ارتفاع حصيلة القتلى في العراق … ودعوات لانتخابات تشريعية مبكرة
بغداد ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
قالت الشرطة العراقية ومسعفون، اليوم السبت 5 أكتوبر 2019، إن عدد القتلى جراء الاضطرابات العنيفة المستمرة منذ أربعة أيام إرتفع إلى 72 قتيلا بالإضافة إلى مئات المصابين.
يأتي ذلك في الوقت الذي رفعت فيه السلطات حظر التجول الذي فرضته قبل أيام في بغداد وتحداه المحتجون.
وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية ارتفاع عدد الضحايا خلال المظاهرات إلى 73 قتيلا وأكثر من ثلاثة آلاف جريح، فيما أكد مصدر طبي ارتفاع الأعداد إلى مئة قتيل وألفي مصاب.
وقالت مصادر إعلامية إن ثلاثة من الجسور الخمسة التي تؤدي إلى وسط العاصمة بغداد قد فُـتحت، بينما استمرت السلطات في إغلاق جسري التحرير والسنك اللذين يربطان وسط بغداد بالمنطقة الخضراء مغلقين.
وأضافت المصادر أن السلطات سمحت للناس بالمرور في ساحتي التحرير والسنك مع استمرار وجود عدد كبير من قوات الأمن في الطرق التي تؤدي إلى هاتين الساحتين.
وذكر ناشطون في بغداد أن الحركة محدودة اليوم السبت بعد رفع حظر التجوال الذي فرضته السلطات العراقية لاحتواء الاحتجاجات، وأن أغلب المتاجر أغلقت أبوابها خوفا من التطورات الأمنية.
وكانت المفوضية أعلنت أمس مقتل ستين شخصا خلال الاحتجاجات المستمرة منذ الثلاثاء الماضي على سوء الأحوال المعيشية.
لكن مصدرا طبيا عراقيا أفاد لإحدى الوكالات، اليوم، بأن أعداد القتلى وصلت إلى مئة وهي في ازدياد بسبب وجود إصابات في حالة خطرة، مشيرا إلى أن المستشفيات تعاني من نقص في المستلزمات والدم المطلوب لإسعاف المصابين.
ولفت المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إلى أن أعداد المصابين أكبر مما يعلن عنه، لأن بعضهم يفضل عدم التوجه إلى المستشفيات الحكومية خوفا من الاعتقال، وفق المصدر الطبي.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إلى أن وسط العاصمة بغداد تحول إلى ساحة حرب بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين توافدوا صباحا وكأنهم يتجهون إلى أعمالهم.
ردود السلطات
ويعقد البرلمان العراقي اليوم جلسة عاجلة لبحث ملف المظاهرات، وقد دعا رئيسه، محمد الحلبوسي، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إلى إجراء تحقيق فوري في الأحداث، ومحاسبة المعتدين على المتظاهرين من القوى الأمنية.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة العراقية للاستقالة حقنا للدماء، وطالب في بيان بإجراء انتخابات مبكرة تحت إشراف أممي.
وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع، محمد رضا آل حيدر، في كتلة “سائرون” المدعومة من الصدر، قال إن قرار تعليق الكتلة في مجلس النواب سيستمر إلى حين تقديم رئيس الوزراء العراقي برنامجا وطنيا يرضي المتظاهرين وينقذ الموقف.
بدوره دعا رئيس تحالف النصر البرلماني، حيدر العبادي، لانتخابات برلمانية مبكرة في العراق، لتلافي الفشل الحكومي وانسداد أفق العملية السياسية.
من جهته، أعرب رئيس البرلمان عن أسفه لسقوط عدد كبير من المتظاهرين الذين قال إن سلاحهم الوحيد كان الكلمة، وحث رئيس الوزراء على إجراء تحقيق فوري في الأحداث ومحاسبة المعتدين من قوى الأمن على المتظاهرين.
وعلى الصعدي الدولي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قوات الأمن إلى التحلي بضبط النفس واحترام حرية التعبير خلال التظاهرات التي يشهدها العالم، وذلك في بيان لم يذكر فيه أي بلد بالإسم.
ويشهد العراق احتجاجات عنيفة منذ الثلاثاء، بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب.
ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لاستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إثر لجوء قوات الأمن للعنف من أجل احتواء الاحتجاجات.
(المصدر : الجزيرة + وكالات)