لماذا اختارت حركة النهضة “مورو” للانتخابات الرئاسية ؟ سياسيون يتحدثون لــ “الرأي الجديد”
تونس ــ الرأي الجديد / حمدي بالناجح
اختارت حركة النهضة، إثر اجتماع مجلس الشورى أمس، ترشيح نائب الرئيس عبد الفتاح مورو للانتخابات الرئاسية، بعد جدل واسع بين خيار المكتب التنفيذي، ترشيح شخصية من الخارج، وخيار المجلس، ترشيح شخصية من داخل الحزب.
المواقف على الصعيد السياسي والحزبي في تونس، اختلفت وتعددت في تناولها لهذا الترشيح..
تحسين شروط التفاوض
فقد اعتبر القيادي بحزب التيار الديمقراطي، غازي الشواشي، إن ترشيح حركة النهضة لعبد الفتاح مورو للانتخابات الرئاسية، “خطوة في مكانها السليم، باعتبار أن الأحزاب السياسية تطمح للوصول إلى الحكم، وخوض الاستحقاقات الانتخابية بأسماء مرشحيها”.
ولفت الشواشي، في تصريح لــ “الرأي الجديد”، إلى أنها قد تكون مغامرة سياسية أيضا في التحالفات المستقبلية للحزب، وكذلك في تموقعها داخل الحكم، باعتبار أنها فشلت في بناء تحالف جديد لدخول الانتخابات، خاصة مع مرشح حركة “تحيا تونس”، يوسف الشاهد، الذي أخّر ترشحه من أجل إيجاد توافقات مع النهضة، لكنه فشل في ذلك، مرجحا أن حركة النهضة قد تسعى لتحسين شروط النفاوض وتسحب مرشحها، وفق تعبيره.
وتابع القيادي بالتيار الديمقراطي، “أن حركة النهضة تعلم أنها لن تفوز بالانتخابات الرئاسية، باعتبار ما تعيشه من ضغوط، متسائلا “لماذا لم ترشح رئيس الحركة راشد الغنوشي، لهذا الاستحقاق، هل هو خوف من المنافسة أم يدخل ذلك في مناورة سياسية للحركة ؟”، على حدّ تعبيره.
وأشار غازي الشواشي، من جهة أخرى، إلى أن ترشيح عبد الفتاح مورو، سيسحب البساط، من المترشحين الذين عولوا على القاعدة الانتخابية لحركة النهضة، على غرار مرشح حراك تونس منصف المرزوقي، والمرشح المستقل حمادي الجبالي، متابعا “كان عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم وعلى بناء قواعد انتخابية قوية، مثل ما فعل التيار الديمقراطي في السنوات الأخيرة”، مضيفا، “على المراهنين على مرشحي حركة النهضة، أن ينسحبوا من هذا السباق”، وفق تقديره.
من جهته اعتبر النائب بالبرلمان، طارق الفتيتي، إن “النهضة” أصابت في ترشيح عبد الفتاح مورو للانتخابات الرئاسية، من أجل كسب الانتخابات التشريعية.
وقال الفتيتي في تصريح لــ “الرأي الجديد”، إن فكرة الحركة “ترتكز على حماية نفسها في الانتخابات التشريعية، وجمع قاعدتها الانتخابية، لافتا إلى أنها لن تنجح في الوصول إلى قصر قرطاج”.
وأشار النائب، إلى أن أكبر المتضررين هم المرشّحون الذين سيعتمدون على قواعد حركة النهضة، على غرار رئيس حراك تونس الإرادة، منصف المرزوقي، والمرشح المستقل حمادي الجبالي، خاصة مع تأكيد الحركة على ضرورة أن تتوجه أصوات قاعدتها الانتخابية إلى مرشحيها في الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
لا تداعيات على مرشح “تحيا تونس”
وحول تأثير ترشح عبد الفتاح مورو، على مرشح الحزب الحاكم، يوسف الشاهد، قال القيادي بحركة “تحيا تونس”، الصحبي بن فرج، في تصريح لــ “الرأي الجديد”، أن هذا القرار لن يكون له أي تداعيات على مرشح الحركة يوسف الشاهد، باعتبار أن للأحزاب السياسية مرشحيها، وهي تعتمد على قواعدها الانتخابية.
وأوضح بن فرج، أن حزبه “لا يعوّل على أي مرشح خارجي، كما أنه لا يعوّل على أي من القواعد الانتخابية للأحزاب السياسية، بما فيهم الأحزاب المشاركة في الحكم”، وفق تعبيره.
وبخصوص وجود مفاوضات سابقة بين الطرفين، أكد بن فرج أنه “من الطبيعي أن تبحث الأحزاب عن تحالفات في الاستحقاقات الانتخابية، والدعم بين العائلات السياسية هي طبيعة الأشياء”.
ولم ينف المتحدّث باسم “تحيا تونس”، أن تكون حركة النهضة، دخلت في نقاش مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، قبل اتخاذها قرار ترشيح عبد الفتاح مورو..