الرجال الستة الذين يتحكمون في الشأن اللبناني: بين السقوط.. والإستمرار
بيروت ــ الرأي الجديد (وكالات + مواقع إلكترونية)
في خطوة لم يتوقعها كثيرون، نزل عشرات آلاف اللبنانيين إلى الشوارع وصبّوا جام غضبهم على النخبة السياسية، في تحد نادر للعائلات السياسية من مختلف الطوائف وأمراء الحرب الذين يقول هؤلاء إنهم أوصلوا البلاد إلى حد الخراب.
وفي مؤشر لتصاعد حجم النقمة الشعبية، بدا لافتا خروج مظاهرات غاضبة في مناطق محسوبة على تيارات سياسية نافذة، أحرق ومزق فيها المتظاهرون صورا لزعماء وقادة سياسيين، رافعين الأعلام اللبنانية لا الحزبية، ومطالبين بكسرة خبز ولقمة عيش بعيدا عن الانتماءات والحسابات الطائفية الضيقة.
وفي غضبة اللبنانيين التي عاشتها شوارعهم طيلة الأيام الماضية، لم يسلم أي زعيم، مسيحيا كان أو مسلما، من غضب المحتجين، في استعراض نادر للوحدة في بلد تمزّقه الطائفية وتتحكم في مفاصله السياسية وتحدد أسقف مواقفه وتحركاته.
وفي غضبتهم أيضا، تجاوز اللبنانيون سقوف الأزمة الاقتصادية التي حركتهم في يومهم الأول، وامتد خطابهم وشعاراتهم ومواقفهم إلى النظام السياسي الذي يحكمهم ويتحكم في مصائرهم طيلة عقود من الزمن. تشي هتافات اللبنانيين وشعاراتهم بتمرد واضح على النظام السياسي الذي أفرزته الحرب الأهلية وتواضع عليه سياسيو لبنان في الفترة اللاحقة عليها.
ويمكن تلمس بداية اهتزاز في التحالفات القائمة، وفي التفاهمات التي تشكلت على أساسها الحكومة الحالية، حيث أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن استقالة وزرائه من الحكومة، ووجه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله انتقادات واضحة لبعض شركائه في الحكومة، وأمهلهم رئيسها سعد الحريري وقتا قصيرا لتقديم حلول مناسبة للأزمة.
وبينما دخل الشارع كقوة غير منظمة وغير مؤطرة، يمكن الحديث عن عدد من القادة السياسيين الذين يتحكمون إلى حد كبير في مفاصل المشهد السياسي اللبناني مع وجود قوى أخرى أقل تأثيرا وأضعف حضورا.
ومن أبرز هؤلاء القادة والزعماء ما يلي:
ميشال عون.. رئيس الجمهورية
وهو عسكري وسياسي لبناني، تراوحت حياته بين قيادة الجيش اللبناني والاصطلاء بنيران الحرب الأهلية والسير بين ألغام السياسة، قبل أن يذهب إلى منفاه الفرنسي ثم يعود إلى بلده ليؤسس حزب التيار الوطني الحر.
ترأس عون سنة 1988 بوصفه قائد الجيش اللبناني حكومةً انتقالية بمرسوم من الرئيس أمين الجميل في اليوم الأخير من ولايته، وبموازاة مع حكومة أخرى يترأسها الدكتور سليم الحص.
دخل في مواجهات دامية مع الجيش السوري في لبنان ثم مع قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
لجأ عون إلى السفارة الفرنسية في منطقة الحازمية ببيروت يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 1990، ومنها جرى ترحيله يوم 29 أغسطس/آب 1991 برا إلى شاطئ ضبية، ومنها إلى قبرص، ومنها إلى باريس عبر بارجة حربية فرنسية.
انتهت فترة منفى عون في فرنسا وعاد إلى بيروت يوم 7 أغسطس/آب 2005، وأسس يوم 18 سبتمبر/أيلول 2005 حزب التيار الوطني الحر.
ترشّح عون للانتخابات النيابية اللبنانية فحصدت كتلته 21 نائبا من مجموع 128 نائبا هم عدد أعضاء البرلمان اللبناني.
وقّع في 6 فبراير/شباط 2006 وثيقة تفاهم مع حزب الله، فدخل بقوة في الاستقطاب الثنائي بين كتلة الموالاة وكتلة المعارضة، ومنذ ذلك الحين يعد التيار الوطني الحر أبرز القوى المشكلة لفريق 8 آذار (حزب الله وحلفائه).
تحسنت علاقة عون بسوريا بعد سنوات من العداء السياسي، وزارها حيث التقى رئيسها بشار الأسد يوم 3 ديسمبر/كانون الأول 2008.
في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016 انتخب النواب اللبنانيون ميشال عون رئيسا للجمهورية، ليكون بذلك رئيس الجمهورية الـ13 في لبنان، لتنهي هذه الخطوة سنتين ونصف السنة من الشغور في منصب الرئاسة.
نبيه بري.. رئيس مجلس النواب
زعيم سياسي شيعي لبناني، ولد في سيراليون قرب مناجم الماس، وعاش في لبنان وسط ألغام السياسة حيث يعد ثابتا من ثوابت مشهدها ما بعد الطائف. تميز بقدرته على إدارة التناقضات بتعايشه مع عشرات الحكومات واحتفاظه برئاسة مجلس النواب مرات عدة.
نشط نبيه بري في المجال السياسي منذ شبابه من خلال الحركة الطلابية، وترأس الاتحاد الوطني للطلبة اللبنانيين، وشارك طوال سنوات دراسته في العديد من المؤتمرات الطلابية والسياسية.
برز -في خضم التحولات التي شهدها لبنان في سبعينيات القرن العشرين- إلى جانب الزعيم الشيعي موسى الصدر في حركة المحرومين، وتولى فيها مسؤوليات الإعلام والتنسيق مع الأحزاب، كما قاد حركة المقاومة الوطنية في مواجهة الاعتداءات والاحتلال الإسرائيلي عام 1978.
انتخب عام 1980 رئيسا لحركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل)، ولعب دورا في “انتفاضة السادس من شباط ضد النظام الفئوي” التي ساهمت في تحريك الأوضاع في اتجاه اتفاق الطائف بين الفئات اللبنانية.
أصبح منذ اتفاق الطائف -وكذلك حركته “أمل”- لاعبا أساسيا في السياسة اللبنانية الداخلية وتحالفاتها الخارجية، وظل جزءا من التيار المقرب من سوريا، وكان واحدا من رموز “تيار المقاومة” إلى جانب حليفه الشيعي ومنافسه سابقا حزب الله اللبناني.
نجح منذ 1992 في الاحتفاظ بمنصبه في رئاسة مجلس النواب اللبناني، وفرض نفسه رقما أساسيا في المعادلة السياسية، وبقي “دولة الرئيس” الذي لا منافس له، والثابت وسط الزوابع فعايش عشرات الحكومات برئاسات مختلفة.
سعد الحريري.. رئيس الحكومة
رجل أعمال وسياسي سني لبناني، اغتيل أبوه ففرض عليه السير في حقل ألغام الداخل اللبناني وتقاطعات الصراعات الإقليمية، ساند ثوار سوريا، كلفه رئيس البلاد ميشال عون بتشكيل حكومة جديدة، وبعد عام من رئاسة الحكومة أعلن استقالته من العاصمة السعودية الرياض، قبل أن يتراجع لاحقا عن الاستقالة.
لم يشتغل بالسياسة في حياة أبيه الذي اغتيل بتفجير موكبه في بيروت يوم 14 فبراير/شباط 2005 مما وضعه بدائرة الضوء ليصبح أحد أهم أقطاب السياسة اللبنانية.
تزعم سعد الحريري تيار المستقبل، وشكل “تكتل قوى 14 آذار”، الذي ضم قوى سياسية، من أبرزها تيار المستقبل بزعامته والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب والقوات اللبنانية.
اتهم “التكتل” الحكومة السورية وحلفاءها في لبنان (قوى 8 آذار) بالضلوع في اغتيال الحريري، وقام بسلسلة مسيرات ومظاهرات في ما عرفت -في أدبياته- بـ”ثورة الأرز”، وطالب بخروج القوات السورية من لبنان وتشكيل محكمة دولية لمحاكمة كل المتورطين في اغتيال الحريري.
انتخب الحريري عام 2005 نائبا في البرلمان ثم أعيد انتخابه لدورة البرلمان لعام 2009، وتمكنت “قوى 14 آذار” من الحصول على الأكثرية النيابية في الدورتين.
ويوم 27 يونيو/حزيران 2009 كلف سعد الحريري من قبل الرئيس بتشكيل الحكومة، لكنه واجه صعوبات عديدة ليعلن يوم 10 سبتمبر/أيلول 2009 اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة.
وفي 16 من الشهر نفسه أعاد رئيس الجمهورية تكليفه بتشكيل الحكومة، وذلك بعد أن أعادت أكثرية أعضاء مجلس النواب تسميته لرئاسة الحكومة بالاستشارات النيابية، وبعد حوارات ومفاوضات شاقة مع مختلف التيارات السياسية استطاع الحريري أن يعلن عن تشكيل حكومته الأولى بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2009.
وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 كلف الرئيس ميشال عون سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة بعد تأييد معظم النواب والكتل البرلمانية، ولا سيما كتلة التغيير والإصلاح التي كان يرأسها عون.
وبهذا التكليف يعود سعد الحريري الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2009 و2011 إلى السرايا الحكومي في إطار صفقة تسوية أدت إلى انتخاب عون رئيسا يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016 منهيا فراغا في الموقع الأول للبلاد استمر 29 شهرا.
فجر الحريري أزمة سياسية ودبلوماسية تطورت لاحقا إلى أزمة بين لبنان والسعودية بعد إعلانه في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 استقالته من رئاسة الحكومة، وذلك في خطاب متلفز من العاصمة الرياض بثته وسائل إعلام سعودية.
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وصل إلى بلاده (لبنان) وأعلن بعد لقاء له بالرئيس ميشال عون عن التراجع عن استقالته بعد طلب من الرئيس، وجدد دعوته إلى النأي بالنفس عن كل ما يمس الأشقاء العرب، حسب قوله.
حسن نصر الله.. زعيم حزب الله
زعيم سياسي شيعي لبناني، يشغل منصب الأمين العام لحزب الله منذ 1992، تعلم في لبنان والعراق وإيران، وحقق الحزب بقيادته نجاحات مهمة في مقاومة إسرائيل، لكن مشاركته في إخماد الثورة السورية شوهت سمعته وأضرت بشعبيته عربيا وإسلاميا.
شارك نصر الله خلال عامي 1982 و1989 في مهمات تنظيمية عدة داخل حركة المقاومة التي أطلقها حزب الله، ساهم خلالها في بناء الكوادر وتعليمها وتحضيرها “للمقاومة والجهاد”.
سافر سنة 1989 إلى مدينة “قم” في إيران حيث يوجد ثاني مركز ديني للشيعة، ثم عاد بعد سنة واحدة إلى لبنان. وكان يرى أن قوة العلاقات الإيرانية السورية ستوفر لحزب الله أفضل الظروف لأداء عمله.
اختاره الحزب مطلع 1992 ليكون أمينه العام خلفا لعباس الموسوي الذي اغتالته وقتها إسرائيل، وشكلت عملية “تصفية الحساب” التي شنها الجيش الإسرائيلي على حزب الله في يوليو/تموز 1993 التجربة الأولى لنصر الله بوصفه أمينا عاما للحزب، إذ عزز موقعه كرأس حربة للمقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.
تحوّل نصر الله -مع خروج حزبه منتصرا من عملية “عناقيد الغضب” العسكرية التي نفذتها إسرائيل ضده 1996- إلى رمز للمقاومة، وذاع صيته في العالم العربي والإسلامي.
استطاع الحزب بقيادة نصر الله -الذي يلقبه أنصاره “سيد المقاومة”- تحرير معظم الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي (ما عدا مزارع شبعا غير المأهولة) في مايو/أيار 2000، بعد احتلال دام 22 عاما للجنوب اللبناني.
تمكّن نصر الله في يناير/كانون الثاني 2004 من تسجيل نجاح مهم تمثل في تنظيم عملية أشرف عليها شخصيا لمبادلة جثث ثلاثة جنود إسرائيليين مقابل الإفراج عن نحو أربعمئة أسير لبناني وعربي معتقلين في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى استعادة جثث لبنانيين وعرب -من بينها جثة ابنه هادي- سقطوا في مواجهات مع الإسرائيليين بعد وساطة طويلة قامت بها ألمانيا.
ظهرت على الساحة السياسية اللبنانية أصوات تطالب بنزع سلاح الحزب وتسليمه إلى الدولة اللبنانية، لكن نصر الله رفض بشدة الضغوط الدولية التي تجسدت في القرار رقم 1559 عام 2005 الذي طالب بسحب سلاح المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، في إشارة إلى حزب الله والمليشيات الفلسطينية.
صعدت أسهم الحزب في الأوساط الشعبية العربية والإسلامية بفضل خطابات نصر الله التي تعلي من نهج المقاومة العسكرية لإسرائيل، ثم تعزز هذا الصعود بصموده وأدائه العسكري خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في حرب 2006.
تسبب قرار الحزب بالمشاركة العسكرية في الحرب في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري -رغم رفض رسمي وسياسي لبناني واسع- في تراجع صورته داخل الوطن العربي والإسلامي، وكذلك هبوط شعبية أمينه العام.
وليد جنبلاط.. رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي
ينتمي جنبلاط إلى عائلة سياسية عريقة لعبت دورا أسياسيا في تاريخ وحاضر لبنان السياسي منذ عقود من الزمن، وخصوصا في منطقة جبل لبنان، حيث برز العديد من الأمراء الجنبلاطيين الذين تولوا إدارة منطقة جبل لبنان أيام الحكم العثماني، ومنهم بشير جنبلاط الأول والثاني.
كما لعبت جدة وليد السيدة نظيرة جنبلاط دورا هاماً في مرحلة الانتداب الفرنسي والسنوات الأولى للاستقلال، ومهدت السبيل لوالده الزعيم كمال جنبلاط الذي شكل محطة أساسية على صعيد الحياة السياسية في لبنان والمنطقة.
دخل جنبلاط الميدان السياسي بعد مقتل أبيه في مارس/آذار 1977، واتهم في أكثر من مناسبة المخابرات السورية بتدبير اغتياله.
وخلال الحرب الأهلية اللبنانية عرفت مواقفه السياسية تقلبات عدة، فخاض معارك ضد المسيحيين المارونيين (القوات اللبنانية) أعداء السوريين، ثم قام بعد ذلك بتفريغ منطقة الجبل الجنوبي من المسيحيين وصار زعيما أوحد للمنطقة، كما قضى على المرابطين (التنظيم المسلح للسنة في لبنان) في وقائع دامية سنة 1992.
وافق عام 1989 على اتفاقية الطائف، وانضم إلى الحكومة اللبنانية المشكلة حينها، وظل عضوا في الحكومات المتعاقبة وزيرا لشؤون المهجرين حتى عام 1998 غداة اختيار إميل لحود رئيسا للبنان.
ظل حليفا لسوريا في الجبل إلى تاريخ وفاة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وإبعاد حليفه قائد الأركان السورية السابق حكمت الشهابي عن وظيفته، فبدأ يبتعد عن دمشق.
دعم الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري سنة 2000 وتحالف -خلال تشريعيات أغسطس/آب من العام نفسه- مع أحزاب المعارضة المسيحية المناهضة لسوريا.
وبعد اغتيال الحريري سنة 2005 أسس حركة 14 آذار مع شخصيات سياسية بينها سعد الحريري وسمير جعجع، وكان أحد رموز ما عرفت بثورة الأرز المطالبة بانسحاب سوريا من لبنان.
بيد أن هذا التحالف لم يستمر طويلا، حيث بدأ جنبلاط بشكل تدريجي في تغيير موقفه السياسي جانحا إلى معسكر المعارضة بقيادة حزب الله وحركة أمل.
وفي يناير/كانون الثاني 2011، حدد موقفه من الأزمة في لبنان عقب سقوط حكومة سعد الحريري، وأعلن اصطفافه إلى جانب قوى 8 آذار في تسمية نجيب ميقاتي رئيس حكومة في لبنان.
وقد أيد الثورة السورية (التي اندلعت عام 2011) ووصف نظام بشار الأسد بالوحشي، وأعلن أن بشار نجح في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2014 على أشلاء المعذبين والمخطوفين والقتلى، كما تحدث عن خيانة الغرب للثورة السورية.
وهاجم قرار حزب الله بالدخول في الحرب السورية والقتال إلى جانب بشار الأسد، ووصفه بالخطأ التاريخي والأخلاقي.
وقال إن ذلك القرار لم يراع الرأي العام اللبناني، وإنه كان من الأفضل للحزب أن يركز على عدوه الرئيسي إسرائيل.
سمير جعجع.. رئيس حزب القوات اللبنانية
سياسي لبناني وقائد سابق لمليشيا القوات اللبنانية، ظهر اسمه أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
تعرض للسجن ثم أفرج عنه بعد خروج الجيش السوري من لبنان، ليتزعم حزب الكتائب أحد أبرز التيارات المؤلفة لفريق 14 آذار، وترشح عام 2014 لرئاسة لبنان.
التحق جعجع عام 1975 بمليشيا حزب الكتائب التي شكلت فيما بعد نواة حزب “القوات اللبنانية”. وفي 1976 كان حزب الكتائب حليفا لسوريا ثم ما لبث أن انقطع التحالف بينهما عندما وقفت سوريا إلى جانب الفلسطينيين، ودخل الحزب في حرب مع سوريا سنة 1977.
وفي عام 1989 أعلن جعجع قبوله باتفاقية الطائف، وعيّن وزيرا في حكومة رئيس الوزراء عمر كرامي يوم 24 ديسمبر/كانون الثاني 1990 إلى أن استقال وعيّن بدلا منه روجيه ديب.
اعتقل في أبريل/نيسان 1994 بعد الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في كسروان ومصرع عشرة أشخاص، وفي هذه المدة تمّ حل حزب الكتائب، كما اتهم أثناء المحاكمة بالضلوع في اغتيال رئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون وعائلته واغتيال رئيس الوزراء السابق رشيد كرامي.
وبعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري واندلاع ما سميت بثورة الأرز وانسحاب الجيش السوري من لبنان، صوّت البرلمان اللبناني يوم 18 يوليو/تموز 2005 على إطلاق سراحه، ونفذ القرار في الـ26 من الشهر نفسه.
عُرف جعجع بنقده اللاذع للوجود السوري في لبنان، وأسس مع وليد جنبلاط وسعد الحريري تحالف 14 آذار، وهو من أكبر الداعين لتجريد حزب الله من سلاحه، ويصف الحزب بأنه دولة داخل دولة.
المصدر: (وكالات + مواقع إلكترونية + الرأي الجديد)