللبنانيين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية بيروت، وهم يحملون الأعلام اللبنانية ويرفعون شعارات تندد بالطبقة الحاكمة، وتدعو إلى محاسبة من أسموهم الفاسدين.
وتهدف المظاهرات التي جاءت تحت شعار “أحد الوحدة” إلى تجديد المطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، إضافة إلى دعوة الطبقة السياسية، وتحديدا رئاسة الجمهورية، إلى تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة من أجل تسمية رئيس جديد للحكومة، وبإجراءات تشكيل حكومة اختصاصيين تنكب على حل المشاكل العالقة ووضع قانون جديد للانتخابات.
وأقدم المحتجون على قطع عدد من طرق العاصمة بيروت، وفي مناطق لبنانية أخرى، في محاولة منهم للضغط على السلطة السياسية للإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تمهد لإجراء انتخابات نيابية مبكرة. وعملت قوى الأمن على إبعاد المتظاهرين، في محاولة لفتح الطرق.
وشهدت مدينة صيدا جنوبي البلاد حراكا مماثلا، وتجمّع المتظاهرون في تقاطع إيليا بوسط المدينة تحت إجراءات أمنية مشددة يشارك فيها الجيش اللبناني، وعبروا عن رغبتهم في رؤية أفعال وقرارات من الرئاسة اللبنانية لا مجرد تصريحات.
وتحدث بعض المتظاهرين عن منح الرئاسة مهلة ضمنية إلى حدود يوم غد، لرؤية قرارات عملية من قصر بعبدا، حيث يوجد مقر الرئاسة اللبنانية، في سبيل بدء إجراءات تشكيل حكومة جديدة.
مظاهرات بلندن
في غضون ذلك تظاهر عدد من أبناء الجالية اللبنانية في العاصمة البريطانية لندن، تأييدا للحراك الشعبي في لبنان، وتعبيرا عن رفضهم للطبقة السياسية الحاكمة.
وردد المتظاهرون شعارات تحمّل المسؤولين الحاليين مسؤولية تفشي الفساد، وتندد بسوء إدارة الاقتصاد اللبناني. كما طالبوا بإخضاع كل من يتولى منصب مسؤولية للمحاسبة، وعبروا عن رغبتهم في تغيير شامل في لبنان يتيح لهم العودة إلى بلادهم للعيش فيها بكرامة.
مظاهرة لتأييد عون
في المقابل، تظاهر آلاف اللبنانيين خارج قصر بعبدا الرئاسي دعما للرئيس ميشال عون.
وعلى هامش المظاهرة، قال الرئيس اللبناني إن الشعب فقد ثقته بدولته، مشددا على وجوب العمل لترميم هذه الثقة.
وأضاف ميشال عون، في كلمة توجه بها إلى الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا قرب القصر، أن هناك خريطة طريق وضعت لمعالجة ثلاثة ملفات، هي الفساد والاقتصاد والدولة المدنية.
وأشار عون إلى أن تحقيق هذه النقاط ليس سهلا، متعهدا بمحاربة الفساد وتحسين الاقتصاد وبناء دولة مدنية.
وحذر الرئيس اللبناني، من تحول الوضع إلى ساحة ضد ساحة ومظاهرة ضد أخرى، معتبرا أن الفساد متجذر منذ عشرات السنين.
من جهته، دعا وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ورئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، إلى توحيد المظاهرات أيضا، فقال “نحن هنا لا لنناقض الناس (المحتجين) بل لنقويهم ونقف معهم ونكمل كلنا سويا”.
وعبّر باسيل عن رفضه استغلال الاحتجاجات الشعبية لإسقاط الرئيس اللبناني.
كما تحدث أمام الحشود فقال منتقدا تحركات المحتجين، “بدلا من قطع الطرقات على الناس فلنقطع الطريق على النائب الذي يرفض إقرار هذه القوانين، وعلى السياسي الذي يهرب من المحاسبة، وعلى القاضي الذي لا يريد المحاسبة ولا تطبيق القانون”، واعدا بمحاسبة الفاسدين.
المصدر : الجزيرة + وكالات