“التايمز”: مصر مقبرة تحت حكم “السيسي” … والبلاد تسير نحو الأسوأ
مصر ــ الرأي الجديد (وكالات)
حثّت صحيفة “التايمز” البريطانية، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على الاستماع إلى المعارضة “لا أن يكمم الأفواه”.
وقالت الصحيفة، تحت عنوان: “أصم على ضفاف النيل”، إن “مصر تحت حكم السيسي يسودها صمت المقابر. فالكثير من المعارضين في السجون وآخرون في المنفى. والحريات العامة في تراجع، كما تتعرض وسائل التواصل الاجتماعي للرقابة الشديدة، والشرطة تسارع إلى استجواب الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان”.
وأضافت، أن “المعارضة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك كانت تتعرّض أيضا للقمع، ولكن الناس كانوا يجدون هامشا من الحرية إذا لم ينتقدوا الديكتاتور أو الجيش بشكل مباشر، ولكن اليوم لم يعد هذا الهامش موجودًا”.
وهذا ما أدى، حسب الصحيفة، إلى ما وصفته بانفجار “غضب شعبي”، في مظاهرات دعا إليها رجل معروف على نطاق ضيق يقيم في الخارج، فاجأ بها الحكومة.
وبينما كان الرئيس السيسي في نيويورك، يقابل الرئيس ترامب، كانت أجهزة الأمن في القاهرة، تحاول فهم الاحتجاجات على مزاعم الفساد في الجيش وهي تتوسّع في المدن المصرية.
وتتوقع الصحيفة، أن تتكرّر هذه الاحتجاجات، بعد صلاة الجمعة، لكن يظل حجم الاستجابة للنداءات التي وصفتها بالمستنيرة أمرا ستكشفه الأيام القادمة.
وقد سارعت الشرطة، إلى ميدان التحرير مخافة أن تتطور إلى ثورة شبيهة بتلك التي اندلعت منذ 8 أعوام، مطالبة بالإصلاحات الديمقراطية.
وقد كانت بعض الشعارات التي رفعت في الاحتجاجات الأخيرة شبيهة بشعارات 2011 من بينها “يسقط يسقط حكم العسكر”.
وأحصت منظمات حقوق الإنسان، اعتقال 356 شخصا، كما حذرت وسائل الإعلام المحلية المصريين من ارتياد أماكن التجمعات العامة.
وذكرت الصحيفة، أن هناك أكثر من فرضية بشأن هذه الاحتجاجات التي تبدو عفوية، من بينها أنها بتحريض من جناح معارض للسيسي داخل الجيش، أو أنها دليل على صراع بين أجنحة في النظام.
أما السلطات فألقت باللوم على جماعة الإخوان المسلمين، وحملتها مسؤولية الاضطرابات.
ورأت “التايمز”، أن شرائح واسعة من الشعب المصري تعاني من الفاقة.
فقد قبل المصريون، وفقا للصحيفة، سيطرة السيسي على الحكم لأنه وعدهم بالاستقرار الاقتصادي وبحمايتهم من الإرهاب، فكانوا مخيرين بين السيسي وتنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن المصريين ظروفهم لم تتحسّن، بل تسير البلاد نحو الأسوأ، أما الجنرالات فيزدادون ثراء على ثراء.
وأشارت إلى أنه على السيسي أن يتوقف عن بناء القصور الرئاسية الجديدة ويسمح للصحفيين بالتحقيق في مزاعم الفساد.