أزمة القضاة والمحامين: صراع بين جناحي العدالة … ودعوات لتكوين “لجنة حكماء”
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
يشهد المرفق القضائي شللا نتيجة الخلاف بين القضاة والمحامين، منذ الأسبوع الماضي، حيث أعلن القضاة الإضراب لمدة أسبوع احتجاجا على اعتداء عدد من المحامين على وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس، فيما نفّذ المحامون يوم أمس “يوم غضب” وطني.
ويقول القضاة إنهم يخوضون اليوم معركة كرامة، من أجل هيبة القاضي، ومن أجل صون حرمة القضاء، فيما يتمسك المحامون بالدفاع عن حق الدفاع وبحقهم في اختيار طريقة الدفاع والولوج إلى القضاء.
وكانت هيئة المحامين نفذت إحتجاجها بعد إحالة عدد من المحامين على التحقيق، على خلفية ما حصل في المحكمة الابتدائية الأسبوع الماضي، بعد اقتحام أعضاء من هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، مكتب وكيل الجمهورية، وما تردد عن العبث بالوثائق التي كانت في مكتبه، وفق رواية القضاة، التي ينفيها محامو هيئة الدفاع.
وفي مساع لرأب الصدع بين الطرفين، قال رئيس احاد القضاة الإداريين، في تصريح لجريدة “الشروق”، في عددها الصادر اليوم السبت 28 سبتمبر، أنه يجب اعتبار أن القضاة والمحامون خصوم ومتنافسين، داعيا إلى ضرورة عودة علاقات الاحترام المتبادلة بين الطرفين.
ومن جهته، أفاد الكاتب العام الأسبق للهيئة الوطنية للمحامين، بوبكر بالثابت، أنه من المفروض أن تكون العلاقة بين القضاة والمحامين، علاقة موضوعية، فالمحامي يدافع عن الحقوق والحريات باستقلالية، والقاضي هو مكلف بتطبيق القانون والنطق بالأحكام في كنف الحيادية والترجيح بين المصالح والحقوق.
وأضاف، “حان الوقت لتكريس مبدأ التعاون بين جناحي العدالة وتكوين لجنة من الحكماء، مكونة من المحامين والقضاة، ليتدخلوا لحل الخلاف وتجاوز المآخذ من كلا الطرفين، ومنع التصرفات والممارسات غير اللائقة”.