تونس: إغلاق مكاتب الاقتراع وسط هبّة شبابية واسعة في عمليات التصويت بجميع الولايات
تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية
أغلقت منذ قليل، مكاتب الاقتراع بجميع المحافظات التونسية، بعد أن أدلى التونسيون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، التي جرت اليوم بتونس، في الجولة الثانية التي يتنافس فيها كل من المرشح المستقلّ، قيس سعيّد، الأكاديمي وأستاذ القانون الدستوري، ومرشح حزب “قلب تونس”، نبيل القروي، رجل الأعمال والإعلام.
ووفق السيد التليلي المنصري، عضو الهيئة المستقلة للانتخابات، فإنّ المؤشرات الأولية المتوفرة، تشير إلى أنّ نسبة التصويت ستبلغ حوالي 60 في المائة، قياسا بالجولة الأولى التي لم تتجاوز نسبة 45 في المائة.
وأوضح المنصري في تصريح إعلامي، أنّ حركية التصويت، تختلف عن المواعيد الانتخابية السابقة، وخاصة الجولة الأولى من “الرئاسية”، والانتخابات التشريعية.
وقال عضو هيئة الانتخابات، أنّ الهيئة ستعلن عن النتائج الأولية مساء اليوم، ومن المتوقع أن تقدّم جميع الأرقام والتفاصيل، يوم الثلاثاء على أقصى تقدير.
مناخ انتخابي شفاف
وأكد محمد مرزوق، عضو منظمة “مراقبون”، المتخصصة في رقابة الانتخابات، أنّ “المناخ الانتخابي كان على أحسن ما يرام، ولم تشهد العملية الانتخابية، أي تجاوز من شأنه الإخلال بمصداقية الانتخابات ونزاهتها”، وفق تقديره.
وترددت على مراكز الاقتراع منذ صباح اليوم، جحافل من الشباب التونسي، الذين تدفقوا في شكل تجمعات من خمسة إلى عشرة أشخاص، للتصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وسارع الشباب في خطوة غير مسبوقة، إلى الحضور بكثافة في عديد مراكز الاقتراع، سيما في العاصمة تونس، والجنوب، وبعض ولايات الشمال الشرقي، فيما كانت نسبة حضور كبار السنّ أضعف من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية.
وبادر بعض سائقي سيارات الأجرة (تاكسي)، إلى تقديم خدمات بدون مقابل لنقل الناخبين، رغم اعتراض نقابة التاكسي، التي أصدرت بيانا في هذا الغرض.
شباب بإقبال مكثف
ولاحظ شهود عيان، أنّ سيارات وحافلات كانت تحمل شبابا قادما من عديد الولايات، إلى مراكز الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم، في هبّة تشير إلى رغبة جامحة لكسر العزوف في المواعيد الانتخابية السابقة، “ولإعطاء رسالة إلى النخب والطبقة السياسية، بأنّ الانتخاب استحقاق وطني، لكنّه أمانة لا يمكن أن تضيع”، وفق ما علّق لطفي الرحيمي، لــ /الراي الجديد/، وهو يخرج من مكتب الاقتراع بمدرسة العمران الأعلى بالعاصمة.
كانت نسبة تصويت الشباب في الجولة الأولى للرئاسية، ضعيفة، وتكرر الأمر في الانتخابات التشريعية الأحد الماضي، بحيث كانت تتراوح بين 42 و45 في المائة، وفزعت النخب بسبب هذا العزوف، الذي أقضّ مضجع الجميع. ومع إيقاف نبيل القروي في السجن بتهمة الفساد والتهرب الضريبي، تغيرت معادلات الاختيار، لتميل في اتجاه المرشح الثاني، قيس سعيّد، رغم أنّه لم يفصح عن برنامج واضح للحكم.
نسبة تصويت عالية
ويصل عدد المسجّلين في الانتخابات، إلى أكثر من 7 ملايين ناخب تونسي، تم توزيعهم على ما يفوق 4 آلاف مركز اقتراع، موزعة على جميع محافظات البلاد الأربع والعشرين، بالإضافة إلى مراكز الاقتراع في الخارج.
وكانت نسبة الاقتراع في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، في حدود 45 بالمائة، ويرجح مراقبون، أن ترتفع هذه النسبة إلى ما يزيد عن 60 بالمائة خلال الجولة الثانية.
وتعدّ هذه الانتخابات الرئاسية، الثانية من نوعها التي يخوضها التونسيون بعد استحقاق 2014، الذي تنافس عليه في الدور الثاني، الرئيسين، الدكتور المنصف المرزوقي، والراحل الباجي قايد السبسي.
يذكر أنّ نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، التي من المنتظر أن تعلن عنها هيئة الانتخابات يوم الثلاثاء المقبل على أقصى تقدير، ستلقي بظلالها على المشهد البرلماني والحكومي، وسط ترقب شديد من الطبقة السياسية في تونس، لمآلات النتائج، التي ستؤثر على التحالفات الحزبية، وعلى اختيار منصب رئيس الحكومة ورئيس البرلمان.