أمريكا تواصل سحب قواتها من شمال سوريا تزامنا مع سيطرة القوات التركية على بعض المدن
دمشق ــ الرأي الجديد (متابعات)
أرسل الجيش التركي وقوات المعارضة السورية تعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة منبج غربي الفرات بريف حلب الشرقي، وذلك بعد إعلان ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية توصلها إلى اتفاق مع النظام السوري من أجل تسليمه مدينتي عين العرب (كوباني) ومنبج.
وقالت المعارضة السورية أن قواتها ستتقدم إلى مدينة منبج إذا وصلت أرتال عسكرية للنظام إلى المدينة.
وتقع منبج غربي نهر الفرات، ولم تنفذ تركيا ولا المعارضة أي عملية عسكرية فيها ضمن عملية نبع السلام، التي تركزت بين مدينتي رأس العين وتل أبيض شرقي نهر الفرات شمالي سوريا.
وكانت الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا أعلنت أنها اتفقت مع النظام السوري على نشر قواته على امتداد الحدود السورية التركية لصد ما وصفته “بالعدوان التركي”، وقال التلفزيون السوري إن وحدات عسكرية بدأت التحرك نحو الشمال.
وأوضحت الإدارة الكردية، في بيان سابق، أنه تم الاتفاق مع الحكومة السورية “التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية، ليتدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية”.
وذكرت الإدارة الكردية أن هذا الاتفاق يتيح الفرصة أيضا لتحرير المدن السورية الأخرى التي دخلها الجيش التركي مثل عفرين، حسب تعبيرها.
وقال مسؤول قوات الدفاع في الإدارة الذاتية الكردية، عصمت شيخ حسن، إن الإدارة توصلت إلى اتفاق مع روسيا يقضي بتسليم مدينة عين العرب (كوباني) إلى النظام السوري، مضيفا أن من المتوقع دخول قوات النظام السوري الليلة إلى المدينة.
من جهته، قال مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي ياسين أقطاي، إن بلاده ماضية في عمليتها العسكرية “نبع السلام” رغم ما أُعلن عن اتفاق بين ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري يسمح بدخول قوات النظام لمناطق الشمال الشرقي لسوريا.
سحب القوات الأمريكية
من جهته قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، إن الرئيس دونالد ترامب أمر ببدء سحب نحو ألف جندي أميركي من الشمال السوري.
وكتب ترامب على موقع “تويتر قائلا، إن من الذكاء عدم الانخراط في القتال العنيف الجاري على الحدود التركية السورية. في حين دعت فرنسا وألمانيا إلى وقف العملية التركية ضد المقاتلين الأكراد.
وذكر وزير الدفاع الأميركي، أن “قوات سوريا الديمقراطية” عقدت اتفاقا مع النظام السوري وروسيا، مضيفا أن القوات الأميركية بالشمال السوري باتت في وضع سيئ للغاية.
وأوضح أن بلاده تستعد لسحب جنودها بعدما علمت أن تركيا تنوي توسيع هجومها الراهن جنوبا وغربا.
من جهته قال الرئيس الأميركي، إن الذين جرّوا أميركا خطأ إلى حروب الشرق الأوسط ما زالوا يحاولون دفعها للقتال، ولا يدركون فداحة قراراتهم الخاطئة، مضيفا -في تغريدة له على تويتر- أن تركيا والأكراد يقاتلون بعضهم البعض منذ سنين عديدة، وواشنطن تراقب الوضع عن كثب.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولَين أميركيين أن واشنطن تبحث خططا لسحب قواتها من الشمال السوري، وأن الجيش الأميركي سيسحب على الأرجح معظم قواته هناك خلال أيام وليس أسابيع، وذلك بوتيرة أسرع من المتوقع، في ظل تصعيد العملية التركية.
وأضاف المسؤولان الأميركيان أن واشنطن تنظر في عدة خيارات لسحب قواتها من الشمال السوري، مشيرين إلى أن سحب كامل القوات قد يتطلب أسبوعين أو أكثر.
مطالبات بوقف العملية
سياسيا، طالبت كل من فرنسا وألمانيا، تركيا بوقف العملية العسكرية ضد ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية في مناطق شمال شرق سوريا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب القمة التي جمعته بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في باريس، إن هذه العملية العسكرية تسببت في وضع إنساني لا يمكن تحمله، وزادت من مخاطر عودة تنظيم الدولة.
من جانبها قالت ميركل إنها تحدثت مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأبلغته بضرورة وضع حد للعملية العسكرية.
وفي سياق متصل، قالت الرئاسة الفرنسية عقب اجتماع عاجل للحكومة، إن فرنسا ستتخذ إجراءات في الساعات المقبلة لضمان سلامة جيشها وأفرادها المدنيين في شمال شرق سوريا.
ولدى فرنسا قوات خاصة في المنطقة في إطار مشاركتها في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة.
وتنفذ القوات التركية مع قوات “الجيش الوطني السوري” التابع للمعارضة، منذ يوم 9 أكتوبر الجاري، عملية عسكرية أُطلق عليها “نبع السلام” لطرد الوحدات الكردية من المناطق الحدودية الواقعة شرق نهر الفرات شمال سوريا، وإقامة “منطقة آمنة” تقول أنقرة إنها ستعمل على إسكان اللاجئين السوريين فيها.
المصدر : (الجزيرة + وكالات)