سعيّد والقروي.. اختلاف في المنهجية والخطاب والاستراتيجيا..
تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية
اختتم قيس سعيّد، (مستقل)، ونبيل القروي (رئيس حزب “قلب تونس”)، المرشحان للانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية، المناظرة التلفزيونية التي دارت منذ قليل، بعد نحو ساعتين من الحوار الثنائي.
وركّز قيس سعيّد في المناظرة، على تغيير السياسات، لكي تصبح سياسات نابعة من الشعب، عبر مجالس محلية (جهوية) منتخبة، تعيد الاعتبار للمواطنين، وتشركهم في صنع القرار.
وأعلن عن نيّته “اقتراح عدد من مشاريع القوانين، لتفعيل مضمون الدستور التونسي”، الذي وصفه بكونه، “أفضل الدساتير العربية على وجه الإطلاق”.
واعتبر سعيّد (61 عاما)، أنّ التطبيع مع الكيان الصهيوني، يرتقي إلى مرتبة الخيانة العظمى، معلنا رفضه القبول بأي إسرائيلي يدخل التراب التونسي، واصفا الكيان الإسرائيلي بــ “العدو”، قائلا: “كل من يتعامل مع العدوّ، يعدّ خائنا تجب محاكمته”، على حدّ تعبيره.
وأوضح نبيل القروي (58 عاما)، أنّه “مع قانون لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني”، معتبرا أنّ “تونس تتعامل مع اليهود، ولا تتعامل مع غيرهم”، في إشارة إلى الصهاينة، لكن دون أن يسميهم.
ولفت القروي، إلى أنّ البلاد تحتاج إلى مشاريع اقتصادية، ومشروعات لتشغيل الشباب، واعدا بأن يجوب البلاد، إذا ما تمّ انتخابه لرئاسة الجمهورية، “من أجل تغيير أوضاع الناس، الذين لم تغيّر الحكومات المتعاقبة منذ الثورة، من ظروفهم المعيشية”، حسب قوله.
وأعلن عن حزمة من مشاريع القوانين في المجال الاقتصادي والمالي والاجتماعي، لتغيير أوضاع الناس المتردّية.
وانتقد القروي منافسه بالقول “إنّ برنامجك، شبيه بألعاب “والديزني”، واصفا كلامه بــ “الرومانسي”، وردّ قيس سعيّد عليه بالقول: “الشباب التونسي ليس دمى متحركة، بل إنّه قاد ثورة، وهو يصنع التاريخ من جديد”..
وبالإضافة إلى موضوعات كثيرة طالت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والقانونية، تطرق سعيّد إلى الملف الليبي، مبرزا أنّ تونس التي تتهيّأ لكي تدخل مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم للمرة الرابعة في تاريخها، “لا بد أن تلتزم بالشرعية الدولية، التي لديها قرارات بشأن ليبيا، وعلينا أن ندفع باتجاه حلحلة الملف الليبي بشكل أفضل”.
من جهته، أبرز القروي، “أنّ ليبيا وتونس، بلد واحد وشعب واحد، وتاريخ مشترك، وهي العمق التونسي”، معتبرا أنّ تونس ضيّعت فرصة لعب دور متقدّم في ليبيا، تاركة للقوى العظمى الاضطلاع بهذا الدور، وأبرز في هذا السياق، “أنّ تونس لا يمكن أن تتحرك في الملف الليبي، إلا بالتنسيق مع الجزائر، فأمن ليبيا من أمن تونس والجزائر”.
وأكد أنّه يتعيّن على الطرفين، العمل على أن يكونا جزء من الحلّ في الوضع الليبي الصعب.
وأنهى المرشحان حملتهما الدعائية المتأخرة، مساء اليوم، في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، بتجمعين شعبيين لتقديم برنامجهما الانتخابي، وسط حضور مكثف من الجانبين.
وكان نبيل القروي، أوقف يوم 23 أغسطس الماضي في السجن، بتهمة التهرب الضريبي وتبيض أموال، وغادره بعد شهر ونصف الشهر من الإيقاف التحفظي، حرم خلالها من القيام بحملة انتخابية في الجولة الأولى من “الرئاسية”، كما حرم من حضور الحملة الانتخابية لحزبه في الانتخابات التشريعية، فيما قرر منافسه قيس سعيّد، عدم خوض حملته الانتخابية، للجولة الثانية، تضامنا معه.
ويدخل التونسيون اليوم السبت، يوم “الصمت الانتخابي”، الذي يمنع فيه الناخبون، أو المرشحان، من خوض أي حملة دعائية، أو الإدلاء أو نشر أي تصريح صحفي، وفق ما ينص عليه القانون الانتخابي، الذي يتضمن الكثير من العقوبات، لعلّ أبرزها إسقاط الترشح أو بعض الأصوات على الأقلّ.
ويتوجه الناخبون التونسيون بعد غد الأحد إلى صناديق الاقتراع، لاختيار رئيس لبلادهم، لفترة 5 سنوات (2019 ــ 2024)، وسط توقعات بارتفاع نسبة التصويت إلى مستوى أعلى عما كانت عليه في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، عندما استقرت عند 45 في المائة.
وكان التونسيون، صوتوا الأحد المنقضي، لانتخاب برلمان جديد من 217 عضوا، تصدّرت حركة النهضة، نتائجها، يليها حزب “قلب تونس”، الذي يتزعمه، نبيل القروي.