مرشحون يفصحون عن برامجهم: الخلط بين رئاسة الحكومة ومهام رئاسة الجمهورية
تونس ــ الرأي الجديد / حمدي بالناجح
انطلقت اليوم الاثنين 2 سبتمبر الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها يوم 15 سبتمبر، وذلك بمشاركة 26 مرشحا تم الإعلان عنهم رسميا يوم السبت الماضي.
وتعلقت تعهدات بعض المرشحين للانتخابات، بتحسين ظروف عيش المواطنين، فيما ركّز آخرون على ضرورة تغيير النظام السياسي أو الانتخابي، من أجل تسهيل عمل الائتلاف الحاكم القادم، باعتبار ما يتميز به النظام السياسي الحالي من تكبيل لعمل الحكومة والسلطات الثلاث، وفق تعبيرهم.
وأفاد مرشح حزب “تحيا تونس”، يوسف الشاهد، خلال الإعلان عن انطلاق حملته الانتخابية تحت شعار “تونس أقوى” ، أنه سينطلق في زيارة لمختلف ولايات الجمهورية لتقديم برنامجه الذي يضم 10 محاور أساسية فيها 45 تعهدا.
وبين الشاهد أن هذا البرنامج مبني على رؤية واقعية ودراية بالواقع التونسي ودواليب الدولة، بالإضافة إلى معرفته بكل العراقيل والمكبلات في البلاد.
واعتبر الشاهد، أنه لن يكون هناك جدوى من تغيير الدستور، والنظام السياسي، “لأن ذلك لن يغير حياة التونسيين وسيضيع الكثير من الوقت”، مضيفا أنه من الأجدى القيام بتغييرات تمس النظام الانتخابي والقانون الداخلي للبرلمان لضمان شفافية الحياة السياسية.
وشدد يوسف الشاهد، على أنه سيحرص على عدم تدخل عائلة الرئيس في السياسة وفي شؤون الدولة، بالإضافة إلى مراجعة آليات رفع الحصانة عن كل متهم في قضية فساد.
وقال المرشّح للانتخابات الرئاسيّة عن حزب البديل التونسي، مهدي جمعة، في افتتاح حملته الانتخابية، أنه يسعى من خلال ترشحه، إلى تطبيق القانون على الجميع واحترام علويته، مشيرا من جانب آخر إلى أنه سعى من خلال برنامجه إلى إيجاد حلول ووضع برامج تعالج مختلف الصعوبات والإشكاليات الاجتماعية، على غرار مشاكل البطالة والهجرة غير النظامية.
وشدد، من جانب آخر، على موقفه الرافض لكل أشكال الإرهاب والتطرف، مؤكدا دعمه لحرية الفكر والإبداع.
ودعا في سياق متصل، الناخبين إلى عدم تكرار نفس أخطاء انتخابات سنتي 2011 و2014 ، حاثا إياهم على اختيار من هو قادر على تنفيذ الوعود، مؤكدا أن حزب البديل التونسي يعمل منذ ما يزيد عن عامين، على الاستماع إلى مشاغل مختلف مكونات الشعب التونسي مع محاولة ايجاد الحلول المناسبة والعملية لها.
من جهته، أكّد المرشح عن حزب “بني وطني، سعيد العايدي، خلال افتتاح حملته الانتخابية من ولاية تطاوين اليوم، على مسؤولية رئيس الدولة في تحقيق الوحدة الوطنية، والعمل على تطوير العلاقة بين دول المغرب العربي، وانجاز مشاريع خاصة بين تونس وليبيا.
وشدّد على ضرورة تحسين الخدمات الأساسية الضرورية بالولايات المهمشة.
وقال إنّه اختار أن تنطلق حملته الانتخابية من تطاوين لنظرا لأهمية الجنوب وحتى تكون الدولة موجودة في كل المناطق، وفق قوله.
تغيير الدستور
بدوره، تعهد المرشح المستقل عمر منصور، بالعمل على تغيير الدستور منتقدا في الوقت نفسه النظام السياسي الحالي الذي لم يحقق الأهداف المرجوة منه، حسب تعبيره.
وأوضح منصور، بأنه سيلتزم بصلاحيات الرئيس وفق الدستور وسيعمل في الوقت نفسه، على محاولة إقناع الرأي العام والذهاب إلى إصلاح النظام السياسي من خلال الاستفتاء الشعبي.
وأكد المرشح أنه سيعمل على وضع خطة محكمة لمكافحة الإرهاب، ووضع حد له في بلادنا من خلال إرساء جهاز استخباراتي قوي، لديه كافة الإمكانيات التكنولوجية.
وأشار إلى أنه سيلتزم بثوابت الدبلوماسية التونسية القائمة على العمل مع المجتمع الدولي “في إطار الندية”، وعدم التدخل في شؤون الغير، إضافة إلى إعادة فتح سفارة تونسية في دمشق.
حمائية قطاعية
أما المرشح عن حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري، لطفي المرايحي، فقد تعهد لدى افتتاح حملته في معتمدية مارث من ولاية قابس، بتطبيق القانون على الجميع، وتغيير المنوال الاقتصادي، إضافة إلى المحافظة على المرجعية العربية الإسلامية والتحكم في الثروات الوطنية.
وقال المرايحي، إن الشعب التونسي أمام فرصة لتغيير الأوضاع اليوم، مشددا على أهمية أن تعود السيادة للشعب وبناء الديمقراطية.
وتابع في هذا الإطار “كفانا من القانون الذي يقاس بمكيالين.. ونحن نعيش وضعا اقتصاديا، يتطلب تصرفا عاجلا، لذلك لابد أن يقوم اقتصادنا اليوم على السياسة الحمائية القطاعية الذكية”.
وشدد المرشح على “ضرورة تغيير المنوال الاقتصادي لأن المنوال الحالي بصدد خدمة مصالح العائلات النافذة”، مؤكدا أهمية التحكم في الثروات الوطنية لارتباطها بسيادة البلاد، وفق تعبيره.
دعم الفلاحة
وخلال لقائه بالمواطنين صباح اليوم في أول يوم لحملته الانتخابية بساحة الشهيد بمدينة الرقاب التابعة لولاية سيدي بوزيد، تعهد الهاشمي الحامدي مرشح “تيار المحبة” للانتخابات الرئاسية، “برفع راية العدل والدفاع عن الفقراء والمظلومين” في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، وذلك بإبلاء القطاع الفلاحي والفلاحين والقطاع الصحي ما يستحقان من عناية.
ودعا الهاشمي الأهالي إلى العمل على حث كل التونسيين لانتخابه، وانتخاب أكثر عدد ممكن من المرشحين للانتخابات التشريعية باسم “تيار المحبة” في مختلف أنحاء البلاد من أجل القطع مع “الظلم والاحتقار للمناطق الداخلية المهمشة”، وارتفاع الأسعار واستبداد الحكومات التي تعاقبت على البلاد منذ اندلاع ثورة الحرية والكرامة، على حد تعبيره.