تونس ــ الرأي الجديد / صالح عطية
أعلن رضا شرف الدين، القيادي بحزب “نداء تونس”، نيّته الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في العام 2019.
وقال شرف الدين، رجل الأعمال المعروف، ورئيس نادي النجم الرياضي الساحلي، خلال اجتماع نظمه حزبه مساء أمس، الأحد بسوسة، لتكريم المستشارين البلديين التابعين للحزب: “من حقي الترشح للانتخابات الرئاسية أو لرئاسة الحكومة”، مضيفا، “إنّه طموح مشروع بالنسبة لي، وهو لا يتوقف على أحد ولا يستثني أحدا”، حسب تعبيره.
مفاجأة.. كالصاعقة
وفاجأ شرف الدين، قيادة حزبه بهذا الإعلان، وفي هذا التوقيت بالذات، حيث يعاني حزب “نداء تونس”، انقسامات واضحة، وصراعا داخليا، بين شقّ محسوب على المدير التنفيذي للحزب، حافظ قايد السبسي (نجل رئيس الجمهورية)، الراغب في الترشح لــ “رئاسية” 2019، وشق منحاز لرئيس الحكومة، يوسف الشاهد، الذي يتطلع بدوره، ليكون مرشح الحزب في الاستحقاقات الرئاسية القادمة.
ويأتي إعلان رغبة رضا شرف الدين، الترشح للانتخابات الرئاسية، سويعات قليلة بعد تصديق مجلس نواب الشعب، على منح الثقة لوزير الداخلية الجديد، هشام الفوراتي، الذي اعتبر انتصارا لرئيس الحكومة، في معركته ضدّ نجل الرئيس التونسي.
ويعرف شرف الدين، الذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل ثلاث سنوات، باصطفافه خلف المدير التنفيذي للحزب، مدافعا عن مواقفه، ومنحازا له في صراعه ضدّ رئيس الحكومة. فهل يعني هذا الإعلان، أنّ الرجل اختار وضع حدّ لمسألة الإصطفافات هذه، وقرر العمل، سياسيا، “لحسابه الخاص”؟
لم يستشر أحدا من القيادات
ونفى القيادي بالحزب، ورئيس كتلته البرلمانية، سفيان طوبال، أن يكون على علم بإعلان شرف الدين الترشح للرئاسية.
وقال في تصريح لـ “الرأي الجديد”، أنّه “فوجئ بهذا الإعلان”، مضيفا أنّ الرجل “لم يستشر أيا من قيادة الحزب، على الرغم من علاقته الوطيدة بالأسماء البارزة في نداء تونس”.
وكان رضا شرف الدين، شرع منذ فترة، في التسويق لحملة دعائية سياسية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر)، تتضمن برنامجا سياسيا واقتصاديا، يعتبره “بديلا عن برنامج الحكومة الحالي”، ما يؤشر على رغبته في لعب دور سياسيّ متقدّم خلال المرحلة المقبلة.
وبهذا الإعلان، الذي يصفه البعض، بكونه “مجرّد إعلان نوايا”، يكون شرف الدين قد دخل سباق الرئاسة، كمرشح مفترض، أو كلاعب ضمن الراغبين في الترشح، أو كعنصر ضغط على قيادات حزبه، حتى ينهوا الانقسامات الحالية، وينكبوا على مستقبل الحزب، الذي ينتظره رهان “الرئاسيات”.
وربما رغب رئيس النجم الساحلي، في أن يبدأ نداء تونس، مرحلة الحسم في موضوع الرئاسية، بعد أن رفض رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، الاعلان عن ترشحه إلى الاستحقاق القادم، في حواره مع نسمة مؤخرا.
تساؤلات أساسية
فهل هي مبادرة شخصية قرر شرف الدين القيام بها لوضع قيادة حزبه أمام “أمر واقع” جديد، يحفّزهم للخروج من المأزق الحالي؟
أم هو أعلن نيته الترشح، بدعم من رموز الحزب، في محاولة لخلط الأوراق، ووضع نداء تونس، ضمن أفق تفكير جديد، بعيدا عن الصراعات القائمة، وحتى الخزعبلات التي تظهر بين الفينة والأخرى من قياداته البارزة؟
أم نحن أمام مجرّد “تعبيرة” حزبية داخلية، تثوي خلفها سيناريوهات أخرى، يرغب مهندسوها في تسريع عملية الإصلاح صلب الحزب، قبل أن تدركه الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وهو على هذا الوضع من التآكل الداخلي؟
أسئلة مطروحة.. والأيام المقبلة، ستقدّم لنا إيضاحات أخرى في هذا السياق..
الجدير بالذكر، أنّ تونس تفصلها نحو عام وثلاثة أشهر عن موعد الانتخابات الرئاسية المقررة مبدئيا في أكتوبر من العام القادم، لكنّ هذا الموعد الانتخابي، يؤشر لحرارة عالية، ستكون عليها هذه الانتخابات..