عز الدين سعيدان: أسباب الركود الاقتصادي “سياسية” … ولا يمكن للدينار أن يتعافى بعد الانتخابات
تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)
قال الخبير الاقتصادي، عز الدين سعيدان، أن الاقتصاد اليوم يكاد يكون متوقفا والبلاد لم تعد تسجل أي نمو ولا أي استثمارات، مشيرا إلى أن أسباب هذا الوضع سياسية بحتة، ولا يمكن للدينار التونسي أن يتعافى بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة.
وأرجع عز الدين سعيدان، أسباب التحسن الطفيف في سعر الدينار التونسي، إلى التفويت في عدد من المؤسسات، مثل بنك “الزيتونة” و “الزيتونة تكافل” لمستثمرين أجانب مع تواصل عملية الاقتراض والتي وفرت العملة الصعبة.
وأوضح سعيدان، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، اليوم الخميس 26 سبتمبر، أن هذه العملة كان من المفروض توجيهها لاحتياطي العملة لاستغلالها لسداد الديون الهامة، ولكن السلط المعنية عملت على التدخل بصفة مكثفة في سوق الصرف وتمكين البنوك من العملة الصعبة بأسعار منخفضة، بما ساهم في ارتفاع سعر الدينار، في حين تم استعمال جزء من العملة الصعبة للرفع من مستوى احتياطي العملة دون أن ننسى الدين الخارجي الذي أصبح حاليا يمثل مائة بالمائة من الناتج الداخلي الخام وتساوي نسبة الفائدة الخاصة بهذا الدين 3 نقاط نسبة النمو السنوي.
وتابع سعيدان، “هذا يعني أن ديون تونس تضاعفت من أجل تحقيق انتعاشة مصطنعة ووقتية للدينار” علما وأن الدين الخارجي قد ارتفع بأكثر من 70 بالمائة خلال عامين حسب إحصائيات البنك المركزي التونسي، حيث انتقل من 62 مليار دينار سنة 2016 إلى 105 مليار دينار في نهاية 2018، وفي سنة 2019 هذا التوجه المكثف نحو التداين كان متبوعا بإصدار 700 مليون أورو في بداية السنة والذي مكن من فتح مجموعة من الديون الأخرى.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الميزان التجاري، لسنة 2018 كان في مستوى كارثي وانتهى بتسجيل عجز في حدود 19.2 مليار دينار مما أسهم بشكل كبير في تراجع قيمة الدينار، وفي سنة 2019 تفاقم عجز الميزان التجاري بنسبة 20 بالمائة نهاية النصف الأول، ولا يمكن القول بالتالي أن الانتعاشة المؤقتة للدينار هي نتاج تحسن الميزان التجاري، وفق قوله.
وأكد عز الدين سعيدان، أنه لا يمكن للبلاد احتمال هذه الوضعية أكثر من ذلك، لأن الارتفاع المصطنع للدينار أدى إلى تفاقم الميزان التجاري، كما أن التحويلات المنجزة من قبل المؤسسات الأجنبية المرتكزة بتونس بعنوان أرباح سنة 2018، استفادت من هذه الانتعاشة.