أحداثأهم الأحداثدولي
أردوغان: الجامعة العربية متناقضة وقراراتها متخبطة
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قرار الجامعة العربية، بخصوص عملية نبع السلام ضد إرهابيي “ي ب ك” بأنه متخبط ومتناقض ولن يقدم أو يؤخر.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أردوغان على هامش اجتماع القمة السابعة لـ”المجلس التركي”، للدول الناطقة بالتركية بالعاصمة باكو.
وقال أردوغان مخاطبا قادة الدول العربية الذين أصدروا البيان، “تتخذون قرارات متخبطة ووفق أهوائكم بخصوص تركيا.. قراراتكم لن تقدم أو تؤخر”.
وأضاف، “لم تقدموا قرشا واحدا من أجل الإخوة العرب السوريين الهاربين من البراميل المتفجرة، نحن من اعتنينا بهم بحكم الأخوة”.
وأردف الرئيس التركي، “إن الذين أخرجوا سوريا من الجامعة العربية، يسعون لإعادتها إلى الجامعة بعد عملية نبع السلام. يا له من تناقض !”، مشددا على أنّ بلاده “مصممة على إنهاء عملية نبع السلام”.
وقال رجب طيب أردوغان، “اتخذت تركيا عبر عملية نبع السلام خطوة لا تقل أهمية عن عملية السلام بقبرص عام 1974″، مضيفا “لمن يدّعي أنّ “نبع السلام” تستهدف الأكراد وتضعف محاربة داعش وتغيّر التركيبة السكانية وتعرقل الحل السياسي في سوريا، أقول لهم ادعاءاتكم كاذبة وافتراء وبهتان.. نحن نستهدف الإرهابيين فحسب”.
وأكد أردوغان، أن إرهابيي “بي كا كا” و”ي ب ك” الذين تلقوا التدريب شمالي سوريا هم المسؤولون عن الأعمال الإرهابية التي تستهدف قوات الأمن والمدنيين في الآونة الأخيرة.
وشدّد الرئيس التركي، على أن هذا التنظيم الإرهابي” ي ب ك/ بي كا كا” أجبر السكان المحليين على النزوح من مناطقهم التي يحتلها، علاوة على تجنيده الأطفال ما بين أعمار 13و15 عاما، وإرسالهم إلى جبال قنديل (معقل التنظيم الإرهابي شمالي العراق).
وخاطب أردوغان دول الاتحاد الأوروبي، قائلًا، “لماذا الاتحاد الأوروبي لا يرى الأمهات اللاتي يبكين منذ أسابيع أمام مقر الحزب المعروف (الشعوب الديمقراطي) في ولاية دياربكر(جنوبي تركيا) وهن يحملن صور أبنائهن(الذين اختطفهم وجندهم بي كاكا الارهابي)؟ لماذا لا يرسلون نوابهم إلى هناك؟ هيا أرسلوهم إلى هناك وليستمعوا إلى الأمهات، ولكن هذا لا يروق لهم”.
وتابع، “سواء أراق ذلك أو لم يرق لهم، فإننا مستمرون بكل عزم في طريقنا، فأولئك (ي ب ك/ بي كا كا) قاموا بتطهير عرقي، وقتلوا معارضيهم، ورغم أن كل هذا موثق من قبل المنظمات الدولية، إلا أنه لا يصدر أي صوت إزاء ذلك”.
وأشار الرئيس التركي، لوجود صور لزعيم منظمة “بي كا كا” الإرهابي (عبد الله أوجلان) في السجن الذي أُخلي منه عناصر “داعش” شمالي سوريا.
وقال طيب أردوغان مخاطبا دول أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، “هل تركيا عضو في حلف الناتو؟ نعم. وهل بلدان الاتحاد الأوروبي جميعها تقريبا أعضاء في الناتو؟ نعم.. إذا منذ متى يتم الدفاع عن التنظيمات الإرهابية ضد عضو في الناتو”.
وأردف، “لن تنكسر عزيمتنا في سحق المنظمات الإرهابية، على الرغم من الذين يقودون ناصيتها من محاور الشر”.
ولفت إلى أن تركيا أكثر دولة تتعرض لخطر الإرهاب بسبب موقعها الجغرافي.
وأوضح أردوغان، “عشنا العديد من الأحداث خلال تاريخ نضالنا ضد الإرهاب الممتد لنحو 40 عاما، وشاهدنا الكثير من ألاعيب حلفائنا والدول التي كنا نعتقد أنها صديقة لنا، لكن لم يسبق لنا وتعرضنا للتناقض في ازدواجية المعايير حيال محاربة الإرهاب، كما تعرضنا له خلال الأزمة السورية”.
واستطرد، “شاهدنا كيف تم تزويد منظمة إرهابية وحشية بثلاثين ألف شاحنة أسلحة وذخائر تحت ذريعة محاربة داعش، ولم يمض سوى أسبوع على إرسالهم 400 شاحنة محملة بالذخائر والمعدات والأدوات لتلك المنظمة عبر العراق، بنفس الطريقة التي أرسلت بها 400 طائرة شحن”.
وأكد الرئيس التركي، أن منظمة “بي كا كا” مدرجة على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية، وأن تنظيم “ب ي د” وذراعه المسلح تنظيم “ي ب ك” يتحركان مع منظمة “بي كا كا”.
ومضى قائلًا، “لذلك فإننا الآن نعلن إنشاء منطقة آمنة على مسافة 444 كيلومترًا من الغرب إلى الشرق و32 كلم من الشمال إلى الجنوب، سيأتي إليها اللاجئون الذين في بلدنا”.
وأطلق الجيش التركي، يوم الأربعاء الماضي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “بي كا كا/ ي ب ك” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على “الممر الإرهابي”، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.