تونس تشارك في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك
تونس ــ الرأي الجديد
يرأس وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، الوفد التونسي المشارك في أشغال الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي تنعقد هذا العام تحت شعار “دفع الجهود متعددة الأطراف للقضاء على الفقر وتوفير تعليم ذي نوعية جيّدة والتصدي للتغيّر المناخي وتعزيز الإدماج”، في الفترة الممتدة 23 و 27 سبتمبر الجاري.
وتكتسي مشاركة تونس، هذا العام في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية خاصة، حيث تستعد بلادنا بداية من 01 جانفي القادم للانضمام إلى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم للفترة 2020-2021.
وبهذه المناسبة، أجرى خميس الجهيناوي، لقاءات مع عدد من سامي المسؤولين الأمميين، حيث أعرب عن ترحيب تونس باعتماد الإعلان السياسي حول التغطية الصحية الشاملة، مستعرضا أهم ما حققته بلادنا في هذا المجال، داعيا إلى مزيد تشريك القطاع الخاص في جهود التغطية الصحية الشاملة وتعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف قصد تنفيذ الإعلان السياسي وتحقيق أجندا التنمية المستدامة 2030.
وشارك الجهيناوي، وفق بلاغ للوزارة اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2019، في أشغال المنتدى رفيع المستوى حول “الأمن الغذائي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في إفريقيا، أي دور للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي”، الذي يهدف إلى تعزيز أطر التعاون المتبادل مع جميع الهيئات الدولية والإقليمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لاسيما منها القضاء على الجوع وضمان الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة.
وخلال لقاء جمعه مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام “جان بيير لاكروا”، أعرب وزير الشؤون الخارجية عن اعتزام تونس تعزيز تعاونها مع إدارة عمليات السلام خلال ولايتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2020-2021 واستعدادها لزيادة مساهماتها في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة.
من جهته، رحب المسؤول الأممي بمساهمات تونس في هذه العمليات مشيدا بمستوى الموظفين التونسيين الذين تتمّ دعوتهم للعمل في هذا المجال، حيث تشارك تونس في سبع بعثات أممية، بما في ذلك بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي.
من جهة أخرى، ترأس وزير الشؤون الخارجية خميّس الجهيناوي، الاجتماع الوزاري السابع للجنة تنسيق الشراكة الإفريقية – العربية بحضور عدد من وزراء الشؤون الخارجية العرب والأفارقة والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه.
وتطرق الاجتماع خاصّة إلى الاستعدادات لعقد القمة العربية – الإفريقية الخامسة في 25 نوفمبر القادم، بالمملكة العربية السعودية وآخر المستجدات حول خطّة العمل العربية – الإفريقية المشتركة وآلية التمويل.
وخلال كلمة ألقاها بالمناسبة، أشاد وزير الشؤون الخارجية بدور جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي في دفع الشراكة العربية والإفريقية.
ورحّب خميس الجهيناوي، باستضافة المملكة العربية السعودية للقمة العربية والإفريقية الخامسة المزمع عقدها موفى السنة الحالية، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل الإعداد المحكم لهذه القمة لتحقيق نقلة نوعية في علاقات الشراكة.
وشارك وزير الخارجيو أيضا، في الاجتماع السنوي الوزاري التشاوري لمجلس جامعة الدول العربية، الذي تناول تطورات القضية الفلسطينية والهجوم الإرهابي على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية والاستعدادات لانعقاد المؤتمر الأول لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل والتعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية.
وجدّد الوزراء المشاركون في الاجتماع وقوفهم إلى جانب المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على حدود 04 جوان 1967، وعاصمتها القدس الشريف، ودعمهم للمساعي الفلسطينية في التصدي للانتهاكات المستمرة لسلطات الاحتلال للقانون الدولي وللشرعية الدولية.
ولدى التطرق إلى الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية، جدّد وزير الشؤون الخارجية إدانة تونس الشديدة لهذا العدوان غير المسبوق، مؤكدا وقوف تونس إلى جانب المملكة وتأييدها في ما ستتخذه من إجراءات لضمان أمنها واستقرارها على ضوء نتائج التحقيقات ذات الصلة.
لقاءات
وأجرى وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، سلسلة لقاءات مع وزراء خارجية عدد من الدول الشقيقة والصديقة المشاركين في أشغال الدورة، حيث التقى مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم، حول سبل دفع علاقات التعاون الثنائي المتميزة التي تجمع تونس والجزائر في شتى المجالات وأهمية مواصلة التنسيق الأمني بين البلدين لمجابهة التحديات المشتركة.
وتطرق الوزيران إلى تطورات الأوضاع في المنطقة ولاسيما الوضع في القطر الليبي، مؤكّدين على أهمية تضافر جهود المجموعة الدولية وخاصّة دول الجوار لدعم مسار التسوية الأممي وتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وعودة الحوار بين الفرقاء الليبيين لتجاوز الأزمة الراهنة والتوجه نحو الحل السلمي.
وخلال لقائه مع نظيرته السودانية، أسماء محمد عبد الله، أشاد وزير الشؤون الخارجية بتقدم مسار الانتقال السياسي في السودان لاسيما إثر تشكيل حكومة جديدة تحظى بالشرعية، مؤكدا أن تونس لن تدخر جهدا خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي 2020-2021 من أجل مساندة السودان الشقيق خلال هذه المرحلة الانتقالية.
من جانبها، نوهت الوزيرة السودانية بنجاح تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس، معربة عن رغبة السلط السودانية في الاستلهام من هذه التجربة بما يحقق مصلحة الشعب السوداني الشقيق.
واتفق الطرفان خلال هذا اللقاء، على تكثيف التعاون والتواصل بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة وعلى ضرورة تكثيف نسق انعقاد اللجان المشتركة السياسية والفنية.
وكان لخميس الجهيناوي، لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، “لودجي دي ماريو”، تطرق إلى سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي بين البلدين لاسيما في المجالات ذات الأولوية، كما بحث الجانبان جملة من المسائل والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين على أهمية مزيد التشاور بين البلدين من أجل تعزيز السلم والأمن في المنطقة.