مستقبل تنظيمات الإرهاب بعد مقتل زعيم “داعش”: انزواء أم تصاعد ؟؟؟
أبو ظبي ــ الرأي الجديد
أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” يوم الأحد (٢٧ أكتوبر الجاري) خلال مؤتمر صحفي، عن نجاح القوات الأمريكية في قتل زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي “أبو بكر البغدادي”، بعد تفجير سترته الناسفة، وعدد من أتباعه، مع إلقاء القبض على آخرين، في حين لم يسقط أي قتلى في صفوف القوات الأمريكية. وتحدث الرئيس “ترامب” عن أن العالم سيصبح أكثر أمنًا بعد مقتل “البغدادي”.
ومع مقتل “البغدادي” انشغل الباحثون بالإجابة على تساؤل حول مستقبل التنظيم، وقد انقسموا إلى تيارين رئيسيين. يرى التيار الأول أن مقتل زعيم التنظيم الإرهابي لن يؤثر على التنظيم، ولن يؤدي إلى اختفائه، ويضربون مثالًا على ذلك بعدم اندثار تنظيم “القاعدة” بعد مقتل زعيمه السابق “أسامة بن لادن” في عام ٢٠١١، حيث لا يزال لدى “داعش” الكثير من الفروع التي لا تزال نشطة ولديها قدرة على تنفيذ هجمات إرهابية.
وفي ظل توقع بعض الدول الغربية أن يثأر أتباع التنظيم لمقتل زعيمه، فقد بدأت في اتخاذ الإجراءات الأمنية الاحترازية، ولا سيما مع تحذير وزير الداخلية الفرنسي “كريستوف كاستانير” من هجمات انتقامية محتملة عقب مقتل “البغدادي”.
في حين يرى التيار الثاني أن مقتل “البغدادي” سيكون له تأثير على التنظيم لا يمكن إنكاره، ولا سيما في وقت يعاني من مرحلة من الاندثار بعد فقدانه الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، وأنه في ظل الأزمات الداخلية والهيكلية التي تواجه التنظيم، فقد يتفتت، مع توقعات بأن قيادات التنظيم التي جاءت من تنظيم “القاعدة”، ستعود مجددًا له، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى توقع استعادة “القاعدة” نفوذها وقوتها، واستعادتها قيادة التنظيمات الإرهابية، مع خفوت تنظيم “داعش”.
وسيستغل الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مقتل زعيم تنظيم “داعش” في تحسين صورته داخل الولايات المتحدة، ولا سيما مع انتقادات الديمقراطيين والجمهوريين له -على حد سواء- بسبب قراره بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، الأمر الذي أعطى الضوء الأخضر لمهاجمة حلفاء واشنطن “الأكراد”، فضلًا عن قلقهم من أن يؤدي الانسحاب إلى استعادة التنظيم قوته بما يشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية. ومن شأن مقتل “البغدادي” تهدئة تلك المخاوف، وتعزيز موقف الرئيس الأمريكي الذي يواجه تحقيقًا بمجلس النواب من أجل عزله.
المصدر: مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة