“واشنطن بوست”: قمع النشطاء في مصر يمكن أن يغذي عودة الإسلاميين
القاهرة ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
جاءت افتتاحية “واشنطن بوست” في الشأن المصري اليوم السبت 19 أكتوبر 2019، بعنوان “الانتقام الوحشي ضد النشطاء يمكن أن يغذي عودة الإسلاميين”.
وتحدثت الصحيفة عن أحد هؤلاء النشطاء وهي إسراء عبد الفتاح التي كانت مؤيدة بارزة للانقلاب العسكري عام 2013 والذي أتى بعبد الفتاح السيسي إلى السلطة.
وكانت من بين الوجوه القيادية في الثورة الشعبية خلال الربيع العربي عام 2011، وشأنها شأن العديد من الليبراليين العلمانيين انقلبت ضد حكومة الرئيس الراحل محمد مرسي المنتخبة معتقدة أنها كانت تحاول تنصيب ديكتاتور إسلامي، وبناء على ذلك وضعت ثقتها في مزاعم السيسي بإعادة الديمقراطية.
لكنها الآن تقبع في السجن وتتعرض للتعذيب بعد أن اختطفت، كما تحكي على لسان محاميها، من سيارتها في ضواحي القاهرة من قبل أفراد من الأمن بملابس عادية السبت الماضي، والذين قادوها إلى مكان احتجاز مجهول تعرضت فيه لضرب شديد وخنقت بسترتها الرياضية التي كانت ترتديها حتى فقدت وعيها، ثم أجبرت على الوقوف لنحو ثماني ساعات ويداها مقيدتان فوق رأسها قبل ربطها بعمود.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسراء واحدة من مجموعة من النشطاء والصحفيين والمفكرين المصريين الذين أيدوا السيسي ضد جماعة الإخوان المسلمين فقط ليجدوا أنفسهم أهدافا مستباحة لما سميت “أقمع ديكتاتورية في تاريخ مصر الحديث”، حيث سجن العديد منهم أو أجبروا على النفي الطوعي في السنوات الأخيرة.
وأضافت “واشنطن بوست”، أنه منذ اندلاع الاحتجاجات الواسعة المفاجئة ضد الحكومة في 20 سبتمبر، اختطف عدد من أولئك الذين بقوا وسجنوا رغم أنه لم يكن لهم علاقة بالاحتجاجات الجديدة، مثل المحامية ماهينور المصري والناشط السياسي والصحفي خالد داود والصحفي مصطفى الخطيب وإسراء نفسها التي قضت الآن معظم فترة حكم السيسي خلف القضبان.
وذكرت الصحيفة، أن هؤلاء الأشخاص ليسوا مؤيدين لجماعة الإخوان التي شيطنها السيسي واعتاد إقناع داعميه في الغرب، بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالحاجة إلى أسلوب حكمه القاسي.
وقالت أيضا إن هؤلاء هم المصريون الذين يتطلعون لبناء نظام ديمقراطي في أكثر الدول العربية اكتظاظا بالسكان، على أساس حرية التعبير والتجمع والانتخابات الحرة والنزيهة. وهم الذين عارضوا الحكم الإسلامي لدرجة أن البعض رحب بالتدخل العسكري لمنعه.
وأردفت الصحيفة، أنه من خلال تعريضهم للسجن والتعذيب والنفي، لا يظهر السيسي ضعف نظامه فقط الذي فزع من موجة متواضعة من الاحتجاجات، بل إنه يضمن أن البديل الوحيد للحكم العسكري في مصر سيكون إسلاميا.
وختمت بأن هذه نتيجة تتعارض تماما مع المصالح الأميركية، ونتيجة تدعمها إدارة ترامب بأكثر من مليار دولار من المساعدات العسكرية السنوية للقاهرة.
المصدر : (واشنطن بوست)